أعلن المكتب الإعلامي لأكاديمية العلوم البولندية أن بعثتها العاملة في مصر، عثرت على ما يؤكد أن فراعنة المملكة الحديثة قاموا بحملات بحرية وبرية إلى وسط وجنوب إفريقيا.
تشير المدونات التاريخية إلى أن حكام مصر القديمة كانوا يرسلون جيوشا ضخمة وبعثات استكشاف إلى خارج حدود البلاد. وتوغلت هذه القوات في ليبيا والنوبة وسيناء، ووصلت سفنها بحسب بعض المؤرخين إلى رأس الرجاء الصالح واستكشفت سواحل إفريقيا.
ونظمت إحدى أكبر الحملات في عهد الملكة حتشبسوت، حيث وصلت إلى بلاد غنية تسمى “بونت” أو “أرض الآلهة”. وتمكن المشاركون في هذه الحملة من تنظيم علاقات تجارية مع سكان هذه البلاد، واشتروا منهم خشب الأبنوس والتوابل والبخور والجلود والحيوانات الغريبة.
ومع أن الحكام الذين سبقوا حتشبسوت، والذين حكموا بعدها، أرسلوا مثل هذه الحملات إلى هذه البلاد، لم يتمكن العلماء أين تقع هذه البلاد. ولكن بحسب الوصف الجغرافي لها في المدونات الفرعونية، يعتقد أنها في شبه جزيرة سيناء على ساحل البحر الأحمر.
وتمكن أعضاء البعثة البولندية من الإجابة على هذا السؤال، بعد عمليات حفر في معبد الملكة حتشبسوت في الأقصر، حيث زرعت هناك كما تقول الأسطورة، براعم شجرة المر التي قدمها حكام بلاد بونت للملكة حتشبسوت.
وعثرت البعثة البولندية، على أحد جدران المعبد، على نحت قديم لطيور السكرتير (Sagittarius serpentarius)، التي تعتبر من الرموز “الحية” لسافانا إفريقيا. وبحسب علماء الآثار، تعيش هذه الطيور فقط في وسط وجنوب إفريقيا ولا وجود لها في شبه جزيرة سيناء أو شبه الجزيرة العربية.
ويقول رئيس البعثة فيليب تاتيركا: “نجحنا في العثور على رسوم للطائر السكرتير (طائر الجديان) منحوتة على جدار يعود إلى زمن الفراعنة. ويمكن القول إن هذه الطيور كانت نادرة جدا، وجلبها جنود الفراعنة إلى مصر من بلاد (بونت) الأسطورية”.
كما أن وجود ذكر لهذه الطيور في قائمة الكنوز التي جلبتها قوات حتشبسوت من بلاد بونت تشير إلى أن هذه البلاد تقع شرق أو جنوب إفريقيا: إثيوبيا، الصومال، أو السودان الذي تزين هذه الطيور شعاره حتى الآن.