خيبة أمل كبيرة تلك التي عاشها عدي الحمصي عندما ترك زوجته وابنه الصغير وطفلته الرضيعة في الأردن وهاجر إلى ألمانيا عام 2015، كان يعتقد أن المسألة ستستغرق شهورًا فقط حتى تلحق به أسرته، لكنه لم يرَ أيًا منهم منذ ذلك الحين.
واستقر الحمصي (28 عامًا) في برلين ومنحته السلطات الألمانية حماية مؤقتة دون حق اللجوء، وتعني حصوله على تأشيرة لمدة عام قابلة للتجديد، ونتيجة لذلك لم يتمكن الرجل من جلب أسرته.
وقالت زوجته آلاء مسالمة في شقتها المجردة من الأثاث بوسط عمان: “أول ما سافر كان كل ما تمر طيارة ابني يحكي يا بابا انزل من الطيارة وخدنا”.
وتخشى آلاء أن لا يتعرف طفلاها على أبيهما عندما يقابلانه وجهًا لوجه بعد غياب طويل، وكان ابنها عمره عامان وابنتها ثمانية أشهر عندما غادر الأب الأردن متجهًا إلى أوروبا.
وكانت الهجرة وخاصة عملية لم شمل أسر المهاجرين الموجودين في ألمانيا إحدى أبرز القضايا الشائكة خلال مفاوضات تشكيل الحكومة بين المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والحزب الديمقراطي الاشتراكي.
وبدأ أمس الأربعاء تطبيق قانون جديد يسمح باستئناف لم شمل الأسر، وهو ما أنعش آمال أسرة الحمصي، لكن القانون الجديد سيسمح لما يصل إلى ألف من أفراد العائلات شهريًا بالانضمام إلى الأشخاص المسموح لهم بالبقاء في ألمانيا اعتبارًا من أول/ أغسطس آب.
وفي ظل وجود نحو 34 ألف طلب لم شمل أمام سفارات ألمانية بأنحاء العالم، فإن لم شمل أسرة الحمصي قد يستغرق سنوات.
وقال: “مع شرط بفتح المجال أمام ألف أسرة كل شهر، فهذه مشكلة، حتى إن حصلت على فرصة للم شمل الأسرة، فمن سيأتي أولًا؟ ومتى؟
وسيحصل اللاجئون، الذين بذلوا جهدًا للاندماج عبر دورات في اللغة وتدريبات أخرى، على الأولوية في دعوة أسرهم للقدوم.