تطل
مكتبة الإسكندرية بمبانيها المتميزة على شاطئ البحر المتوسط، وتُعد من المزارات
المميزة لمدينة الإسكندرية الساحرة، والتي تعطي بعداً تاريخياً وحضارياً للمدينة .
ويعتقد البعض خطئاً أن مكتبة الإسكندرية كأي مكتبة تحتوي على الكتب وفقط، ولا
يعلموا أن لديها من المراكز البحثية والتثقيفية ما تنافس به مراكز العالم، ويُعقد
بها المعارض المتنوعة بصورة دائمة، ولديها مركز متكامل للمؤتمرات، والعديد من
المتاحف، بجانب مركز القبة السماوية العلمي والذي يُعد الوحيد في منطقة الشرق
الأوسط كلها. كما صدر عن المكتبة برنامج علمي ثقافي تاريخي، باللغة العربية
والإنجليزية، باسم “آفاق” يقدمه الأستاذ الدكتور إسماعيل سراج الدين، وقد قامت
المكتبة بإهدائه إلى التليفزيون المصري، وأذيعت حلقاته قُبيل رمضان الماضي، ورغم
أنه حظى بنسبة مشاهدة كبيرة، إلا أنه مازال مجهول لدى الكثيرين، ويُعد من البرامج
المتميزة التي تسير على نهج برنامج “العلم والإيمان” والذي كنا نحرص في صغرنا على
متابعته، ومازال الكثيرون منا يتذكر صوت الأستاذ الدكتور مصطفى محمود وهو يقدم
البرنامج بصوته الرخيم، الذي علمنا الكثير. ومما لا شك فيه أننا بحاجه دائمة لمثل
هذه البرامج، التي تُعد وجبه سهلة الهضم لدى أبنائنا، ينهلون منها ما يُفيد، بدلاً
مما تمتلئ به صفحات الإنترنت، ويحتوى على الغث أكثر من الثمين، فهل نأمل أن يكون
لدينا أداة إعلامية واعية تصبو إلى مثل هذه البرامج، وتعمل على تثقيف وتعليم
أبنائنا عوضاً عن ما تقدمه من برامج لا تثمن ولا تغنِ من جوع معرفي، بل تحولت إلى
ساحات إلى تبادل الشتائم والاتهامات التي لا تخلو من وقاحات تمس العقائد والأشخاص،
فهل من مجيب؟!