بمبادرة من مجموعة أصدقاء «إيران الحرة» في البرلمان الأوروبي، التي تحظى بدعم مئات من البرلمانيين من مختلف المجموعات السياسية، عقد مؤتمر بمناسبة اليوم الدولي لحقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي في بروكسل. وكانت المتحدثة الرئيسية هي مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. وحضر العشرات من البرلمانيين وعدد كبير من المساعدين البرلمانيين والدبلوماسيين والصحفيين. كان السياسي المخضرم الاسكتلندي ستروان ستيفنسون أيضا أحد المتحدثين الضيوف.
وقال جيرارد ديبره، عضو البرلمان الاوربي من بلجيكا الذى كان يرأس المؤتمر، «اننا ندعو الاتحاد الاوربى، وخاصة الممثلة العليا موغيريني، إلى وضع حقوق الإنسان وحقوق المرأة في جدول أعمالها اولا عند التعامل مع إيران. نحن نشعر بخيبة أمل مريرة من نهجها الذي كان منشغلا بالاتفاق النووي أو تشجيع الشركات الغربية للذهاب إلى إيران. ونحثها ايضا، ونحث حكوماتنا الاوروبية، بما فيها حكومتي في بلجيكا، على اشتراط العلاقات مع إيران بوقف عمليات الإعدام والتقدم الواضح في مجال حقوق الإنسان».
وقالت مريم رجوي: «استنفد نظام الملالي حتى الآن كل رصيده الستراتيجي للبقاء. انه وصل إلى حافة الافلاس من حيث الوضع الاقتصادي ومن الناحية الاجتماعية انعزل أكثر من أي زمن آخر. كما اصيب بالهزيمة في خطته الستراتيجية للقضاء على معارضته الرئيسية ولم يتمكن من الحؤول دون انتقال أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية من سجن ليبرتي في العراق إلى أوروبا».
وأضافت السيدة رجوي أنه وفي هذه الحالة فالحلّ يبقى في المزيد من حملات القمع؛ والمزيد من الإعدامات وتصعيد تدخلاته خارج الحدود ويعكس ذلك الأزمة الداخلية الرئيسية للنظام التي يحاول التستر عليها بتوسيع نفوذه في المنطقة. والواقع أنه يسعى إلى عرض قوة جوفاء من أجل تثبيط المجتمع الدولي عن اعتماد سياسة حاسمة ضده.
ويقول زعماء النظام صراحة إن العراق واليمن وسوريا هي العمق الاستراتيجي للنظام، وإذا ما تخلى النظام عن تلك البلدان ويتركها سيواجه خطر السقوط. وأكدت «وطالما لا يحاسبهم المجتمع الدولي على أعمالهم التخريبية، فان الملالي سيواصلون مغامراتهم الخطيرة.. الحل يكمن في إبداء الحزم، وليس في إعطاء تنازلات وامتيازات. الاتحاد الأوروبي مع الأسف قد تخلى عن قيمه، لغرض توسيع تجارته مع الملالي، وغض الطرف على الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في إيران».
وقال ريشارد شارنسكي، نائب رئيس البرلمان الأوروبي: «ما دامت عمليات الإعدام مستمرة في إيران، طالما يتم قمع حرية التعبير في إيران، وطالما يتم قمع الأقليات الدينية بما في ذلك المسيحيين المسلمين السنة في إيران، لا يمكننا ولا يجب أن يكون لدينا علاقة طبيعية مع هذا النظام». إن مجموعتنا غير الرسمية، ”أصدقاء إيران حرة“ ، قالت دائما إن على أوروبا أن تضع حقوق الإنسان أولا في علاقاتها مع إيران. يجب ان لا نساوم في ذلك». واضاف« ان النظام الإيراني يخشى من المعارضة الإيرانية حقا ولذلك ينفق الكثير من الطاقة والملايين من اليورو ضد المعارضة الديموقراطية تحت قيادة السيدة رجوي».
وأدان أعضاء البرلمان الأوروبي الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان في إيران ومشروع الصواريخ الباليستية للنظام والتدخل لاثارة الحروب في المنطقة. وأعرب الكثيرون عن تأييدهم لمشروع السيدة رجوي من 10 نقاط لمستقبل إيران. وآكد أعضاء البرلمان الأوروبي ما يلي:
1. يجب على أوروبا ألا تغض الطرف عن الانتهاكات الواسعة النطاق لحقوق الإنسان في إيران. إن الزيارات إلى طهران من قبل المسؤولين الأوروبيين وأعضاء البرلمان الأوروبي هي في الواقع لصالح منتهكي حقوق الإنسان في إيران.
2. يجب إحالة سجل الإعدام في النظام والتعذيب والقتل على مدى السنوات الـ 38 الماضية، ولا سيما مجزرة 30 ألف سجين سياسي في عام 1988، إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ويجب مساءلة المسؤولين في النظام والمسؤولين عن هذه الجرائم.
3. تشير جميع الدلائل إلى أن النظام الإيراني يواجه أزمات واسعة الانتشار. وقد أظهر الشعب الإيراني من خلال احتجاجات متكررة أنه يسعى إلى تغيير النظام. لقد آن الأوان لأن يقف الاتحاد الأوروبي، بجانب الشعب الإيراني في رغبته المشروعة في تحقيق التغيير الديمقراطي. إن الاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ضروري لإنهاء السياسات الكارثية السابقة والتعويض عنها. وقد أظهرت التجربة أن هذا النظام غير قادر على الإصلاح.
4. تسيطر قوات الحرس على الجزء الرئيسي من الاقتصاد الإيراني. انها تسببت المجاعة والفقر للشعب الإيراني، وهي المسؤولة عن قتل الشعوب في سوريا والعراق واليمن. يجب وقف جميع الصفقات الاقتصادية مع قوات الحرس والشركات التابعة لها، ويجب ادراجها في القائمة السوداء. ومن الضروري طرد قوات الحرس والميليشيات المرتزقة لها من المنطقة.
ودعا أعضاء البرلمان الاوروبى الممثلة العليا للاتحاد الاوروبى إلى اشتراط أية علاقات مع إيران بتحسين وضع حقوق الإنسان ووقف عمليات الإعدام وانهاء تدخلها فى الدول المجاورة وبرنامجها للصواريخ الباليستية. وإلا فإن هذه العلاقات تتنافى مع قيم أوروبا وعلى السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.