فجرت مجلة “لوبوان” الفرنسية مفاجأة صادمة بشأن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حين كشف أنه أمر شخصيا بسجن نحو 20 فرداً من العائلة الحاكمة في البلاد عقابا لهم على مواقفهم الداعمة لدول المقاطعة وجهرهم بعدم رضاهم عن السياسة المتبعة من قبل الأمير وحكومته.
وتكشف الصحيفة في تقريرها معلومات هامة عن سجون قطر استقتها من شخصية من المجتمع الفرنسي تقيم في قطر، عانت الأمرين في إحدى زنزانات الدوحة، وهو جان بيير مارونغيو، مؤسس شركة التدريب الإداري Pro & Sys المتهم بتداول شيكات من دون رصيد، وهي الجناية التي يعترض عليها هذا الأخير.
وتقول صحيفة “لوبوان” الفرنسية في تقريرها “في أعقاب رحلة إلى الإمارة، اتصلنا بالسجين عن طريق الهاتف، وقد ذكر في البداية ظروفه الصحية المؤسفة التي تدهورت منذ أشهر، والاختلاط، والتنكيد، والترهيب، والصراصير، ثم كشف لنا جان بيار مارونغيو أن العديد من أفراد أسرة آل ثاني التي تحكم قطر منذ 150 عاما، قد سُجنوا مؤخرا، وأكد المقاول، وهو مواطن من مدينة فلورانج، في موسيل (فرنسا) قائلا “هناك حوالي عشرين شخصًا. وفي زنزانتي هناك ستة منهم”.
اعتقال أقرباء الشيخ علي آل ثاني
ويقول التقرير “من خلال الواتساب، قدم لنا السجين الفرنسي أسماء أربعة من أفراد العائلة المالكة، مشيرا إلى أن الآخرين لا يرغبون في أن تُذكر أسماءهم “خوفا من الانتقام”. وهم الشيوخ طلال بن عبدالعزيز بن بن علي بن ثل آل ثاني، وعبد الله بن خليفة بن يس بن علي آل ثاني، وعلي بن فهد بن يس بن علي آل ثاني، وناصر بن عبدالله بن خالد بن علي آل ثاني، وجميعهم أعضاء في فرع بن علي الذي فُصل من السلطة منذ عقود من الزمن قبل جد الأمير الحالي، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وقال جان بيار مارونغيو، الذي وافق على أن يُذكر اسمه، إنه منذ 5 يونيو / حزيران 2017، تضاعفت الاعتقالات، صحيح أن آل ثاني من قبائل بن تميم العربية، التي نشأت في المملكة العربية السعودية، ولديها ما يقرب من 3000 عضو. وقد يكون بعضهم قد ارتكب جرائم. ومع ذلك، فإن هذه الاعتقالات التي لا تشمل سوى فرع بن علي، اعتقالات يمكن ربطها بلا شك بانتقال الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني في أغسطس الماضي إلى المملكة العربية السعودية لتقديم الشكر الجزيل للرياض، على سماحها للقطريين بأداء الحج السنوي إلى مكة المكرمة دون عائق.
عرش تميم يهتز
تنقل الصحيفة الفرنية عن الصحفي إيمانويل رضوي الذي عمل لمدة ثلاث سنوات في التلفزيون الوطني في قطر، وألف كتابا بعنوان “قطر، الحقائق المحظورة”،ونشره للتو، إن هذا البلد على وشك الانهيار. المحافظون “لا ينتظرون سوى شرارةٍ لإشعال النار في المجلس (المجلس الاستشاري الذي يشكله ممثلو العشائر)، والإطاحة بأميرهم.
ويتحدث صاحب االكتاب على وجه الخصوص عن انفجارٍ وقع في نيسان / أبريل 2012 بالقرب من القصر، وقد ذكرت هذه الشائعات محاولة انقلاب عسكري دبّره مقربون من المحافظين، ولكن من المستحيل معرفة المزيد، لأنه كالمعتاد، كان التعتيم كليا.
الأمير تميم بن حمد آل ثاني ليس رجلا تقدميا حقيقيا، ويشير كتاب “قطر، الحقائق المحظورة” إلى أن “الأسر القطرية قد مولت عملاء تجنيد يعملون لحساب تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي، وأن حكومتهم تدعم جماعة الإخوان المسلمين أو حماس في غزة، وكذلك مقاتلي النصرة في سوريا “. كما تستضيف الدوحة تمثيل طالبان. ويشير الصحفي إلى إن هؤلاء المدافعين المتحمسين للإيمان، الذين اعتادوا على قصور العاصمة الفخمة، لا ينرددون في معاقرة الكحول ومضاجعة البغايا”.
ويخلص تقرير “لوبوان” إلى القول “لقد حاولنا بالفعل استجواب السفارة الفرنسية في قطر عن حالة جان بيار مارونغيو ولكن دون أي نتيجة، أما فيما يتعلق باستجوابنا بشأن الاعتقالات المحتملة لأفراد من الأسرة الحاكمة فقد أحالتنا السفارة إلى باريس، إلى وزارة أوروبا والشؤون الخارجية.