المؤرخ عاصم الدسوقى يكشف لبوابة العرب اليوم اسرار الثوره
-علاقه عبد الناصر بالاخوان كانت استكشافيه وليست تنظيميه وعبد الناصر كان يعمل حساب لجماعه الاخوان اكثر من اى جماعه اخرى .
-المشير عامر كان يمثل نقطه الضعف الرئيسيه فى حياه عبد الناصر .
-الولايات المتحده جندت السادات للعمل معها وهناك شبهات حول تورط السادات فى وضع السم لعبد الناصر قبل وفاته .
على الرغم من مرور 66 عام على ذكرى ثوره يوليو الا ان تلك الثوره لاتزال تحظى باهتمام الساسه والمؤرخين ورجال الاعلام نظرا لما احدثته تلك الثوره من تغييرات على كافه الاصعده ليس فقط فى مصر بل وايضا فى العالم العربى ان لم يكن فى العالم اجمع ويعد د/ عاصم الدسوقى واحد من اهم المؤرخين الذين تناولوا تلك الثوره ومن هذا المنطلق كان لنا معه الحوار التالى :
1-هناك غموض فى علاقه عبد الناصر بالاخوان خاصه ان دمرداش العقالى احد قيادات الاخوان اظهر وصيه حسن البنا بان يكون عبد الناصر احد المرشحين لخلافته فهل كانت تلك العلاقه تنظيميه او عقائديه ؟ وهل استمرت بعد الثوره خاصه ان عبد الناصر ستثنى جماعه الاخوان من الحل وعين منتمين لهم فى اول وزاره ؟
لم تكن علاقة عبد الناصر بالإخوان المسلمين علاقة تنظيمية وإنما كانت علاقة استكشافية ذلك أن عبد الناصر كان لديه مشروع الثورة على الحكم فأراد أن يستكشف التنظيمات الأخرى التي تسعى لنفس الهدف وهم: الإخوان المسلمون، ومصر الفتاة التي أخذت إسم الحزب الوطني الإسلامي في عام 1940 ثم الحزب الاشتراكي في عام 1947، والحركة الشيوعية فاتصل بكل منها لمجرد الاستكشاف والتعرف على أهدافهم وبرامجهم وعناصرهم عن قرب. ومشكلة حسن البنا أنه صدق أن عبد الناصر عضو تنظيمي ومن هنا كانت وصيته التي أشار إليها دمرداش العقالي إذا كانت صحيحة. لكن عبد الناصر كان يعمل حساب لجماعة الإخوان أكثر من مصر الفتاة أو الحركة الشيوعية نظرا لانتشارها في الشارع المصري ومن هنا أخبر الإخوان بموعد قيام الثورة حتى يتجنب الثورة المضادة منهم وطلب منهم حراسة المنشآت الحيوية لمواجهة القوات الإنجليزية التي قد تفكر في الخروج لإفشال تحرك الضباط فأعتقد الإخوان بهذا أنهم أصحاب الثورة. وعندما تقرر تشكيل حكومة برئاسة محمد نجيب خلفا لوزارة علي ماهر باشا الذي رفض صدور قانون الإصلاح الزراعي، إتصل عبد الناصر بالعشماوي ليطلب منه إرسال ثلاث أسماء من الإخوان لتعيين واحد أو اثنين في الحكومة فأرسل مكتب الإرشاد أسماء وارسل حسن البنا نفسه أسماء اخرى وهم: صالح ابو رقيق واحمد حسني ومنير الدلة. ولما كان ناصر يعرف خطورة هذه الأسماء من واقع إتصالاته السابقة بهم فقد أقدم على ترشيح الشيخ احمد حسن الباقوري لوزارة الأوقاف وهو عضو مكتب الإرشاد. فلما علم مرشد الإخوان حسن الهضيبي بذلك طلب من الباقوري رفض الترشيح فرفض الباقوري فتم فصله من مكتب الإرشا ومن الجماعة.
2-وماذا عن علاقته بالشيوعيين ؟
علاقته بالشيوعيين كما سبقت الإشارة علاقة استكشافية.
3-هناك انتقادات توجه ايضا الى علاقه عبد الناصر بالمشير عامر خاصه مع استمراره فى قياده الجيش رغم انخفاض كفاءته فما اسرار تلك العلاقه ؟ ومتى بدا الخلاف الحقيقى بين الرجلين ؟
علاقة ناصر بعبد الحكيم عامر تمثل نقطة ضعف رئيسية في شخصية عبد الناصر تجاه زملائه وأصدقائه وخاصة عامر نظرا لأن عامر هو الذي عرفه على محمد نجيب لأن خال عامر حيدر باشا وزير الحربية ومن هنا كان عامر وزير الحربية (الدفاع فيما بعد). وبعد العدوان الثلاثي عام 1956 طلب عبد الناصر من عامر ترك قيادة الجيش لمن هو أكفأ فرفض عامر وبعد عدوان يونية 1967 تكررطلب ناصر لكنه رفض وطلب منه ناصر أن يكون نائب رئيس الجمهورية فرفض وأصر على الاحتفاظ بمنصب القائد العام للجيش ووزير الدفاع الوطني ومن ثم كان اعتصامه ببيته وإحتمائه بفرقة من الجيش حتى انتهى الأمر بموته منتحرا …
4-وماهى اسباب اختيار السادات لمنصب نائب الرئيس رغم انه لم يكن اشهر ضباط الثوره ؟
الرئيس ناصر كان سيسافر إلى بلاد المغرب لحضور مؤتمر قمة عربي فأراد أن يكون له نائب يحل محله أثناء سفره فاختار السادات لأن السادات كان مسالما ولم يصدر منه ما يضايق ناصر بل كان مطيعا تملمال أو هكذا ظهر لناصر فتم تعيينه في ديسمبر 1969
5-وما صحه ماقاله حسين الشافعى بان الولايات جندت السادات للعمل معها ؟
هذا قول صحيح إلى حد كبير لأن الإدارة الأمريكية صرحت بعد تولي السادات رئاسة الدولة أنهم زمن ناصر كانوا بحاجة لأحد في مكتب ناصر ليعمل معهم. أما بعد أن أصبح السادات رئيسا فلم يعودوا بحاجة لأحد في مكتبه يعمل معهم.
6-وهل تتوقع ان السادات تورط فى تسميم عبد الناصر كما المح ذلك فى احد حواراته ؟
هناك رواية تقول إن السادات في اليوم الأول في اجتماع مؤتمر القمة العربي بفندق هيلتون النيل لإنقاذ فلسطين من مذابح ايلول-سبتمير 1970 كان ناصر مرهقا وفي فترة الاستراحة دخل عليه السادات وقال له أنت بحاجة إلى فنجان قهوة أعمله أنا بإيدي لكي تهدأ فذهب بنفسه إلى المطبخ في الفندق وأخرج الطباخ وعمل القهوة بنفسه ووضع السم في الفنجان وكان مفعوله بطيء يأخذ من يومين إلى ثلاث. وفي اليوم الثالث 28 سبتمبر 1970 انتهى المؤتمر وذهب عبد الناصر لتوديع الرؤساء والملوك والأمراء العرب في المطار وكان آخر واحد في وداعه أمير الكويت حيث مال برأسه عليه وكان الإرهاق قد أخذ مأخذه وبعدها ركب سيارته إلى منزله وفي الطريق أخرج ورقة من جيبه وكتب عليها بخط مرتعش قرار بعزل السادات من منصب نائب رئيس الجمهورية وتعيين زكريا محيي الدين وطوى الورقة وطلب من السائق تسليمها لمدير الإذاعة فلما ذهب إلى محمد أمين حماد مدير الإذاعة سلمه الورقة لإذاعة الخبر فلما قرأها الرجل ذهل واتصل بمحمد حسنين هيكل وزير الإرشاجد وقتها فقال له هيكل تعالى ومعك الورقة فأخذها منه هيكل وطواها في جيبه. وفي الساعة الخامسة مساء من يوم 28 سبتمبر وعبد الناصر على السرير يستريح من الإرهاق وحوله أسرته فتح الراديو ليستمع إلى نشرة الأخبار وقال: هناك خبر لم يذع وكان يقصد طبعا خبر إقالة السادات ومال برأسه ومات.
7-وماهى طبيعه عبد الناصر بهيكل ؟ وهل كان هيكل وراء قضيه تجسس مصطفى امين للتخلص منه ؟
علاقة ناصر بهيكل فرضها هيكل بلزوجته حيث كان دائم التسجيل لتصريحات الرئيس وبروزتها في عناوين والإشادة بناصر وإدارته …إلخ. لكنه لم يكن وراء قضية مصطفى أمين والمخابرات هي التي اكتشفت تجسس مصطفى أمين.
8-فى النهايه هل ترى ان عبد الناصر كان يؤمن بالديمقراطيه ؟ وهل اخطا بتشكيل الاتحاد الاشتراكى كتنظيم سياسى وحيد ؟
للإجابة على هذا السؤال يتعين أن يعلم القارىء أن الديموقراطية كلمة يونانية من مقطعين ديمو Demo، قراطو qrato .. ديمو معناها المواطن وقراطو معناها الحكم ، أي حكم المواطن . ولكن من هو المواطن الأثيني في بلاد اليونان حيث ظهرت الكلمة .. هو الشخص المولود من أب وأم أثينية ويملك عقار أو أرض أو عبيد .. ومن هنا يحق له عضوية مجلس الإكليزيا (النواب-البرلمان). لكن المدينة اليونانية لم تكن كلها من الديمو هؤلاء بل كان منهم الغرباء القادمين من مدن أخرى والعبيد أسرى الحروب وهؤلاء لم يكن لهم حق حضور الإكليزيا (البرلمان).. والديموقراطية بهذا المعني لا تعني حكم الشعب فهذه ترجمة خطأ وإنما تعني حكم المواطنين بالمعنى الذي أوضحته. وفي مصر قبل 1952 كانت الديموقراطية لا تعني حكم الشعب وإنما تعني حكم الأغنياء لأن قانون الانتخاب المصاب لدستور 1923 اشترط على من يريد ترشيح نفسه لمجلس الشيوخ ـأن يكون ممن يدفعون ضريبة أطيان زراعية قدرها 150 جنيه في السنة وهذا يعني ملكية 300 فدان لأن ضريبة الفدان كانت نصف جنيه (خمسون قرشا)، والذي يريد ترشيح نفسه لمجلس النواب يدفع 150 جنيه تأمين لا يرد له إلا إذا نجح أو حصل على 5% من اصوات الدائرة على الأقل .. ومن هنا وقع البرلمان بمجلسيه (النواب والشيوخ) في يد كبار ملاك الأراضي الزراعية وأصحاب رأس المال الصناعي والتجاري ومن هنا كانت القوانين التي صدرت عن هذا لبرلمان في صالح الأغنياء وضد الطبقة الوسطى والعمال والفلاحين .. ومن هنا قال عبد الناصر أنه يريد تطبيق الديموقراطية السليمة وهي المبدأ السادس من مبادىء الثورة ومعنى السليمة توسيع دائرة نواب الشعب بحيث تشمل نوابا عن صغار الفلاحين وعمال الشركات والرأسمالية الوطنية أي التي يلتزم أصحابها بقوانين القطاع العام في مواعيد العمل والأجور والأسعار .. ومن هنا معنى الديموقراطية السليمة الممثلة في تحالف قوى الشعب العامل الخمسة : العمال والفلاحون والمثقفون (الطبقة الوسطى) والجنود، والرأسمالية الوطنية. وليست الديموقراطية هي حرية الكلام والسب والشتم والتحرك ضد السلطة الحاكمة وخلاص …
9-اذا كانت الكتابات تناولت الجانب السياسى لعبد الناصر فماذا عن الجانب الانسانى ؟
عبد الناصر كان مهموما بقضايا المواطنين وكان يقرا خطابات المواطنين بنفسه ويتجاوب معها ومن صور ذلك ان احد طلاب كليه السياسه والاقتصاد بعث له رساله بانه مهدد بعدم الاقامه فيها بسبب ظروفه الماليه فاصدر عبد الناصر امرا الى الجهات المختصه ببقائه فى المدينه كما بعث احد خريجى الجامعه المتفوقين خطابا اليه يشكوا فيه من عدم تعيينه معيدا فى الجامعه على الرغم ان الشروط تنطبق عليه فبحث عبد الناصر فى حالته وعندما تاكد من انطباق الشروط عليه امر بتعيينه معيدا بالجامعه ومن الجوانب الانسانيه التى لاتحصى ولاتعد له انه اثناء ركوبه القطار القى اليه احد عمال التراحيل برغيف خبز فهم عبد الناصر الرساله وامر بتحسين احوال عمال التراحيل وتخصيص راتب ثابت لهم .