المؤامرة ضد السنه العرب فى الموصل قائمة منذ سقوط بغداد عام 2003 وايران اكبر المستفيدين من التطرف الداعشى
من الصعب الحديث عن عراق المواطنه بعد ان رسخ الحرس الثورى على ارض الواقع الطائفية كأسلوب للحكم فى العراق
استفتاء الاكراد تحصيل حاصل لان الحكومة الكردية تصرفت منذ عام 2003 وكأنها دولة مستقلة
شهدت الساحة العراقية مؤخرا تطورات متلاحقة فلم تكد القوات العراقية تنهى احتلال تنظيم داعش لمحافظة الموصل حتى اعلن اكراد العراق تنظيم استفتاء حول حصول اقليم كردستان على الاستقلال وهو الامر الذى رفضته الحكومة المركزية وقوى اقليمية ودولية وفى ظل التطورات المتلاحقة التى يشهدها العراق والتى تهدد وحدته ادلى د/ طاهر بو مدرة الرئيس السابق لمكتب حقوق الانسان فى بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق بحوارشامل لبوابة العرب اليوم تناول فيه وجهة نظره ازاء التطورات الراهنه
(1) هناك شبهات حول وجود مؤامره لتصفية الوجود السنى فى الموصل تمت زريعة القضاء على تنظيم داعش خاصة مع مشاركة الحشد الشعبى المواليه لايران فى تلك المعركه فكيف ترى ذلك ؟
ج) ان المؤامرة ضد السنة العرب في الموصل قائمة منذ سقوط بغداد عام 2003 وقد اتضح هذا للعيان منذ صيف 2014 عندما فر جيش المالكي من المدينة وتركها بدون أي مقاوم فريسة لما يسمى بداعش. أما العبادي فقد فضل حشد الملشيات الشيعية بكل أطيافها في معركة تحريرمحافظات صلاح الدين، الانبار ونينوى بدل استخدام الجيش العراقي النظامي. كان هذا اختيار سياسي هذفه احداث تغيير دمغرافي في المناطق دات الاغلبية السنية. اذ قامت ميلشيات ما يسمى بالحشد الشعبي بتصفيات واسعة النطاق للمكون السني بداعي الانتقام وزرع الدعر والارهاب في نفوس السكان لدفعهم للنزوح والهجرة. لقد أرتكبت جرائم ترقى الى جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب وحتى الابادة الجماعية بشهادة منظمة العفو الدولية وهيومن رايت ووتش. فهل يقبل أن تبق هكذا جرائم بدون مساءلة ؟
(2) وهل ترى ان هناك ترابط بين ايران وتنظيم داعش الذى يرى البعض انه صناعه ايرانيه ؟
عادة المحققون في الجرائم ينطلقون من سؤال أولي وهو “من المستفيد من الجريمة”. كل المؤشرات توحي بان التطرف الداعشي كان في خدمة الملالي الايرانية في اطار استراتيجية عسكرية منسقة انطلاقا من طهران. وقد ساعدت عملية ” طرد داعش” من العراق في ترسيم وجود الحرس الثوري الايراني في كل مناطق العراق كما ساعدت الاكراد على حسم قضية المناطق المتنازع عليها مع الحكومة المركزية وبالخصوص محافظة كركوك. باعادة طرح السؤال من المستفيد الاكبر من كل ما مر به العراق خلال السبع سنوات الاخيرة؟ من أخذل الجيش العراقي وسلح ملشيات الحشد الشعبي؟ من مول ودرب وقاد ؟ أليس هم جنرالات الحرس الثوري الايراني؟
(3) وهل تتوقعون بعد القضاء على داعش ان تحدث مصالحه سياسيه تنهى على الطائفيه السياسيه فى العراق ؟
من الصعب اعادة الكلام عن عراق المواطنة. عراق الطائفية والعرقية أسس له الحاكم الامريكي “برايمر” في الدستور الساري المفعول حاليلا ثم رسخ الحرس الثوري الاراني على أرض الواقع الطائفية كأسلوب في الحكم مع ظمان الولاء المطلق للولي الفقيه ،القائد الاعلى للثورة الايرانية الذي يملك مقاليد الحل والربط في العراق. فمادام حكم الملالي في ايران قائم لن تعود اللحمة والمحبة بين مكونات الشعب العراقي.
(4) وماهى رؤيتك لاقدام اكراد العراق على استفتاء لتقرير المصير وتأثير ذلك على الاوضاع فى العراق والمنطقه ؟
هذا تحصيل حاصل. الحكومة الاقليمية الكردية تصرفت منذ 2003 وكأنها دولة مستقلة . كثير من الدول اقامت في اربيل قنصليات تتمتع بصلاحيات السفارات وفرضت على المواطين العراقين العرب تأشرة الدخول مثلهم مثل أي أجنبي. كما تقوم الحكومة الاقليمية في اربيل باستراد الاسلحة وبيع البترول بشكل مستقل عن الحكومة الفدرالية في بغداد وما زاد في الخطورة أن اربيل اليوم ومنذ استيلائها على مناطق متنازع عليها كانت تحت سيطرة “داعش” قررت الاستغناء عن المادة 140 من الدستور التي قننت آلية فظ النزاع المتعلق بالاراضي المتنازع عليها و بالخصوص منطقة كركوك. في الواقع عملية الاستفتاء ماهي الا تكريس الامر الواقع واعطائه الشرعية الشعبية. العراق الموحد أنهاه “برايمر” عام 2004. والحرب القادمة بين الاكراد وحكومة بغداد ستنفجر في كركوك مع تداعياتها في المنطقة وبالخصوص على تركيا وسوريا.
(5)وكيف تفسرون موقف الامم المتحده ومنظمات حقوق الانسان فى ظل الانتهاكات التى حدثت فى المناطق السنيه فى العراق خلال المعارك الاخيره ؟
من البداية كانت المنظمات الغير حكومية منشغل بالانتهاكات التي تعرض لها أهالي المناطق السنية والغير سنية من مسحيين وايزيديين وأتراك ونقشبنديين وغيرهم. وقد دونت هذه الانتهاكات ورافقتها بنداءات عاجلة، لكن مواقف المنظمات الغير حكومية اذا لم تتبناها الدول والامم المتحدة، يبقى صوت واط لا يسمع.
أما عن الامم المتحد، فهذه فاقدة للاستقلالية والمصداقية. الامم المتحدة في العراق محصنة في المنطقة الخضراء في بغداد، لا تعرف ما يجري على أرض الواقع خارج مقرها. بحكم تمركزها في المنطقة الخضراء، مصادرها الاساسية هي أجهزة الامن والقيادات الملشياوية والاحزاب الطائفية اضافة الى عناصر الحرس الثوري في والسفارة الايرانية . الامم المتحد تهتم بالمحافظة على وجود بعتثها في بغداد أكثر من العمل على تفعيل مهمتها. ولبقائها في العراق عليها الامتثال الى رغبات المالكي في السابق و الان العبادي مع مراعات الوصاية الايرانية.
(6) وهل تتوقعون ان تتخذ الاداره الامريكيه موقفا اكثر تشددا تجاه ايران خاصة بعد تصريحات ترامب حول الاتفاق النووى مع ايران ؟
الادارة الامريكية غير متجانسية وقراراتها غير منسقة. فيصعب التكهن في أين تكمن المصلحة العليا للادارة الامريكية.
(7) وماهى حقيقة الانباء التى ترددت عن وجود خلافات بين روحانى والجناح المتشدد فى ايران وتأثير ذلك على السياسه الايرانيه ؟
ميول المرشد الاعلى علي الخامنئي كانت ترجح كفة ابراهيم رئيسسي على صاحب العهدة المنتهية حسان روحاني. وما أظهر للعلن الصراع الداخلي بين الملالي هو فوز روحاني بالعهدة الثانية رغم التحفظ الذي أظهره الخامنئي. من أسباب اخفاق المرشح رئيسي في الانتخابات هي كونه متورط في ارتكاب جرائم الابادة ضد المعارضة الايرانية وعلى راسها منطمة مجاهدي الشعب الايراني ( مجاهدي خلق). وقد سبق لروحاني أن طالعنا على المباشر أثناء الحملة الانتخابية بان رئيسي لايملك مهارات تسيير دولة كونه لا يعرف الا سجن وتعذيب وقتل الناس. مع التصعيد الذي يغرد به الرئيس الامريكي ترانب، صار حاليا ارتباك بين الاصلاحيين والمتشددين وقد تميل الكفة الى المتشددين.
(8) بعد الخلاف الخليجى القطرى ماهى ابعاد المخطط الايرانى لاستغلال هذا الخلاف فى تنفيذ مخططاتها فى المنطقه ؟
منطقة الخليج كلها مستهدفة من طرف نظام الملالي الذي يسعى دوما الى خلق بؤر الثوتر لأنه يفضل الاصطياد في المياه العكرة. يجب أن يتدارك العرب أن الوضع القائم في الخليج لا يخدم مصالحهم وأنه من الضرورة القصوى تجاوز هذا الوضع وجمع الشمل من اجل الانتقال من موقع الدفاع الى موقع الهجوم في مواجهة المد الايراني الذي صار يتباها بسيطرته على عدد من العواصم الاقليمية منها بغداد ودمشق و بيرت و صنعاء.
(9)بعد انلاع الخلاف السعودى الايرانى حول موسم الحج هل تتوقعون تصعيدا ايرانيا ضد السعودية من خلال استخدام الحوثيين لتهديد الاراضى السعودية ؟
ما هو مستهدف في المملكة بالدرجة الاولى هما الحرمين الشريفين . لن يهدأ بال الملالي في ايران قبل أن يضمنون سيطرة على باب المندب ومحافظة صعدة. فالاول يضمن سيطرة الحرس الثوري على البحر الاحمر والثانية تفتح لهم بوابة واسعة على جنوب المملكة.
(10) وما هى رؤيتك لزيارات رموز شيعيه عراقيه وعلى رأسها مقتصرى الصدر للسعودية ؟ وهل هى محاولة سعودية لاستقطاب شيعة العراق لتفويت الفرصه على ايران ؟
أرى أن هذه المقاربة قد تؤدي الى عكس ما يطمح له قادة المملكة. لنكن واقعيين، رموز الشيعة الفاعلين في العراق كلهم يدينون بالولاء للمرشد الاعلى و يؤمنون بضرورة بسط ولاية الفقية على الاراضي المقدسة في مكة والمدينة. هذا الطموح سطر له الخميني في كتابه عن الدولة الاسلامية منذ السبعينات ومازال قائما و لن يتغير الا باسقاط نظام الملالي .
(11) هل يتطلب الامر من العالم العربى دعم المقاومه الايرانيه فى المرحله المقبله ؟
ديمومة نظام الملالي في ايران قائمة على خلق بؤر التوثر واستمرارها. لايران يد في النزاعات الاهلية والطائفية في مناطق جغرافية نائية كغرب افريقا و شرقها مرورا بالساحل ثم جزر المحيط الهندي. أما المشرق العربي فهو بدون منازع صارمحمية ايرانية رغم التواجد العسكري لبعض الدول أعضاء في الحلف الاطلسي.
المقاومة الايرانية تعمل على اسقاط نظام الملالى من الداخل وهي فرصة للعرب لنقل بؤر التوتر من أراضيهم الى الداخل الايراني. فالرهان الوحيد المتوفر لدى العرب هو مؤازرة المقاومة الايرانية وعليهم أن لا يفوتون مثل هذه الفرصة