-اذا لم تتراجع اسرائيل عن اجراءاتها فان اندلاع انتفاضة اخرى او حرب دينيه امر وارد .
-الخلافات العربيه والانقسام الفلسطينى شجع اسرائيل على اتخاذ تلك الاجراءات .
-زيارة المسلمين للمسجد الاقصى لدعم صمود ابنائها ليس تطبيعا اما زيارة مسئولين سياسيين او دينيين فهو تطبيع .
شهدت الاراضى الفلسطينيه خلال الايام الماضيه موجة غضب عارمه احتجاجا على قيام اسرائيل بوضع بوابات الكترونيه على ابواب المسجد الاقصى لتفتيش الفلسطينيين وهو الامر الذى رفضه الفلسطينيين وعلى الرغم من تراجع اسرائيل عن هذا الاجراء الا ان اصرارها على وضع قيود على دخول المصلين ادى الى استمرار موجة الغضب وفى ظل تلك الاجواء المتوتره ادلى سماحه الشيخ د/ تيسير التميمى قاضى قضاة فلسطين ورئيس المجلس الاعلى للقضاء الشرعى سابقا وامين سر الهيئه الاسلاميه العليا بالقدس بحوار خاص تناول فيه وجهة نظره تجاه الاحداث الراهنه .
تسعى إسرائيل من وراء الإجراءات الجديدة التي فرضتها على دخول المسجد الأقصى المبارك إلى إحكام سيطرتها وهيمنتها وسيادتها عليه ، وإلى إقامة الهيكل المزعوم في ساحاته ، وتنفيذ مخطط تقسيمه زمانياً ومكانياً .
السؤال الثاني : هل ترى أن تلك الإجراءات يمكن أن تفجر انتفاضة أخرى في الأراضي المحتلة أو حرباً دينية في المنطقة ؟
نعم هي كذلك ، فإذا لم تتراجع إسرائيل عن الإجراءات التي فرضتها ضد المسجد الأقصى المبارك يوم الجمعة 14/7 فإن الشعب الفلسطيني مصرٌّ على ذلك ، والأمر مرشح إلى اندلاع انتفاضة جديدة في مدينة القدس وسائر المدن الفلسطينية المحتلة ، وربما تتطور إلى حرب دينية على مستوى المنطقة .
السؤال الثالث : ما هو تقييمكم لردود الفعل الفلسطينية والعربية تجاه هذا الحدث ؟
تتماهى ردود الفعل الفلسطينية مع إرادة أبناء القدس ، والشاهد على ذلك المظاهرات والمسيرات والاشتباكات مع جيش الاحتلال في نقاط التماس مع الحواجز العسكرية ، مما أدى إلى استشهاد وجرح واعتقال المئات من أبناء الشعب الفلسطيني .
أما ردود الفعل العربية فهي أقل بكثير من المستوى المطلوب ، ولا ترقى إلى جسامة الأخطار المحدقة بالمسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ؛ حيث إنه ليس شأناً فلسطينياً فحسب ، وإنما هو جزء من عقيدة مليار وسبعمائة مليون مسلم على وجه الأرض ، فلن يسكتوا على أي انتهاك له ومساس بحرمته وقدسيته .
السؤال الرابع : هل ترى أن هناك رابطاً ما بين الأزمة القطرية الخليجية والتصعيد الإسرائيلي ؟
نعم إنه رابط قوي ، فالخلافات والصراعات العربية والأزمة الخليجية والانقسام الفلسطيني ؛ كلها تمثل فرصة ذهبية لإسرائيل لتنفيذ مخططاتها ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته ، ولممارسة التصعيد العسكري والعدواني عليه ، ولتصفية القضية الفلسطينية وإلهاء الأمة عنها بهذه القضايا الداخلية لهذه الدول .
السؤال الخامس : طالبت شخصيات فلسطينية المسلمين والعرب بزيارة المسجد الأقصى المبارك ، هل ترى أن تلك الزيارات تعد تطبيعاً مع إسرائيل ؟
أرى أن زيارة العرب والمسلمين مدينة القدس إذا كان بقصد دعم صمود أبنائها والاطّلاع على معاناتهم ، وزيارة المسجد الأقصى المبارك بنية شد الرحال إليه والصلاة فيه ، والمبيت في الفنادق العربية فيها والتسوق من أسواقها ؛ مع عدم التعامل مع مؤسسات الاحتلال فيها بأي شكل من الأشكال ، أن ذلك لا يكون تطبيعاً بل هو مؤازرة للقدس وقضيتها وأهلها .
السؤال السادس : ما هي رؤيتكم لتحفظ الأزهر على دعوة الحبيب الجفري لشيخ الأزهر لزيارة المسجد الأقصى المبارك باعتبار أن تلك الدعوةيمكن أن تثير قضية خلافية حول التطبيع ؟
إنني أتحفظ ولا أوافق أبداً بل أرفض بشدة زيارة أية شخصية اعتبارية من الأمة سياسية كانت أو دينية للمسجد الأقصى المبارك ، لأن هذا الأمر فيه تطبيع واضح مع الاحتلال ، ولما تمثله تلك الشخصيات من مكانة في الأمة .
السؤال السابع : هناك من يرى أن الخطر الإيراني على المسلمين والعرب لا يقل عن الخطر الإسرائيلي ، وأن إيران تحاول إشعال حرب مذهبية في المنطقة لإلهاء العالم عن الخطر الإسرائيلي فما حقيقة ذلك ؟
ما قامت وما تقوم به إيران من شن حروب طائفية في بعض البلاد العربية كالعراق وسوريا واليمن ولبنان وغيرها ، وما نتج عنه من قتل وجرح وتهجير الملايين من شعوبها ، لا يقل خطورة على المنطقة بأسرها من خطر المشروع الصهيوني الذي يستهدف الأمة ومقدساتها .
السؤال الثامن : ما هي أبعاد المخططات الإيرانية في المنطقة ؟
إن مخططات نظام الملالي في إيران ضد هذه المنطقة ترمي إلى تمزيق وحدة الأمة ، وإلى تأجيج الصراع بين السنة والشيعة لإضعاف الأمة مما سيمكّن أعداءها من ثرواتها ومقدراتها ومقدساتها .
السؤال التاسع : ما هي أهداف إيران من محاولة التقرب من مصر ودعم حركات فلسطينية ودول في المنطقة وعلى رأسها قطر .
يهدف نظام الملالي في طهران من وراء تقربه لبعض الحركات الفلسطينية وبعض دول المنطقة إلى زيادة حدة الانقسام بين فصائل العمل الوطني الفلسطيني ، وإلى تعميق الخلافات بين الدول العربية بهدف تنفيذ ما ترنو إليه بإشعال حروب طائفية ومذهبية في المنطقة لتصدير أزمتها الداخلية ؛ حيث إن الشعب الإيراني الشقيق يعاني بطش هذا النظام المستبد وقهره ،
يضاف إلى ذلك أن هناك خلافات حادة بين التيارات السياسية داخل النظام ، فإذا انتهت الحروب التي أشعلها في المنطقة فالنتيجة الحتمية لذلك هي سقوطه وانتهاؤه .
السؤال العاشر : كان من أهم قرارات مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس تأسيس تجمع عربي إسلامي لمواجهة الخطر الإيراني ، فهل لديكم آلية أو خطة واضحة لمواجهة هذا الخطر ؟
إن تشكيل اللجنة العربية الإسلامية للتضامن مع المقاومة الإيرانية جاء لهدف عظيم هو مواجهة خطر نظام ولاية الفقيه ليس على الشعب الإيراني فقط ؛ وإنما على شعوب المنطقة بأسرها ، وإن دعم المقاومة الإيرانية ببرنامجها الإصلاحي الموحّد للأمة سيؤدي إلى استقرار الوضع في إيران ، وسيخلص الشعب الإيراني الشقيق من النظام الفاشي الظالم الجاثم على صدره ، وسيحقق له الحرية والاستقلال والرخاء وإنهاء الحروب المذهبية التي تشهدها المنطقة ، وسيعمل على تعزيز الوحدة بين جميع الدول الإسلامية وشعو