خوفا من الانتفاضة العارمة ومشاعر الغضب والكراهية لدى المواطنين الطافح كيل صبرهم، اعترف خامنئي الولي الفقيه المنهار لنظام الملالي يوم الأحد 18 فبراير، وبشكل متأخر بالظلم في نظام الملالي وقال: «نحن مطلعون تماما على عتابات وشكاواى المواطنين، وتصلنا الانتقادات وتنقل الانتقادات إلى الآخرين وهم ينقلونها الينا؛… أن نقول أن تكون لهم انتقادات، ليس فقط تجاه الحكومة ومجلس الشورى الاسلامي والسلطة القضائية بل من الممكن أن يكون لهم انتقاد تجاهي أنا الحقير شخصيا». وأضاف: «بخصوص العدالة، نحن متخلفون؛ لا شك في ذلك؛ نحن نعترف بذلك ونذعن بذلك… في مجال العدالة، يجب أن نسعى ويجب أن نتخذ اجراءات، يجب أن نعتذر إلى الله تعالى وإلى الشعب العزيز. ولدينا مشكلة بشأن العدالة».
إن اعتذار خامنئي يذكرنا بالأخص برسالة الشاه في نوفمبر 1978 أي قبل شهرين من هروبه من إيران حينما قال: «سمعت رسالة ثورتكم». وتأتي تصريحات خامنئي أيضا سكرات الموت لنظام الملالي. فهذا الاعتذار يأتي في وقت لم ينقص فيه ولو شعرة من جرائمه وكل يوم يصل إلى الاسماع خبر استشهاد شاب آخر من شباب الانتفاضة تحت تعذيب جلادي نظام الملالي، خامنئي نفسه أكبر سارق في تاريخ إيران والقاتل الأعظم للشعب الإيراني. انه وآخرون من قادة النظام لم يعملوا طيلة أربعة عقود مضت، سوى أعمال السرقة والنهب والإعدامات الجماعية والمجازر وعمليات الإبادة والتعذيب.
كما وفي الوقت نفسه اعترف خامنئي مرة أخرى بأن أي نوع من الاعتدال والاصلاحية والتغيير داخل النظام أو الدستور هو سراب محض وينتهي إلى سقوط النظام. انه قال: «ان نظام إدارة البلاد ومبادئ الدستور يجب احترامها، يجب احترام الدستور. والثورة يجب صبها في هذا القالب. يجب احترام هذا القالب وكل مبادئ الدستور… الثورة تعني النظام الثوري وهذا النظام الإسلامي هو نظام الأمة والإمامة».
إن أبناء الشعب الإيراني وخلال الانتفاضة البطولية في 28 ديسمبر وبشعار ليسقط مبدأ ولاية الفقيه وليسقط حكم الملالي، قد ردوا مسبقا على هذه الاعترافات المتأخرة بالندم. خامنئي لا يعود قادرا بهذه الخدع الرعناء على إنقاذ نظامه المتداعي والغارق حتى الأذن في الفساد من السقوط الحتمي. إن الشبان الإيرانيين عقدوا العزم على تطهير إيران المحتلة وللأبد من لوث وجود نظام الجلادين والنهابين.