بوابة العرب اليوم
تصريح رئيس ايران حسن روحانى حول قدرته على السيطره على القرار اللبنانى عجلت باعلان الحريرى استقالته من رئاسة الحكومه
قبول سعد الحريرى لرئاسة الحكومه كان محاولة لتحييد رئيس الجمهورية وتخليصه من ابتزاز حزب الله واؤيد تصنيف الحزب كمنظمه ارهابيه .
اثارت استقالة سعد الحريرى من رئاسة الحكومه اللبنانيه وهو القرار الذى اعلنه من السعودية ردود فعل متباينه حول الدوافع الحقيقيه لتلك الاستقاله واسباب اعلانها من السعودية وتداعياتها وفى ظل اللفظ الدائر حول تلك الاستقاله كان لنا هذا الحوار مع مصطفى علوش القيادى بتيار المستقبل اللبنانى والذى يتراسه سعد الحريرى .
1- ما هى رؤيتك للاسباب التى دفعت بالسيد / سعد الحريرى بتقديم استقالته فى هذا التوقيت ؟
لقد قام الرئيس سعد الحريري يشرح أسباب استقالته في رسالة الإستقالة وفي المقابلة التلفزيونية التي تلتها، لكن برأيي أن السبب المباشر هو إدراك الرئيس بأن التسوية التي أجراها مع رئيس الجمهورية ميشال عون لم تحترم بنودها من خلال سلسلة من المواقف التي أخذها وزير الخارجية التي تعبر عن التفاهم مع إيران وأعوانها ومن ضمنها لقاؤه مع وزير خارجية النظام السوري والدفع لتعيين سفير للبنان في سوريا في لاوقت تم تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية بسبب تصرفات نظامها تجاه الشعب السوري. لكن ما سرع بالإستقالة كان تصريح رئيس إيران حسن روحاني حول قدرته على السيطرة على القرار اللبناني كما أن تصريحات علي ولايتي في لبنان حول انتصار الخط الإيراني، فكان على الحريري الإختيار الصعب ما بين القبول بإلحاق لبنان بالركب الإيراني أو التجاوب مع رغبات السعودية بالإستقالة.
2- ولماذا اختار السعوديه لاعلان الاستقاله وهل يعنى هذا ان السعوديه كان لها دور فى تلك الاستقاله ؟
لا يوجد أدنى شك بأن السعودية دفعت بالإستقالة كخيار شبه وحيد للرئيس سعد الحريري بعد إحساس الحكم الجديد بأن ردا قاسيا على إيران وحزب الله يحب أن يحصل في هذا الوقت بعد أن تمادى الإثنان في التعدي على السعودية. وكان الإعلان من السعودية للتعبير عن التزام الحريري بالحلف مع السعودية.
3- وهل ترى انه كان من الافضل ان يعلن تلك الاستقاله من لبنان حتى لا يفسر ذلك بان هناك ضغوط تعرض لها من السعوديه ؟
بالتأكيد أن المكان الأفضل لإعلان الإستقالة كان من لبنان وذلك حفاظا على مكانة الرئيس الحريري وعلى جدية الإستقالة، ولو حصل ذلك لكنا تجنبنا اللغط الذي حصل حول حرية الحريري مما أدي إلى تحيل الإهتمام إلى شكل الإستقالة بدل البحث عن أسبابها.
4- وهل تتوقع ان تنجح الجهود الداخليه والخارجيه فى راجع الحريرى عن تلك الاستقاله ؟
لا أظن أن التراجع عن الإستقالة هو من الخيارات المطروحة الآن بعد مراجعة مواقف الأطراف المعنية داخل لبنان وقناعتي هي أن الحريري قادم إلى لبنان للتأكيد على إستقالته.
5- فى حاله اصرار الحريرى على تلك الاستقاله هل تتوقع حدوث ازمه سياسيه فى لبنان ؟
الأزمة حاصلة في كل الأحوال وهي مستمرة منذ اغتيال رفيق الحريري وأساسها أن حزب الله لا يهتم إلا بخدمة ولاية الفقيه ولو على حساب البشرية كلها.
6- وهل ترى ان الحريرى اخطئ بقبول رئاسه الحكومه والتى استغلها حزب الله كواجهه لممارسته داخل وخارج لبنان ؟
قبول سعد الحريري رئاسة الحكومة كان محاولة واجتهادا يسعى إلى تحييد رئيس الجمهورية وتخليصه من ابتزاز حزب الله وذلك في غياب كل الخيارات لممكنة الأخرى. يعني أنها كانت مغامرة لا مفر منها كمحاولة.
7- وهل ترى ان حزب الله وايران يسعيان لاشعال حرب فى المنطقه بالتوافق مع اسرائيل ؟
لا أعتقد أن إسرائيل و إيران متوافقتان على أي شيء ولكن الإثنتان تتقاطع مصالحهما فيما يحصل في المنطقة ودول الطوق التي تفتت وأصبحت لقمة سائغة في يد الحرس الثوري الإيراني من جهة ، ومن جهة أخرى فقد تخلصت إسرائيل من التهديدات الواهية التي كانت تحيط بها.
8- بعد الانتقادات التى واجهها ميشال عون الى السعوديه هل ترى ان عون متوافق مع حزب الله فى تنفيذ مخططات ايران فى المنطقه ؟
رئيس الجمهورية عليه ديون لحزب الله ولا أظن أنه قادر على أخذ الخيار المفيد للبنان حتى ولو رغب بذلك، ومن هنا مواقفه التي أضرت بعلاقة لبنان بالسعودية.
9- وهل تتوقع اندلاع حرب فائقه فى لبنان بعد تلك الاحداث ؟
الحرب في لبنان إمكانية دائمة ولكنها مرتبطة بحسابات خارجية تشمل إيران وإسرائيل والولايات المتحدة ولا يمكنني الآن تأكيد هذا الإحتمال.
10- وكيف ترى الانتقادات التى توجه للحكومه اللبنانيه بخصوص ازمه اللاجيئين السوريين ؟
لا شك أن أزمة اللجوء السوري إلى لبنان تفوق قدراته على علا جها ومن المنطقي أن تكون هناك ثغرات خطيرة في هذا المجال، لكن الأطراف التي تنتقد مقصرة بشكل خطير في واجباتها لعلاج المشكلة التي تعتبر خطرا وجوديا على لبنان.
11- فى النهايه هل ترى ان الامر يتطلب من الدول العربيه وضع حزب الله ضمن المنظمات الارهابيه ؟
تصرفات حزب الله في لبنان ترقى بسهولة إلى مستوى التصنيف كمنظمة إرهابية ويكفي أن خمسة من كوادره متهمون باغتيال رفيق الحريري، عدا عن سلسلة من الاغتيالات التي تنسب له على مدى عدة عقود من وجوده، يعني بالنسبة لجزء واسع من اللبنانيين هو يمارس الإرهاب في لبنان وضد لبنانيين، أما في الخارج فهو أداة قتل ودمار في يد إيران وأظن أنه أتى الوقت لينصنفه العرب كمنظمة إرهابية مع قناعتي بأن هذا لن يحصل قريبا للخلافات العربية المعتادة. أما بالنسبة لمصر فهي تقوم بدور كبير في محاربة الإرهاب لكن دورها بقي قاصرا وملتيسا بما خص ممارسات النظام السوري الإرهابية.
