أدانت الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الاحمر والصليب الاحمر تكرار استهداف المدنيين الفلسطينيين العزل من قبل الاحتلال الاسرائيلي ، وارتفاع وتيرة الاعتداءات المتكررة في حق هذا الشعب الذي لا يكاد يمر يوم إلا ويفقد من الجرحى ويذهب من الضحايا في ظل صمت دولي غريب وملفت في حق الإنسانية. وأكدت أن ما يمارسه الاحتلال في الأراضي الفلسطينية يحملها المسؤولية التامة بموجب القانون الدولي الإنساني، وبخاصة اتفاقية جنيف الرابعة، بالإضافة إلى أحكام البروتوكول الإضافي الأول، وطالبت المجتمع الدولي بحماية دولية لهذا الشعب ريثما يتم إيجاد حل جاد وسريع يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني الذي يئن منذ عشرات السنين ويرزح تحت وطأة الاحتلال الذي ينتهك كل الأعراف الدولية والمواثيق ويضرب بها عرض الحائط.
وعبرت الأمانة العامة للمنظمة في بيان صحافي صدر عقب تقارير تتلقاها على مدار الساعة عن المستجدات والأوضاع الإنسانية في الأراضي الفلسطينية عن إدانتها واستنكارها الشديد لهذا الانتهاك المستمر للأعراف والقيم الدولية والذي يتم على مرأى من العالم في فلسطين عامة، وعبرت المنظمة عن أسفها لهذا الصمت وارتفاع وتيرة الاعتداء على العزل وقبل دخول شهر رمضان المبارك .
وطالبت المنظمة المنظمات المعنية بهذا الشأن بسرعة تطبيق قواعد القانون ومبادئه الأساسية تجاه هذه الانتهاكات التي يواجهها المدنيون الأبرياء من الفلسطينيين جراء الأسلوب الوحشي والاستخدام المفرط المتعمد للقوة وللذخيرة الحية والتي ترتقي لجرائم الحرب، وكذلك الاطلاق العشوائي للغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، كما ناشدت المنظمة إلى توفير الحماية اللازمة للفلسطينيين وفقا لما تنص عليه المادة 47 من اتفاقية جنيف الرابعة.
وكشف تقرير تلقته المنظمة من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني “عضو المنظمة” عن استشهاد 43 شخصا بينهم أطفال وإصابة نحو ألفين آخرين ، كما شهد قطاع غزة حسب التقرير 766 إصابة ،منها 527 إصابة بالرصاص الحي، و128 إصابة جراء الاختناق بالغاز، و45 إصابة بشظايا، و66 إصابة بضربات قنابل الغاز .
وتابعت المنظمة بمزيد من القلق ، الاعتداءات التي تطال طواقم جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني من قبل الاحتلال، مشيرة الى ان هذه الاعتداءات تتنافى مع الأعراف الدولية واتفاقيات القانون الدولي الإنساني حيث تنص المادة 20 على وجوب احترام وحماية الموظفين العاملين في إدارة وتشغيل المستشفيات، بمن فيهم طواقم الإسعاف والممرضين والمسعفين الذين يقومون بنقل وإخلاء الجرحى ، وطالبت بالالتزام بكفالة حرية مرور جميع إرساليات الأدوية والمهمات الطبية حسبما نصت المادة 23 ، وكذلك تعزيز البروتوكول الإضافي الملحق باتفاقيات جنيف لعام 1949، والمتعلق بضحايا المنازعات المسلحة الدولية، آليات حماية رجال المهمات الطبية، وتسهيل عمليات نقل الجرحى والمصابين في مناطق الأعمال الحربية، وكرس ضرورة حمايتهم وعدم التعرض لهم بأية أعمال تسبب لهم الأذى والضرر.
وتنوه المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر في ذات الشأن ، بجهود جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني وصمودها الفاعل التي ومواصلة عملها الإنساني رغم كل الصعوبات والانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال ، وأشادت بجهود الكوادر الإغاثية بالجمعية من عاملين ومتطوعين حالياً أو الذين قدموا أرواحهم في خدمة الإنسانية من شهداء العمل الإنساني. مؤكدة وقفتها الجادة وتعاونها مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني رغم كل التحديات التي تواجه الجمعية ، داعية في الوقت ذاته جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية الأعضاء بالمنظمة وجميع الشركاء الإنسانيين الى المسارعة في دعم وتعزيز قدرات جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني في ظل الأوضاع التي تمر بها وتحتاج إلى المزيد من المساندة والعطاء ودعمها ازاء ما يجري من مآس مؤلمة للمدنيين والنساء والأطفال في الأراضي الفلسطينية المحتلة .