للأسبوع الثاني على التوالي قام رجال لجنة قمع أشرف بنقل مجموعة من عملاء وزارة المخابرات للنظام الإيراني وقوه القدس الإرهابي الى محطة الشرطة للمخيم تحت عنوان عوائل سكان ليبرتي. ان هؤلاء العملاء الذين لابد لهم ان يجتازوا عدة حواجز التفتيش ليصلوا إلى ليبرتي قد تم تنظيم زيارتهم واقامتهم من قبل سفارة النظام في بغداد حيث لا يمكن ان يتم عبور هؤلاء الا بمساعدة من قوات الأمن العراقية.
وتفيد التقارير الواردة من داخل النظام ان غالبية أفراد لهذه المجموعة التي تم نقلهم إلى ليبرتي يوم أمس كانوا من ذوي العميل المكشوف للمخابرات الإيرانية المدعو قربان علي حسين نجاد وتشمل المجموعة كلا من آذر (مونا) حسين نجاد وزوجها محمد فرجيان والناز حسين نجاد وامرأة أخرى من أقاربهم.
وكان العميل قربان علي حسين نجاد قد ذهب إلى أشرف برفقة القوات العراقية قبيل الابادة الجماعية في الأول من إيلول/ سبتمبر 2013 في أشرف بعدة أشهر. وكما جاء في بيان اصدرته أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ان هذا العميل ذهب إلى أشرف برفقة 8 عملاء آخرين في 24 إيلول/ سبتمبر 2012 « ثم قاموا في ساحة لاله وبمساعدة من القوات العراقية برشق السكان بالحجارة مما أدى الى اصابة المجاهد حسن جباري بجروح في الرأس والعنق» (الصورة مرفقة). كان حسن جباري من بين 52 مجاهدا استشهدوا في الإبادة الجماعية في الأول من إيلول/ سبتمبر في أشرف.
ثم استخدمت مخابرات الملالي هذا العميل لممارسة التعذيب النفسي وفصل بنته «زينب» من أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المقيمة في مخيم ليبرتي. وكتبت زينب بهذا الصدد في 21 تشرين الأول/ اكتوبر 2012 الى الأمين العام للأمم المتحدة واليونامي والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة : « تم استدعائي يوم 17 تشرين الأول/ اكتوبر من قبل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين لاجراء المقابلة وأن سبب استدعائي يعود الى الأكاذيب التي أطلقها قربان علي حسين نجاد الذي ادعى ” بنتي زينب حسين نجاد (أنا) تم احتجازها لدى مجاهدي خلق كرهينة “. اني قلت للمفوضية ان هذه هي التهم الكاذبة التي تطلقها وزارة المخابرات سيئة الصيت… وبما أن قربان علي حسين نجاد بدأ الآن العمل كعميل وعنصر لوزارة المخابرات الايرانية وأصبح مجنداً لها، فاني لا أقبل اطلاقا والى الأبد أي ارتباط واتصال هاتفي معه حتى نهاية عمري».
هذا وبعثت المجاهدة زينب حسين نجاد برسالة أخرى إلى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في 12 كانون الثاني/ يناير 2015 جاء فيها: «عندما باع والدي نفسه الى وزارة المخابرات انني أصبحت مستهدفة لممارسة التعذيب النفسي… كما انه استغل شقيقتي التي تعيش في إيران وبمساعدة من مخابرات الملالي لممارسة الإيذاء والإزعاج بحقي. أحد الأعمال التي قامت وزارة المخابرات بها هي كتابة مقالات ضدي وضد منظمة مجاهدي خلق تحت إسم شقيقتي آذر حسين نجاد ونشر هذه المقالات في مواقع تابعة لها». انها اضافت: « في شتاء عام 2013 وصل إلي خبر بكل استغراب بان شقيقتي جاءت الى محطة الشرطة في ليبرتي وانها تريد لقائي. الأمر الذي كان غير اعتياديا للغاية لانه لا يجوز بأي عائلة المجيء إلى ليبرتي… من جهة أخرى وكانت شقيتقي لم تقبل بالمجيء إلى بغداد وأشرف سابقا على الاطلاق… كان الأمر مشبوهاً جدا الا انه ورغم كل شكوكي ذهبت إلى محطة الشرطة واكتشفت هناك انه وخلال نفس الفترة الزمنية القصيرة بعد ذهابي إلى محطة الشرطة تم أخذها من هناك. وهنا توصلت إلى قناعة بان ارسالها الى ليبرتي كان جانبا من مؤامرة خططتها وزارة المخابرات ضدي وضد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية».
إن تواجد عملاء قوة القدس ووزارة المخابرات يتعارض بوضوح مع مذكرة التفاهم بين الأمم المتحدة والحكومة العراقية الموقعة في 25 كانون الأول/ ديسمبر 2011 وينتهك صراحة القانون الدولي للجوء واتفاقية منع التعذيب والعديد من المعاهدات الدولية. وخلال رسالة رسمية موجهة إلى السكان كتب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في 15 شباط/ فبراير 2012 أي قبل عملية النقل لأول وجبة من السكان من أشرف إلى ليبرتي قائلا: بخصوص مخاوفكم حول حضور أي قوة أجنبية في مخيم ليبرتي قطعت الحكومة العراقية تطمينات بانه لن يكون هناك حضور أي أجنبي في مخيم ليبرتي.
سبق أن كتب نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق في 15 تشرين الأول/ اكتوبر 2012 وفي معرض رده على الرسالة الاعتراضية التي ارسلها ممثل سكان ليبرتي اليه بشأن نقل عملاء النظام الى مخيم ليبرتي، يقول: « رفض المسؤولون العراقيون هذا الموضوع رفضا قاطعا … اضافة الى ذلك انني أؤكد لكم ان اليونامي لا تسمح على الاطلاق بدخول أحد الى مخيم ليبرتي بأي شكل من الأشكال».
ان المقاومة الإيرانية اذ تحذر من حضور مجدد لهؤلاء العملاء في أطراف مخيم ليبرتي وإطلاق حملة تعذيب نفسي أخرى حيث يعد تمهيدا لحمام دم جديد في ليبرتي واذ تذكر بالتعهدات المتكررة والمكتوبة التي قطعتها الحكومة الامريكية والأمم المتحدة تجاه سلامة وأمن سكان مخيم ليبرتي فتدعو إلى اتخاذ خطوة عاجلة للحيلولة دون أي تحرك من قبل النظام الإيراني وعناصره وعملائه في اطراف مخيم ليبرتي تحت أي عنوان كان.