في إطار عمليات التضليل الكثيرة والمتنوعة في عالم السوشل ميديا، ينخدع كثيرون بالأرقام التي يرونها بالآلاف والمئات لتصل إلى ملايين لبعض الصفحات، معتقدين أنها أرقام حقيقية، لكن الحقيقة غير ذلك تماما، حتى أننا قمنا باستبيان وسألنا عددا من متابعي هذه الصفحات عن سبب المتابعة فيجيبك بالقول: إن متابعيها بالملايين!؟ فتأخذك علامات التعجب والاستفهام من هذه الإجابات إلى البحث في أسباب وأهداف وتداعيات هذه الظاهرة، التي نرى بأنها ليست شيئا سخيفا، بل قضية لا بد من دراستها لننطلق من عمق مسؤولياتنا كمختصين في مواقع التواصل الاجتماعي لبث الوعي وسط رواد هذا الفضاء الافتراضي وتوضيح حقيقة ما يحدث في هذا الفضاء.
*كيف تتم زيادة عدد متابعي مواقع التواصل الإجتماعي؟*
ليس أمرا صعبا أن تزيد عدد متابعيك على موقع تويتر، الذي يعد من أهم مواقع التواصل الاجتماعي انتشارا في العالم، يكفي أن تدفع مبلغا معينا لمن يطلق عليهم بائعو متابعين وصانعو مشاهير ليتم رفع عدد متابعيك، ويؤكد تقرير ل بي بي سي أن العملية تتم باستخدام برامج متخصصة، عبر وسطاء لهم صلة “بمزارع النقر”، ويؤكد التقرير أن عملية زيادة العدد الى أكثر من 400 متابع تتم في أقل من 30ثانية ، وهذا أمر رهيب ومقلق بالنظر إلى هذه الأرقام.
فالعملية إذا ليست صعبة بل هي وضع إصبع على الزر ليتغير رقم متابعيك من 10 إلى 100 وإلى الملايين وهذا ما صرحت به كبرى الشركات وكان ذلك بحق شخصيات معروفة وقد قامت باللعب بعدد متابعيها لأغراض عديدة تتمحور بعض منها في مصالح شخصية وأخرى انتخابية وسياسية …..
*حقن عدد المتابعين …..شهرة زائفة لأهداف مشبوهة*
في هذا السياق يتأكد لنا بحسب الكثير من التقارير أن هناك من أصحاب الحسابات في المواقع الاجتماعية التي يصل متابعوها بالملايين، كل ما يريدونه شهرة زائفة، فهم يمتلكون القدرة على شراء متابعين وهميين، لذلك يرى متخصصون في هذا المجال أن ثلث الحسابات على موقع تويتر هي عبارة عن روبوتات إلكترونية، وهذا ما يزيد من وتيرة المخاوف من هكذا صفحات التي بنت شهرتها على أسس غير سليمة وبأساليب احتيالية، لأجل أهداف غير معروفة، ولكن من المؤكد أن هذه الصفحات تمكنت من السيطرة على عقول متابعيها وتوجيههم نحو اتجاهات محددة لاستخدامهم في أجندات لا يعرفون إلى أين ستقودهم، سوى أنهم مخدرون لا يميزون ومعصبون لا يرون سوى تلك الصفحات التي أصبح ضلالها هدى وظلامها نور تسوقهم حيث يحلو لها من دون أن يشعروا بخطورتها وخطورة مشاريعها.
الشهرة الزائفة على مواقع التواصل …..وسبل مواجهتها
لا شك لدينا أن أي شهرة زائفة من ورائها مصائب لا تعد ولا تحصى كما هو حال الحسابات المزيفة، فنجد أنها تقلق شركات كبرى مثل شركة تويتر التي صرحت في تقرير ل بي بي سي أنها تتصدى ل10 مليون حساب زائف أسبوعيا وتوقف نصف مليون تسجيل دخول مشبوه، وهي أرقام مهولة، فعندما تتصدى تويتر لهذا العدد الضخم من هذه الحسابات يعني أن هناك خروقات كبيرة، واستخدام هذه الحسابات أصبح يشكل تهديدا كبيرا على المجتمعات وأمنها الاجتماعي والثقافي والفكري والسياسي ما جعلها تتحرك لوضع حد لها، لكن رغم ذلك جاء في تقرير البي بي سي أن ما تقوم به شركة تويتر للأسف لا يمكنه أن يضع حدا جذريا لهذه المشكلة طالما هناك طرق جديدة لتفعيل حسابات أخرى.
إن هذه الظاهرة تحتاج إلى تحرك سريع من المتخصصين في مواقع التواصل الاجتماعي بالتعاون مع شركات مواقع التواصل الاجتماعي لكشف هذه الصفحات وإطاحة أقنعة أصحابها الذين يديرونها في الأماكن المظلمة لأهداف تضليلية وتفعيل آليات تتناسب مع حجم هذه الظاهرة لمحاربتها ووضع حد لها وإنهائها.