دقت الأجراس أبوابها , وعَلا صوت الحناجر في كل مكان, وارتفعت السبابة إلى عنان السماء, ونُطِق الوعد من لسان الأطفال قبل الرجال, العهد هو العهد والقسم هو القسم, والقدس فلسطينية كانت وماتزال وستبقى للأبد.
ترامب وقنبلته النووية
لم يكن يعلم رئيس أمريكا الملياردير الذي يمتلك أموال العالم أسره في حساباته الشخصية قبل أن يترأس ويجلس على كرسي الدولة العظمي التي تمتلك أقوى سلاحاً على وجه الكرة الأرضية, لم يكن يعرف أن كل ما يمتلكه هذا لا يساوي ذرة من تراب القدس العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية.
دونالد ترامب الخمسيني من العمر ألقى قنبلته النووية قبل أيام معترفاَ بالقدس المحتلة عاصمة لما يسمى بإسرائيل “الاحتلال”, ضارباَ بها العالم أجمع , ليوقع وبيده ثورة لشعبٍ عاش منذ الأزل ليرى قدسه عروساً مزينةَ بتاج الانتصار والاستقلال.
ترامب الذي وقَّع على اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل ونَقلِ سفارته سيتم قريباً للقدس ألقى قنبلته قبل موعدها الزمني المحدد متناسياَ ردة الفعل القوية للفلسطينيين الذين يعانون ويلات الاحتلال منذ القدم من أجل عاصمتهم المقدسة والتي رويَّ ترابها بدم أهلها لتصبح حرةَ ذات يوم.
تصريحات فلسطينية
عضو المجلس الثوري لحركة فتح أمين مقبول قال, إنّ قرار ترامب استفزازي وغبي ويعادي الشعب الفلسطيني والأمة جمعاء”, مشيراً إلى أنَّ هذا القرار سيسقط وينهار ويتحطم على صخرة وصمود أبناء شعبنا والعالم.
وأضاف مقبول في تصريحات خاصة لنا, أنّه لا بديل من حقيقة أنّ القدس عربية وهي عاصمة الشعب الفلسطيني.
ونوَّه القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل, أنّ هذا القرار مرفوض رفضاَ قاطعاَ ولا يمكن أن تقبل به حركة الجهاد الاسلامي ولا الشعب الفلسطيني, مضيفاَ أنَّ المقاومة والجهاد والتنظيمات وأبناء شعبنا وِجِدوا من أجل تحرير القدس ولا يمكن أن يمر هذا القرار مرور الكرام.
وأكد المدلل خلال تصريحاتٍ خاصة, نحن وفصائل المقاومة نعمل علي تصعيد الانتفاضة ضد الاحتلال لـ لفت أنظار العالم للوقوف إلى جانبنا ومساندتنا ونصرة القدس عاصمتنا الأبدية.
وفي السياق ذاته استدرك القيادي في الجبهة الديمقراطية سمير أبو مدللة, قائلاَ ننظر إلى خطورة هذا الموقف ونطالب بموقف فلسطيني من خلال وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي واستعادة الوحدة الوطنية التي هي أساس القوة الفلسطينية ووضع استراتيجية نضالية للوقوف إلى جانب القدس ونصرتها.
وشدد أبو مدللة على عدم المراهنة على الموقف الأمريكي وأن الراعي الأمريكي منحاز منذ زمن بعيد للاحتلال وليس راعي للسلام, مؤكداَ أنّه لم يعد هناك عملية سلام, لأنّ اسرائيل خلال السنوات الماضية قوضت عملية السلام من خلال الحرب والحصار علي الشعب الفلسطيني.
إيقاظ شعلة الانتفاضة الثالثة
لم يقف الفلسطينيون مكتوفي الأيدي أمام القرار الأمريكي الجائر بحق القدس العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية, بل ثاروا غضباَ ضد الاحتلال الإسرائيلي والرئيس الأمريكي الذي أعطى الإسرائيليين هدايا مجانية لا يحق له أن يهديها لمن لا يستحقها ” ليس من حق أمريكا تقديم هدايا مجانية لأحد بخصوص الحقوق الفلسطينية” كما قال القيادي في الجبهة سمير .
فيما خرج الشبان الثائرون في كل أنحاء الأراضي الفلسطينية والتصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي علي كافة الصعد وبالوسائل البسيطة التي بحوزتهم وأقلها الحجر.
المدلل اعتبر ما يحدث انتفاضة جماهيرية لا بد أن تستمر من أجل نيل الحقوق وعدم المساس بالقدس العاصمة الفلسطينية التي وقع أهلها تحت الويلات والحروب والحصار والتجويع والقتل من أجل حمايتها والحفاظ عليها.
فيما قال مقبول , لا بد من استمرار هذه الهبة الجماهيرية بكافة أشكالها ونحن معها وسندعمها حتي سحب هذا القرار الجائر.
الجبهاوي أبو مدللة قال إنّ الانتفاضة الشعبية هي من أوراق القوة وهي ورقة رابحة بيد الشعب الفلسطيني, لذلك لا بد من تعزيزها, مشيراَ إلى أنّ انتفاضة عام 87 أجبرت العالم علي التفاوض مع فلسطين .
خطاب عباس وآراء القادة
وحول خطاب الرئيس محمود عباس في قمة المؤتمر الإسلامي رأى المدلل, أنّه كان في نطاق ايجابي لكنه ليس على المستوى المطلوب , حيثُ كان مفروض من الرئيس عباس مطالبة العرب بوقف اتصالاتهم مع الاحتلال ووقف التطبيع معه واغلاق السفارات الأمريكية لديهم.
القيادي في الجبهة أبو مدللة, كان له نفس الرؤية حيثُ قال, نرى خطاب الرئيس ايجابي لكنه يحتاج إلى خطوات عملية علي أرض الواقع من خلال دعوة الاطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية للانعقاد وضم كافة الفصائل لها, من ثم التوجه لمحكمة الجنايات الدولية لتقديم شكوي ضد أمريكا
ردود وأفعال
عضو المجلس الثوري لفتح أمين مقبول رأى أنَّ الردود التي عقبت قرار ترامب في مختلف دول العالم والتي أنكرت هذا القرار عدا الاحتلال الاسرائيلي هي ردود ايجابية ولكن يجب أن تفعل على أرض الواقع.
وفيما يخص قرار القيادة الفلسطينية أكد مقبول, أنّ قرار القيادة هو التصدي لقرار ترامب ومواجهة الاحتلال والوقوف بجانب المدينة المقدسة .
الجهاد الإسلامي على لسان المدلل اعتبرت أنّه على المستوى الرسمي لم تصل الردود الفلسطينية والعربية والدولية إلى المستوى المطلوب ولم يصل إلى مكانة القدس وخصوصيتها لذلك كان من المفترض على الأمة العربية والإسلامية وقف التطبيع مع أمريكا وطرد سفرائها من بلادهم.
مطالب وحقوق
طالب مقبول الشعب الفلسطيني الاستمرار في هبته الشعبية بالدفاع عن المدينة المقدسة وعدم السماح لأي أحد الاستيلاء عليها أو فرض نفسه لسرقة ما لا يملكه أحد سوى الشعب الفلسطيني.
ومن جانبه سعى المدلل لمطالبة الفلسطينيين بعدم المراهنة علي أحد وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي تحاول سلب القدس من أهلها وهذا ما لا نقبله .
وأشار أبو مدللة من خلال مطالبه , إلى أنّ لا يجب المراهنة علي المفاوضات مطالباً خلال المرحلة القادمة بحركة دبلوماسية واسعة مع الدول العربية والأوروبية للتوجه إلى مجلس الأمن لنيل عضوية كاملة في الأمم المتحدة لدولة فلسطين واتخاذ قانون يرفض الموقف الأمريكي الداعم بجعل القدس عاصمة لإسرائيل والذي ليس لأمريكا حق في ذلك القرار, لأن القدس فلسطينية لا يمكن التنازل عنها على حد تعبيره.
وجدد مطالبه ب مزيد من الدعم اللوجستي والمعنوي للشعب الفلسطيني, وتعزيز المقاومة ووقف التنسيق الأمني, وعقد مؤتمر دولي على غرار ما حدث لسوريا وايران, إضافةَ إلى الدعوة لانعقاد المجلس المركزي لاتخاذ قرارات للضغط علي أمريكا لسحب قرارها
وشدد في مطالبه بتشكيل قيادة وطنية وغرفة عمليات مشتركة من فصائل المقاومة على الفور حتى نيل الحرية.
وفي رسالتهم خلال مقابلاتنا نوّه القيادات الفلسطينية إلى ضرورة تعزيز الانتفاضة وتوحيد الصف الفلسطيني من خلال دعوة الاطار القيادي لمنظمة التحرير من أجل أعادة بناءها وضم كافة الأطر الفلسطينية لها, ناهيك عن انهاء الانقسام الفلسطيني الذي لا مبرر له في ظل العدوان الظلم الواقع على شعبنا الفلسطيني.
تصعيد محتمل أم رصاصات طائشة
وحول التصعيد الإسرائيلي خلال الأيام السابقة وإمكانية أن تُشَنَّ حرباَ على غزة , لم يراهن القيادات علي تصعيد الأوضاع .
وبحسب القيادي بالجبهة أبو مدللة أكد, أنّه لا أحد معني بتصعيد الوضع وجر المنطقة إلى حرب جديدة بين الطرفين, لكن المقاومة تقوم بعملية رد علي ما يقترفه الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني فيما نتوقع نحن كل شيء من الاحتلال
وأشار إلى أنّه, من الممكن أن يكون هناك تصعيد من قبل الاحتلال وخاصة بعد ادخال زوجة نتنياهو في قضايا فساد للخروج من هذا المأزق وتصدير مشاكل اسرائيل الداخلية بشن حرب للتغطية على هذه القضية.
اذا.. لا حل أمام الرئيس الأمريكي الآن بعد ذلك كله سوى التراجع عن قراره المشئوم وإلا سيستمر الفلسطينيون في ثورتهم وحقهم بالدفاع عن أرضهم وقدسهم وبهذا سيُعتبر ترامب قائد الهزيمة الجديدة بعد وعد بلفور والنكبة والنكسة للاحتلال الإسرائيلي البغيض والذي يحاول أن يركٍّع شعباً لم ولن يركع إلا لله عز وجل.