“الـكـــــاهــــــــن الأعـظـم والأكــبـر”المشير طنطاوى… كبير الكهنة…

==الجزء الأول == أطمئنوا ياأهل مصر: صقوركم لا تنام
*”سيدي الكاهن الأكبر. لقد انتهى الكهنة من تطهير المعبد . وصرع الفرعونُ الصغير الخنس الحقير. وبتر حورس كل أيادي الشيطان الأكبر.  فلتقد بنفسك موكب النصر . لتسطع شمس الحياة ثانية من خلف الغيوم . وتتعالى أصوات الطبول لتصل إلى الأعالي. إلى وكر الصقور “
* كان اسمه الكودي عند المخابرات الأمريكية و في دوائرها السياسة فيما بعد ( مستر بيج كامل) أو الجمل الكبير ، ولأن اختيار الأسماء الحركية عند الأمريكان لا يتم اعتباطا وإنما يكون له دلالة رمزية معينة .
* فيمكننا أن نستشف من اختيارهم لهذا الاسم مدى كرههم له . ولكنه الكره الممزوج بالاحترام والتوقير في نفس الوقت . فالجمل حيوان مكروه في المخيلة الشعبية الغربية ( وليس كما هو الحال لدينا في الشرق الإسلامي) لكنه رغم ذلك حيوان مرهوب الجانب وهو أيضا معروف بقوة تحمله وصبره الطويل  ومعروف أيضا بأنه لا ينسى الإساءة.
* لم يكن طنطاوي خائنا أو متخاذلا . ربما كان منتميا في النهاية إلى نظام مبارك . ولكنه كان السبب الأهم في أن يرحل مبارك . وربما كان واحدا ممن يفضلون أن يرحل “مبارك” في هدوء دون إهانة لكنه لم يكن خائنا.
*كما أنه لم يكن راغبا في مقعد الرئيس . فمن وجهة نظره التي يعرفها المقربون منه فإن ذلك المقعد ملعون بشكل أو بآخر.. لم يطمع أبدا في رئاسة مصر فكان دائما يقول لكل من حوله “ذلك المقعد ملعون بشكل أو بآخر”
* حين نزلت دباباته إلى الشارع قال كلمته الشهيرة “مبارك هو آخر رئيس دولة في مصر بالمعني المتعارف عليه منذ سبعة آلاف عام . وأن من يثورون في الميادين لا يعرفون من يحركهم لكنهم يستحقون الحماية”
وقال أيضا “مبارك لن يعود والنظام الذي يريد معتصمي التحرير إسقاطه هو الدولة بكل ما فيها من مزايا وعيوب.ولكن المزيد من التمسك بالحكم قد يدخل البلاد في نفق مظلم لا مخرج منه.
* وقد قال أثناء أحد الاجتماعات المغلقة عقب تسليم الحكم للإخوان : أن من يحكم تلك الدولة هم الموظفون وليس الرئيس ولا رئيس الوزراء …طبقة الموظفين هي التي تحكم منذ أيام الفراعنة . وأنا واثق أن هؤلاء لن يمكنوا الإخوان من الحكم . فتلك الطبقة لم تتغير من أيام الملكية وحتى الآن”
* كان طنطاوي يعلم أن الخامس والعشرين من يناير 2011هو يوم قد يحمل عبارة النهاية للنظام الذي خدمه بإخلاص على مدار عقود .
* إذا أردنا الحديث بصدق وإخلاص  فإننا يجب أن نوضح حقيقة لم يلتفت إليها أحد وهى ان المشير العجوز كان غاضبا إلى أقصي درجة وغير راض لأقصي درجة لسببين.
= أولهما يتعلق بخطة التوريث التي كان يرى أنها تسير بمنتهي السرعة دون مبالاة لأي شئ .
= أما ثاني أسباب غضب المشير فهو أقرب المقربين منه بحكم المنصب وهو “سامي عنان” كان يدرك أن وجود سامي عنان في منصبه قد تم دون إرادة منه وأن هناك من عبث أخيرا في الترتيب القيادي داخل الجيش . فلم يكن سامي عنان مؤهلا للمنصب لكن الرئاسة كانت تراه مناسبا ويمكن القول أنها فرضته فرضا على طنطاوي الذي كان ينظر له بكثير من القلق وكان يراه غير مناسب للمنصب وكان يراه محبا للسلطة بأكثر مما يجب. *وهو ما تأكد بعد ذلك عندما أقترح عنان على طنطاوي الانقلاب على 
“محمد مرسي ” فورا وعزله لولا أن أثناه طنطاوي عن الأمر. فقد كان “طنطاوي” يدرك أن “مرسي” والإخوان قد نجحوا فعليا في جعل الاحتكاك بين الجيش والشعب احتمالا واردا بينما كان “عنان” يميل كثيرا لاستخدام القوة التي كان يمكن أن تدخل مصرفي دوامة مثل دوامات الدول المجاورة.
 *لكن رغم غضب “طنطاوي” كان “مبارك” يأمن جانبه لعلم الأخير أن “طنطاوي” زاهد في المنصب الرئاسي .ولعله كان الرئيس العربي الوحيد الذي يخلد للنوم آمنا وهو يعلم أن وزير دفاعه غاضب. لأن “طنطاوي” كان عسكريا حتى النخاع  منضبطا إلى أقصي مما يحتمل الأمر.
 * قد يعتبره البعض  انه كان غير مجدد وتوقفت معلوماته قبل عشرين عاما من الأحداث  وهو ما جعل من الجيش مؤسسة بطيئة الحركة بتأثير القيادات الطاعنة في السن التى أصر عليها .ومثل ذلك نقطة ضعف في الأحداث التى تلت يوم 25يناير 2011 لكنه في النهاية كان عسكريا منضبطا “يعرف كل من انتسب للجيش أن  المشير طنطاوي تميز بكونه  حاسم جدا فى الميرى يمكن أن يعاقب أي عسكرى يمشى على الاسفلت” ولكنه كان غير مؤذى ولا مضر بينما كان الفريق “سامى عنان” معروف بأنه عنيف جدا ودموى.
** مما يحسب للمشير “طنطاوى” فى أجتماعه الأخير مع المعزول “مرسى” وقت أن كان رئيسا طرح المعزول أمر إقالة طنطاوى الذى لم يكابر بل أعطى إيحاء لمرسى بأنه يسعده أن يكون من يحكم إسلاميا ففرح المعزول بذلك وسأله وبمن تشير علينا ليكون وزيرا للدفاع كان المشير “طنطاوى “على قدر عالى من الذكاء ويعرف ان المخطط الأمريكى أن يتولى “سامى عنان ” منصب وزير الدفاع عند خلوه حسب العرف المعتاد كونه رئيسا للأركان.ولكنه ضرب المخطط  المعد عندما أشترط أن يقال معاه “سامى عنان”  
* ثم رشح  وأصر على أن يكون وزير الدفاع الجديد هو الجنرال السيسي ..وقال للمعزول عن “السيسى “يومها ده راجل بتاع ربنا سيتوافق معكم ولكن داخل عقلية  ” طنطاوى الكاهن الكبير” كان يعلم أن “السيسى” رجل مخابراتي من الطراز الأول ويمسك بكنز من المعلومات .
ودائما كان يقال فى الجيش بأن “السيسى ابن طنطاوى الروحى “
* وأتفق معه أن يتم أولا وفورا تغيير نمط التدريب من المناورات بشكلها التقليدي مثل النجم الساطع الى التركيز على حرب المدن والتحرك بجماعات صغيرة ذات كفاءة عالية إلى جانب إعطاء دور أكبر للمروحيات وكثير وكثير من أشكال التغيير التى طالت نظم القيادة والسيطرة والتى تجعل القادة الصغار قادرين على التحرك وعمل التنسيق اللازم بين وحداتهم صغيرة الحجم على الأرض وبين المروحيات لتحقيق شكل آخر من أشكال المواجهة لم يكن هناك تدريب سابق عليها .
* دعونا نسترجع الأحداث منذ  ليلة تنحي “مبارك” وحتى لحظة نزول عميل المخابرات الامريكية للتحرير ليحلف يمين الرئاسة بين أنصاره من الإرهابيين والعملاء ..
* منذ إستلام المجلس العسكرى السلطة خططت المؤامرات ضد الجيش فى مجلس الوزراء وماسبيرو وبورسعيد ومحمد محمود  و …. و …فقرر الرجل تطبيق الخطة التى اشترك فى وضعها من قبل …
*فى أول خطواتها تم تراجع الجيش عن المشهد جزئيا لتضميد ما لحق به من جراح خاصة أن الشرطة فقدت الجانب الأعظم من قدراتها … وبالتاكيد سيتم استدعاء الجيش للشارع مجددا (سيكون جيشا وشرطة في آن واحد) وسيدخل لزاما في مواجهات ساخنة في عدة أماكن معا… ولكنه كان قلقا بسبب نوعية تدريب الجيش والتى تعده لمسرح عمليات صحراوي مفتوح ضمن عمليات حشد قوات وتجهيز إحتياطي إستراتيجي وإبرار وإنزال وغير ذلك … المؤكد أن هذا التدريب ليس هوالمناسب…. وكانت نقطة الضعف هو رئيس الأركان الذي فرض من قبل علي المشير “طنطاوى” بإرادة سياسية وكان يراه غير صالح لأسباب كثيرة لن اذكرها..فأنا أجل المؤسسة العسكرية وحتى لو اكن راضيه عن أحدهم لاأهاجمه اوأذكر عيبا فيه وأنما اتجنب الحديث عنه بأستفاضة .. كان المشير يعرف أن ظروفه الصحية “فهو مريض بالكبد من سنوات طويلة ويعانى من مضاعفاته” لن تسمح له بتغيير نمط التدريب.
*هناك أسئلة كثيرة  يطرحها البعض  ومنها..لماذا صمت الجيش عن تزوير نتائج الإنتخابات الرئاسية فى الجولتين الأولى والثانية؟..و لماذا صمت الجيش عن حقيقة الجاسوس مرسي وإتصالاته وحقيقة تجنيده بأمريكا ؟ ولماذا صمت الجيش عند تم العبث بتوكيلات المواطنين التى قدمها اللواء/ عمر سليمان ضمن أوراق ترشحه للرئاسة؟ … ولماذا صمت الجيش عن حقائب الأموال المهولة التى تسلمها الاخوان من سفارات تركيا وقطر والمانيا قبل وأثناء الإنتخابات.؟ ولماذا صمت الجيش عن حقيقة الرشاوي بالملايين التى تم دفعها لبعض المسؤولين عن حملة عمرو موسي في اللحظات الأخيرة قبل نهاية المرحلة الأولي من الإنتخابات وأخرجته من السباق الرئاسي عن غير حق ؟!!والأهم .لماذا صمت الجيش عن الإقالة السخيفة للمشير “طنطاوى” و”عنان” …ويبقى الأهم من ذلك كله ما دور المشير طنطاوى فى انقاذ مصر مرتين..؟
**أجتهد فى القراءة والتواصل مع من كان قريبا تماما وملاصقا لتلك الأحداث والشخصيات فى محاوله جادة للأجابه عن ذلك  في هذا المقال .
* كان الجيش المصري يملك الكثير من أدوات التجسس والمتابعة ويمتلك ما هو أكثر وأكثر مما يملكه أي جهاز آخر داخل الدولة .. وهو قسم الحرب الإلكترونية  ومن خلاله  يمكننا أن ندير حربا فعلية مع دولة أخرى عبر الإنترنت والتشويش على الرادار..
والإتصالات و يمكنك أن تمارس عمليات وقائية لحماية قواتك وأسرارك .. كان لدي الجيش ذلك الجهاز الذي يديره عدد كبير من المهندسين والخبراء  وهو ما لا يتوافر لأي جهاز آخر داخل الدولة  والدول المجاورة مثيلا لهم .. ومن خلال هؤلاء.. إلى جانب معلومات جهاز المخابرات الحربية مع التحليل الموضوعي لمستجدات الأمورفقد كان لدى “طنطاوي” تصور كامل عن الحادث وما سيحدث ونزيد  ونقول أن “طنطاوي” كان يملك الكثيروالكثير منذ شهر ديسمبر 2010 .. لكن الفجوة و الأزمة فعلية في الفارق بين من يملك المعلومة ومن يحتاجها
 فى ديسمبر 2010 قدم كل من قسم الحرب الإلكترونية وجهاز المخابرات الحربية عدة تقارير الى المشير طنطاوى … شملت التقارير تحليل كامل للمعلومات المتاحة وقدمت تصورا كاملا لما سيحدث يوم 25 يناير2011 .. فكان المشير على علم بكافة خيوط المؤامرة  كما يتضح فى هذا لقاءه مع ضباط الجيش يوم 11 يناير 2011…
**وإليكم حديث المشير “طنطاوي” قبل أسبوعين من ثورة “25 خساير” في بداية مؤامرة يناير :  وقوله ” خدو بالكم على مصر ” متحدثا عن المؤامرة على مصر..”شاهد من على الرابط الأتى:
http://www.youtube.com/watch?v=y9oFK4iyt5Q


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *