أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أهمية الحرب على مسلحي “داعش” الذين “يستهدفون المسلمين قبل أتباع الديانات الأخرى”، معتبرا أنه “المشكلة الرئيسية حاليا” في سوريا.
وقال العاهل الأردني خلال مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” الأمريكية: “في الواقع هناك حربان في نفس الوقت، إحداهما ضد النظام، والثانية ضد “داعش”، أيهما إذن أولى؟ برأيي، “داعش” هو المشكلة الرئيسية حاليا، فهناك الآن حرب ضد “داعش” في الشرق وحرب ضد النظام في الغرب، توجد قوات معتدلة من الجيش السوري الحر، وهناك فوضى على الحدود مع تركيا في الشمال، وهكذا، عليك أن تتوصل إلى حل لهذه القضايا”.
ودعا الملك عبدالله الثاني إلى “إعادة تعريف ما هي المعارضة المعتدلة” وإيجاد “أشخاص في الداخل” من أجل التوصل إلى حل سياسي، لأنه “إذا استمر الوضع كما هو عليه ستستمر الدولة السورية بالانهيار”.
ورأى أن الأردنيين أدركوا حجم الخطر الذي يمثله “داعش” بعد قتله الطيار معاذ الكساسبة، قائلا “إننا في حرب ضد هؤلاء الخوارج، كما نسميهم بالعربية، منذ عدة سنوات، لكنني لا أعتقد أن الكثير من المسلمين أدركوا ذلك منذ البداية”.
وأضاف: “هم خوارج، ولا أود وصفهم بالمتطرفين لأنهم يعتبرون ذلك وسام شرف، ولا أعلم ما يمثله هؤلاء الأشخاص، إنهم خارجون على الإسلام، وديننا منهم براء، إنهم يستهدفون المسلمين قبل أتباع الديانات الأخرى، لقد قتلوا من المسلمين أكثر من أتباع أي دين آخر، ولذا، فإن هذه الحرب هي حربنا”.
ودعا الملك عبد الله الثاني إلى تبني منهج شامل في التعامل مع “داعش” بسبب انتشاره الدولي.
وبشأن إيران قال العاهل الأردني: “لدى إيران الكثير من الأوراق، ومنها ورقة الملف النووي، التي تحمل قدرا من الأهمية للولايات المتحدة والتي تجري مناقشتها حاليا، ولكن لإيران دور في العراق، كما أنها تدعم النظام في سوريا وتدعم حزب الله في لبنان، ولديها وجود في اليمن، والقرن الأفريقي، ولديها تأثيرها في أفغانستان، وهناك بعض التوتر بينها وبين باكستان على الحدود،.. وعندما تتعامل مع إيران، عليك أن تأخذ كل هذه الأوراق بعين الاعتبار لتفهمها جيدا.. تعد كل المسائل التي ذكرتها عناصر عدم استقرار، وبالتالي يجب مناقشتها مع الإيرانيين، ولا يمكن مناقشة كل مسألة على حدة”.
ومن جهة أخرى دعا إلى إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية.
كما اعتبر الملك عبد الله الثاني الاقتصاد التحدي الأكبر الذي تواجهه بلاده خاصة في ظل تأثير اللاجئين على الموازنة، مشيرا إلى أن هناك “حوالي 1,5 مليون لاجئ سوري في بلادنا، ما يشكل نحو 20-21% من السكان”.
وأوضح أن “الدعم المقدم من المجتمع الدولي بأكمله هذا العام يغطي 28-29% فقط من الميزانية المطلوبة للآجئين”، واصفا ذلك بالأمر المحبط للغاية.