من المقرر أن يحضر سفير خادم الحرمين الشريفين، المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى جامعة الدول العربية، السفير أسامة نقلي، غدا الأربعاء 21 نوفمبر، إفتتاح الفيلم السعودي “عمرة والعرس الثاني”، وذلك في بداية فعاليات مسابقة السينما العربية، ضمن الدورة الـ40 لمهرجان القاهرة السينمائي الذي ينطلق بالقاهرة اليوم الثلاثاء.
تجدر الإشارة إلى أن بدايات توطين الإنتاج السينمائي في المملكة كانت في خمسينيات القرن الماضي، مع ظهور أول فيلم محلي عام 1950، وحمل عنوان “الذباب”، من بطولة حسن الغانم، الذي سجل التاريخ اسمه باعتباره أول ممثل سينمائي سعودي.
أما البداية الحقيقية للإنتاج السينمائي السعودي فكانت عام 1966 حيث أنتج فيلم “تأنيب الضمير” للمخرج السعودي سعد الفريح، ثم تطور مستوى الإنتاج فنيًّا، إلى أن وصل إلى محطة هامة عام 1976، حين قدم المخرج السعودي، عبدالله المحيسن، فيلمه “اغتيال مدينة”، الذي تناول الحرب الأهلية اللبنانية، وحاز حينها على جائزة (نفرتيتي) لأفضل فيلم قصير، ليعرض في مهرجان القاهرة السينمائي عام 1977.
في عام 1980، ظهر فيلم “موعد مع المجهول”، تلاه فيلم “الإسلام جسر المستقبل” في عام 1982، والذي شارك في مهرجان القاهرة السادس، ونال الجائزة الذهبية.
ومع بداية الألفية الثانية، تصاعد الإنتاج السينمائي السعودي، ووصل إجمالي عدد الأفلام السعودية في الفترة (من 1975 حتى 2012) إلى 255 فيلمًا، وحصل المخرجون والممثلون السعوديون على عشرات الجوائز في المهرجانات السينمائية، العربية والدولية، عن أعمال أشهرها فيلم “حرمة”، الذي حصل على الجائزة الذهبية لمهرجان بيروت السينمائي لعام 2013، وهو ذات العام الذي أعلنت فيه أكاديمية العلوم والفنون الأمريكية ترشيح “وجدة” ضمن 71 عملًا مرشّحًا لجائزة أوسكار العالمية، كأول فيلم سعودي.
وتطبيقاً لرؤية 2030 التي أعلنها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في إبريل 2016، وشملت جانباً مهماً يتعلق بتطوير الثقافة والفنون، لتصبح رافداً حضارياً واقتصادياً جديدا للمملكة، يشهد قطاع الثقافة والفنون نهضة حقيقية شاملة ساهمت في خلق صناعة ثقافية تعنى بالفن والمسرح والسينما، والأنشطة الفنية والتشكيلية، وتطوير البنية التحتية لقطاع الثقافة والترفيه. وفي سبيل ذلك، تأسست الهيئات المعنية مثل الهيئة العامة للثقافة، والهيئة العامة للترفيه، ومجلس الأفلام السعودي، وفتحت المملكة أبوابها للفنانين والمبدعين العرب والعالميين، وأقيمت الحفلات الفنية والموسيقية والعروض الترفيهية العالمية، وأنشئت دور العرض السينمائي في إبريل 2018، بالاتفاق مع أبرز الشركات العالمية في هذا المجال، وعلى رأسها شركة AMC الأمريكية وهي أكبر شركة تشغيل دور عرض سينمائي في العالم، وشركة فوكس سينما، ومن المنتظر أن يتم افتتاح نحو 350 دار عرض سينمائي تضم أكثر من 2500 شاشة بحلول عام 2030.
كان لهذه النهضة الثقافية والفنية، تأثير كبير على الحضور السينمائي السعودي في المحافل العالمية، ففي أغسطس 2016، تم اختيار الفيلم الكوميدي “بركة يقابل بركة” لتمثيل المملكة في جوائز أوسكار 2017 بفئة أفضل فيلم أجنبي. وفي مايو 2018، شاركت السينما السعودية في مهرجان كان السينمائي الدولي في نسخته الأخيرة من خلال جناح خاص للمجلس السعودي للأفلام، حيث عرضت 9أفلام سعودية في فقرة الأفلام القصيرة بالمهرجان، في أول تمثيل سعودي رسمي في تاريخ هذا المحفل العالمي الكبير، وفي أكتوبر من نفس العام، شاركت 10 أفلام سعودية في مهرجان مالمو للسينما العربية الذي عقد في السويد، ليتواصل الابداع والعمل الجاد من أجل أن يضع الفن السعودي بصمة حقيقية في محيطه العربي والعالمي.