بحث الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان مواضيع العمل العربي المشترك مع الدكتور صالح بن حمد السحيباني الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر في سبيل تفعيل آليات العمل التنسيقية وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة والقيام بأعمال الاغاثة والانقاذ أثناء حدوث الأزمات والكوارث لاسمح الله، وتكامل التعاون بين هذه الأجهزة وسياسات الاستجابة وادارتها والحد من أخطارها وتفعيل دورها لخدمة جهود المنظمة وجمعياتها الوطنية بالمنطقة العربية .
وجاء هذا اللقاء إثر زيارة مجدولة من قبل “كومان” لمقر الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر في مقرها بالرياض لبحث ومتابعة تفعيل توصيات الملتقى الثالث لرؤساء أجهزة الدفاع المدني بالدول العربية وأمناء ورؤساء الجمعيات الوطنية بالمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، والذي استضافته الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب في مقرها بتونس بمشاركة مختلف كبار القادة والمسؤولين عن الدفاع المدني والحماية المدنية في الدول العربية وعدد من المنظمات العربية والدولية. مثمناً دور المنظمة العربي والساعي إلى المزيد من التنسيق الانساني والإغاثي بالذات وأن الجمعيات المانحة والجهات المستفيدة هي في ذات النطاق ، مشيرا إلى أن المستقبل يحتاج ان نكون أكثر تعاونا وأكثر حكمة لمواجهة هذه الأزمات؛ لأن الكارثة لاتنتظر الأخرين بل يجب أن يكون أولئك مستعدين لها.
حيث شكل هذا الملتقى حسب “كومان” خطوة هامة في سبيل تفعيل عضوية المنظمة كمراقب في المجلس ، وكذلك متابعة آليات العمل التنسيقية وتقديم المساعدات والقيام بأعمال الاغاثة والانقاذ أثناء وقوع الأزمات، وتكامل التعاون مع أجهزة الحماية الوطنية والجمعيات الوطنية والعمل على تعزيز ودعم مساهمة هذه الأجهزة والجمعيات في تطوير الأنظمة القانونية والتشريعية الوطنية وسياسات الاستجابة وادارتها والحد من أخطارها .
وأكد “كومان” سعي المجلس والمنظمة لتعزيز التعاون والتنسيق بين أجهزة الدفاع المدني والجمعيات الوطنية بهدف توحيد جهودها في العمل الإغاثي والإنساني للأشقاء من اللاجئين أو حال وقوع الكوارث لا قدر الله .
وأشار الدكتور صالح بن حمد السحيباني الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر إلى أهمية الزيارة التي تأتي ضمن الجهود التي يواصلها المجلس لتوحيد جهود اجهزة الدفاع المدني وجمعيات الهلال الاحمر والصليب الاحمر في العالم العربي في ظل الوضع المأساوي الكارثي ، وتناسل المآسي وتنوعها ، فمن أزمات صراع وإرهاب ، إلى أوبئة وأمراضاً صحية ، إلى كوارث طبيعية كحرائق وفيضانات وزلازل وأخرى صحية. مؤكداً أن تلك الصراعات التي يشهدها العالم العربي الآن ليست إلا شواهد تدعوا الجميع إلى التعاون الجاد والتكاتف لمواجهتها، لأن تلك الأزمات لا تنتظر حتى يتم الإستعداد لها داعياً إلى تحقيق الجهوزية والاستعداد لتلك الكوارث قبل وقوعها .
وحمل اللقاء استعراض العديد من التوصيات محل التنفيذ كالدعوة الى تفعيل الاتفاقيات العربية الخاصة بالاستجابة السريعة للكوارث وحماية المتطوعين، والتنسيق لتنظيم تمرين عربي مشترك بين أجهزة الحماية المدنية – الدفاع المدني ورؤساء جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر في الدول العربية ، وتعيين ضباط اتصال في كل دولة بين جهاز الحماية المدنية – الدفاع المدني وجمعية الهلال الأحمر او الصليب الأحمر لتعزيز التعاون بين الجانبين لتسهيل الاستجابة المشتركة للكوارث محلياً وخارجياً ، بالإضافة إلى استعراض تجارب الدول الأعضاء في إدارة وتسيير مخيمات اللاجئين في العالم العربي ومن ثم الاستفادة من تلك التجارب بتنظيم دورات تدريبية وورش عمل مشتركة في مجال العمل الإنساني ودعوة الدول العربية للاستفادة منها.
تطلعات مستقبلية
تتطلع المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر إلى الضرورة التعاون بين الأجهزة العربية بالنظر إلى ما تعانيه الدول الأشقاء من أزمات اللجوء والكوارث ،لتحقيق دور فاعل واستجابة سريعة وضمان قدرة كافة الأطراف على التدخل السريع والتعاون الوثيق والتنسيق الميداني والتأهب للاستجابة السريعة للكوارث والطوارئ المستقبلية لاسمح الله. مثمنة جهود مجلس وزراء الداخلية العرب مع المنظمة لوضع الخطوط العريضة للتعاون في مواجهة الازمات التي تتأثر بها المنطقة العربية في الفترة الراهنة، ولمواصلة الدور الهام في توحيد آليات العمل من خلال الدور الحكومي المتمثل في اجهزة الدفاع المدني والدور المساعد الذي تتولاه جمعيات الهلال والصليب الاحمر لاستجابة أفضل وأسرع وقت الكوارث بالذات وان هذه الجمعيات نشأت للتكامل والتعاون والتنسيق وتغطية الجوانب التي لا يمكن للجهات الأخرى القيام بها لسبب أو لآخر ، فضلا عن ما تتمتع به مزايا منها الاستقلالية والحياد وتوفر كوادر من المتطوعين والمتطوعات التي يمكنها من اداء مهامها بكل سهولة.