في ركن ضيق فوق أحد الأرصفة لايتسع سوي لملامح جسده النحيل يقضي ليله بنصف حالة، فهذه عينًا تغفو والأخرى مترقبة بحذر يتخلله الخوف، بعدما زجت به أسرته إلى هذا العالم الواسع الذي طالما يبحث فيه عن أصله دون جدوى.
طفل صغير وآخرعلى أعتاب المراهقة، كلاهما يبحث بين طيات الشارع عن حاجاته الأساسية، بعد أن فشل في إيجاد عائلة ومأوى، فتراهم يحدقون بوجوههم والحيرة تسيطرعليهم ما الذي سيجري، ومن أين سيأتيهم الموت وسط نظرات المجتمع الذي لا رحمة فيه، لتظل فئة أطفال الشوارع واحدة من المشكلات التي تؤرق أمن واستقرار المجتمع والتي تعجز حكومات العالم عن إيجاد حل لها.
وتحتفل منظمة “كونسورتيوم فور ستريت شيلدرن”، اليوم، باليوم العالمي لأطفال الشوارع أو المشردين، في السنة الخامسة له، وتوفر المنظمة منصة للملايين من الأطفال المشردين حول العالم لإيصال أصواتهم، وكانت منظمة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان كشفت الجمعة الماضية أن 150 مليون طفل في العالم يعيشون في الشوارع، ودعت لحمايتهم ومكافحة استغلالهم.