عقب
وقوع الزلزال الذي حصد العديد من أرواح المواطنين وخلّف آلافا من القتلى
والمصابين ومازال العديد من الضحايا تحت الأنقاض، تحوّل السجال السياسي
الداخلي بين الملالي الحاكمين في إيران الى مشهد جديد للصراع.
ويتهم
الإعلام التابع لخامنئي، حكومة روحاني بأنها قد تباطأت في إبداء رد فعل
مناسب، ولكن في الوقت نفسه يبرز عملية الإغاثة من قبل قوات الحرس التي هي
قوة منافسة للحكومة. كما يتهم حكومة أحمدي نجاد بالاهمال في إنشاء المباني
التي انهارت ببساطة.
وبهذا
الصدد قال حسين داعي الإسلام من المقاومة الإيرانية: في إيران الرازحة تحت
حكم الملالي، تفاقمت أزمة الحكم وصار نظام ولاية الفقيه برمته يواجه مآزق
مستعصية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وكان حضور أحمدي نجاد الرئيس السابق
للنظام في اعتصام جمع من حاشيته في حرم السيد عبد العظيم في «شهر ري»
واعتراض على رئيس السلطة القضائية، صادق لاريجاني، يبرز جانبا آخر من دوامة
الأزمات المستعصية التي غرق فيها هذا النظام.
ولفت
داعي الإسلام الى أن هذا الصراع يعكس حالة النظام الذي يعيش وضعا متداعيا
وأن الزلزال قد هزّ أركانه وبات قاب قوسين من السقوط. وأضاف: أصبح من
الواضح للغاية ما تقوله المقاومة الإيرانية بأن هذه المرحلة هي مرحلة
السقوط وأن الأزمات التي يعيشها النظام هي أزمات تستهدف هيكيلة النظام،
وتنتهي إلى ازالته. هذا النظام هو نظام عائد إلى القرون الوسطى ليس قادرا
على معالجة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية وأنه قد حفظ لحد الآن حكمه
بالقمع وتصدير الإرهاب ولكن عهده قد ولّى. في الواقع ان الولي الفقيه ما هو
إلا خليفة من نوع داعش وهو يريد من خلال عرض رئيس مخادع مثل روحاني أن
يظهر نفسه بأنه نظام معتدل. غير أن نظام ولاية الفقيه أبرز هشاشته بشكل
واضح وهذا ما نراه الآن في الوضع الراهن. أساس هذه الأزمة داخل النظام ولو
أن الأزمات الخارجية تشددها.
واختتم
داعي الإسلام بالقول: قالت السيدة مريم رجوي في رسالتها الموجهة إلى
المواطنين بعد وقوع الزلزال: لا خير ولا مستقبل لنظام ولاية الفقيه ولا
مناص من السقوط. الحل يكمن في تغييره وقلبه رأسا على عقب وهذا يجب أن نحققه
بالتضامن والمناصرة الوطنية. يجب أن نضيف أن هذا الطلب أصبح مطلبا عاما
كما سمعناه على لسان مراسل زار المناطق المنكوبة وهو مطلب كل الجماهير
الإيرانية. وقال المراسل:” أقول
لكم وبصفتي مراسل في هذه المنطقة أقول لكم وليس هذا كلامي بل هو طلب
المواطنين الذين يسألون الله مرارا وكرارا إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية
ويلعنون على كل مسؤول قاصر في عمله“