“ﺭبِّ تمم لي فرحتي واجعل حياتي القادمة أجمل مع من اخترته لي قدرا واختاره قلبي حباً”.. تلك كانت آخر تدوينة كتبتها العروس فاطمة التاجوري، التي شاء القدر أن يغتال فرحها رصاص مسلحين مجهولين في #ليبيا قبل أيام من موعد زواجها، لتتحول أجواء الفرحة في بيتها إلى عزاء كبير.
قتلت فاطمة هذا الأسبوع عندما كانت في طريقها برفقة أفراد عائلتها في مدينة #بنغازي لاستكمال شراء لوازم فرحها، الذي كانت ستحتفل به الشهر القادم، إلا أن السيارة التي كانت تقلهم تعرضت إلى إطلاق رصاص من قبل مسلحين مجهولين، لتستقر واحدة في قلبها الذي كان يخفق حباً وفرحاً وشوقاً لبداية حياة جديدة، وتوقفه إلى الأبد.
وقد خلفت وفاة فاطمة حزناً كبيراً لدى الليبيين الذين راحوا يتداولون تدويناتها وصور فساتين الزفاف التي ملأت صفحتها على فيسبوك، والتي تعكس انتظارها ليوم زفافها وشوقها لارتداء ثوبها الأبيض.
وانتشر هاشتاغ #عروس_بنغازي على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتب الناشطون رسائل التعزية وعبارات المواساة لعائلتها، منددين بظاهرة انتشار السلاح في بنغازي، وتنامي حوادث إطلاق الرصاص العشوائي داخل الأحياء السكنية.
وفي هذا السياق، كتب الناشط رشيد بساكري: “هؤلاء المجرمون حرموا العروس الصغيرة فرحتها وحلمها بلبس فستان الزفاف الأبيض، وزفتها إلى بيت الزوجية وألبسوها الكفن الأبيض، وزفوها إلى مقبرة الهواري، رحم الله العروس وألهم ذويها الصبر والسلوان، لا أمن ولا أمان ما دام السلاح منتشرا”.
بدورها، علقت ناشطة تدعى أم فراس قائلة: “هذه الآفة تسببت في الكثير من المآسي والكوارث، فعمي قتل برصاص طائش من قبل مجهول لا يعلم إلى اليوم أنه تسبّب في حرمان أطفال من أبيهم، القضية سجلّت ضد مجهول، محاربة هؤلاء العابثين هي في نفس قيمة وأهمية محاربة الإرهاب، أوقفوا هذه الكوارث”.
يذكر أن عدة حوادث قتل تقع بشكل شبه يومي في مدينة بنغازي، نتيجة إطلاق الرصاص العشوائي.