خرج الآلاف من المحتجين إلى شوارع عدد من المدن الأمريكية السبت 25 أبريل/نيسان مطالبين الرئيس باراك أوباما بالاعتراف صراحة بواقعة “إبادة الأرمن” في الإمبراطورية العثمانية عام 1915.
ونقلت وسائل إعلام في كاليفورنيا عن مشاركين في مظاهرة احتجاج حاشدة جرت في لوس أنجلوس قولهم “نحن نريد أن يعترف أوباما بأنه خجل.. هو وعد بالاعتراف بالإبادة والآن يرفض التفوه بهذه الكلمة”.
وأفادت وسائل الإعلام أن أكثر من 50 ألف شخص شاركوا الجمعة 24 أبريل/نيسان في مظاهرة احتجاج جابت شوارع لوس أنجلوس وسارت حتى القنصلية التركية في المدينة.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال الخميس الماضي إن القضاء على الأرمن في الإمبراطورية العثمانية عام 1915 “يعد أول قتل جماعي في القرن العشرين”، متجنبا مرة أخرى استخدام كلمة “إبادة”.
وشدد أوباما على أنه “عبّر مرارا عن موقفه مما حدث العام 1915، وأن هذا الموقف لم يتغير”، فيما كان أكد خلال حملته الانتخابية عام 2008 على ضرورة أن تعترف الولايات المتحدة رسميا بإبادة الأرمن في عهد الإمبراطورية العثمانية.
من جانب آخر، قال الكاتب الأمريكي جاك ترابر في مقالة له نشرها موقع شبكة “سي إن إن” الأمريكية إنه “في عام 2006، وبعد أن طلب من السفير الأمريكي لدى أرمينيا الاستقالة لاستخدامه مصطلح الإبادة الجماعية، حرص السيناتور باراك أوباما آنذاك على توجيه انتقاد لاذع لإدارة جورج بوش على عدم اتخاذ موقف حيال هذا الأمر، وقال أوباما حينها “الإبادة الجماعية للأرمن ليست ادعاء، ولا رأيا شخصيا، ولا وجهة نظر، وإنما هي حقيقة موثقة مدعومة بقدر كبير من الأدلة التاريخية”.
انقسام في ألمانيا بشأن إبادة الأرمن
وفي السياق ذاته، رفض وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير استخدام مصطلح “إبادة” للدلالة عن المجازر التي ارتكبت بحق الأرمن بين عامي 1915 – 1917.
وقال شتاينماير، في مقابلة أجرتها معه صحيفة “دير شبيغل تنشر” السبت 25 أبريل/نيسان، “إن استخدام كلمة “إبادة” لوصف المجازر التي ارتكبتها قوات السلطنة العثمانية، وأسفرت عن 1.5 مليون ضحية، يمكن أن يستخدم أيضا من قبل هؤلاء الذي يريدون تسخيف المحرقة اليهودية”.
وأوضح رئيس الدبلوماسية الألمانية موقفه بالقول “علينا أن ننتبه في ألمانيا ألا نمنح الحجج لهؤلاء الذين لديهم أجندتهم السياسية الخاصة ويدّعون أن المحرقة بدأت قبل 1933″، أي قبل وصول الزعيم النازي أدولف هتلر إلى السلطة، مضيفا سئمت من هذه الجدالات (…) والجميع يعلم – هؤلاء الذين يطرحون الأسئلة والذين يجيبون عليها – أن الذكريات القاسية لا يمكن اختصارها بتصنيف واحد”.
وخلص شتاينماير إلى القول إن “اختصار (المشكلة) ببساطة بمسألة استخدام كلمة إبادة” لا يساعد على وضع حد “لغياب التواصل بين الأتراك والأرمن” ولا يسهل “المصالحة بين الشعوب المعنية”.
وأقر الرئيس الألماني يواكيم غاوك بدوره، الخميس بـ”إبادة” الأرمن، معترفا في الوقت ذاته بأن بلاده تتحمل “مسؤولية جزئية” فيما حدث، واستخدم أيضا رئيس مجلس النواب نوربرت لاميرت مصطلح الإبادة خلال جلسة لإحياء ذكراها المئوية.
وكانت الأورغواي أول دولة تعترف بإبادة الأرمن في الإمبراطورية العثمانية وجرى ذلك عام 1965، وبعد ذلك اعترفت نحو 20 دولة بما فيها روسيا وكندا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرازيل والأرجنتين وأستراليا، إضافة إلى الفاتيكان والبرلمان الأوروبي، ومجلس الكنائس العالمي.
وأدانت رسميا في الولايات المتحدة الإبادة 42 ولاية من أصل 50، إلا أن السلطات الاتحادية في الولايات المتحدة لم تعترف بإبادة الأرمن.