أحرق لبنانيون في قرية الحمودية التابعة لمنطقة “بريتال”، اليوم الثلاثاء، علم ميلشيا حزب الله، احتجاجًا على تغاضي الحزب عن العملية الأمنية التي نفذها الجيش اللبناني، أمس الإثنين، وأسفرت عن مقتل أحد أشهر تجار المخدرات وعدد من أفراد عصابته في تلك المنطقة.
وأظهر مقطع الفيديو قيام مواطنين لبنانيين بإحراق علم حزب الله احتجاجًا على ما اعتبروه “غض الطرف” من قبل ميلشيا الحزب، عن المداهمة التي نفذها الجيش أمس، وأسفرت عن مقتل تاجر المخدرات “علي زيد اسماعيل” وعدد من أفراد عصابته، واعتقال العشرات.
وقال أحد المتحدثين في مقطع الفيديو: “11 قتيل، هادي بفجر الحمودية اسمها.. مش فجر الجرود، وها هو الحاج حسن يحتفل بإعادة إعمار سوريا”، في إشارة إلى معركة فجر الجرود، التي خاضها الجيش اللبناني ضد مقاتلي داعش، في منطقتي جرود رأس بعلبك والقاع في عام 2017.
وتعتبر منطقة بريتال، إحدى معاقل حزب الله في لبنان، وخزانًا بشريًا، يمد ميلشياته بالمقاتلين الذين يساندون الرئيس السوري في حربه ضد المعارضة المسلحة في سوريا، كما تشهد تلك المنطقة رواجًا لتجارة المخدرات، وتنشط فيها شخصيات تشرف على تلك التجارة الرابحة.
تشريع تجارة الحشيش
وكانت تقارير صحفية عديدة، قد كشفت خلال السنوات السابقة عن تورط حزب الله في تجارة المخدرات عبر العالم، واعتقلت في عدة دول شبكات دولية متورطة بتجارة المخدرات، اعترف أعضاؤها بصلاتهم بحزب الله اللبناني، كما حدث في هولندا عام 2009.
وربطت تقارير محلية بين الحملة الأمنية الأخيرة التي نفذها الجيش في منطقة بريتال، وبين ما كشفه رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، الأسبوع الماضي، عن تحضيرات يجريها المجلس النيابي لإقرار القوانين اللازمة لتشريع زراعة الحشيش المحظورة، بهدف النهوض بالاقتصاد المتردي في البلاد.
وأمنت مليشيا حزب الله على مدار السنوات السابقة، الحماية للعديد من تجار المخدرات، رغم صدور عشرات مذكرات التوقيف بحقهم من قبل القضاء اللبناني، أمثال “نوح زعيتر” الذي فر إلى سوريا مؤخرًا، وحل ضيفًا مرحبًا به من قبل ابن عم الرئيس السوري، وأحد أشهر شبيحة النظام، المدعو “وسيم الأسد”.
وفر العشرات من تجار المخدرات ومروجيها إلى سوريا، خلال الأشهر الفائتة على خلفية سعي السلطات اللبنانية إلى القضاء على “عرابي” تجارة المخدرات في لبنان، وتقنينها لتصبح تجارة مشروعة تنهض بالاقتصاد اللبناني.