يتوقع المليشيات أنهم سيحكمون قبضتهم على العراق بكل تفاصيله , و لا يتوقعون أنهم سيحاسبون في يومٍ من الأيام , وهذا قمة الغباء والسفاهة , و لهذا تجدهم يرتكبون أبشع الجرائم ويصورونها وينشرون جرائمهم على شبكات التواصل , وبالتأكيد فأن هذا متوقع صدوره ممن لا يمتلك ذرة من العلم والفهم و لا يعرف أبجديات السياسة ..!
فجاءتهم الضربة هذه المرة من أقرب المقربين لهم , ومن الذين استخدموهم كمطايا لتحقيق مآربهم , فجاء قرار العبادي , بجعل الحشد هيئة تابعة له شخصياً , و تغيير بعض القادة العسسكريين ممن يشعر إن ولائهم كلياً للمليشيات, وهذه إشارة واضحة بأن أي مليشيا لا تتبع أوامره فإنها مستهدفة في قابل الأيام , وربما شاهدتم بوادر هذه القضية في تكريت حينما أعلن العبادي على جميع الحشد الخروج من تكريت , رأينا بعض المليشيات لم تخرج ورفضت قرار العبادي واعتبرته غباء عسكري , لأن أوامرها إيرانية بحتة , وبالتالي فهي أول من سيصفيها العبادي بعد أن يتنفس الصعداء ..!
وجاءت للحشد ضربة أخرى من وزير الدفاع العبيدي حيث قال في مؤتمره يوم أمس : لا نأتي بفصائل الحشد الغير منضبطة و عصابات السرقة في تحرير الانبار ..!
قد يقول قائل : وهل أن العبادي ووزير دفاعه لهما رأيٌ يخالف رأي المليشيات ؟!
الجواب : كلنا يعرف أنهم عبارة عن ( خراعات خضرة ) ولكن هذا يدل على أن الرأي الامريكي بدأ يأخذ صداه , وقادة المليشيات بدأوا يفهمون تلاشي إيران , ولهذا لم يعترض أحدٌ منهم على قرار العبادي , نعم إنهم تحملوه على مضضٍ , ولكن تحمله أفضل من معارضته!