سيناء هي التاريخ العريق الذي سطرته بطولات المصريين وتضحياتهم الكبرى لحماية هذه الأرض ، فهي البوابة الشرقية وحصن الدفاع الأول عن أمن مصر وترابها الوطني ، وهي ركن من أركان إستراتيجية مصر الطموحة للخروج من الوادي الضيق حول وادي النيل إلى رقعة ارض مأهولة واسعة تغطى 25% من مساحة مصر ، رقعة تتسع لإستقبال الأعداد المتزايدة من السكان وإحتضان الطموحات والتطلعات الكبرى لهذا الشعب … رقعة تبنى لهذا الجيل والأجيال القادمة وتضاعف فرص العمل والنمو وتزيد من القواعد الإنتاجية والمراكز الحضارية والقدرة الإستيعابية للإقتصاد المصري ، فهي تمثل محورا أساسيا من محاور هذه الإستراتيجية التنموية طويلة الأمد ، بالإضافة لكونها جزء من إقليم قناة السويس الذي تحتضنه أكبر عدد من مشروعات مصر العملاقة في غرب خليج السويس والعين السخنة وفي شرق بور سعيد والقناة التي ستظل شريانا حيويا من شرايين الإقتصاد والتجارة الدوليين … وفى خلال السنوات القليلة الماضية إعتمدت الحكومة المصرية خطة لتنمية سيناء تضمنت العديد من المشروعات التنموية الهامة ، من بينها شبكة الطرق التي كان لجنوب سيناء نصيب منها ، إذ تحظى بنصيب وافر من خطط التنمية في مختلف المجالات سواء المشروعات العمرانية والزراعية والصناعية والخدمية والسياحية مع ربطها بالوادى إرتباطا مباشرا … إن التنمية هى فريضة الوقت في سيناء وعلينا أن نعمل على إزالة العقبات والتحديات التي تواجه هذه الخطط التنموية لنحمي مصر من كافة عناصر الإرهاب، فقد كانت سيناء البوابة التي حمت مصر من كافة الغزوات والحروب ، والشعب السيناوي من الشعوب التى تتمسك بالأرض تمسكا كبيرا ولم ترحل مثل الشعوب الأخرى وتظل تدافع عن الوطن ، ولعل التراث لم يجد في الكون مهدا لإقامته أرحم من ربوع سيناء ذات الرمال الأنقى والأغنى في العالم ، فقد قدرت مشيئة الله عز وجل أن تحتضن رسالات الرسل وأن تستقبل نبوءة الأنبياء، لذا سميت أرض الأنبياء وجاء ذكرها في القرآن الكريم في 6 سور ، في سورة التين (والتين والزيتون وطور سنين) ، وسورة الطور (والطور وكتاب مسطور) ، وسورة النازعات (هل اتاك حديث موسى إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى) ، وسورة البقرة (واذا أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما اتيناكم بقوة) ، وسورة مريم ( وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا) ، واخيرا سورة القصص (وما كنت بجانب الطور إذ ناديناه ولكن رحمة من ربك) ، وهى معبرا وممرا للأنبياء منهم من إجتازها ومنهم من أقام فيها ، بدءا من أبى الأنبياء إبراهيم وإسماعيل ويعقوب وأيوب وشعيب ويوسف “عليهم جميعا السلام” … وفي حاضرنا المعاصر ظهر من الأشخاص من هو عاشق لتراب سيناء ، وكان أول مستثمر يقيم مشروعات سياحية وإجتماعية على أرضها ، تبرع بثلث ثروته لصالح إقامة مشروعات للشباب في إطار قناعته بضرورة إضطلاع رجال الأعمال بدورهم في تنمية العمل الإجتماعى الأهلى وأنشأ مؤسسة إجتماعية للقيام بهذا الدور ، يمتلك العديد من المشروعات التي تختص بتنمية سيناء منها مصنع أسمنت سيناء في الشمال وكذلك جامعة سيناء في حي المساعيد في الشمال ومجموعة شركات سما وسما العريش وصاحب مؤسسة سيناء للتنمية … إنه رجل الأعمال المثقف الدكتور / حسن راتب … الرجل الذي يحالفه النجاح أينما حل وإرتحل ، قاموسه لا يحتوي على مفردة فشل ، وعقله الباطن لا يعترف بفارق القدرات ولا قلة الإمكانيات ، يصنع من العجز قوة ويخلق من الهمس صخب ويرسم من الحزن أفراح … إن نطق أنصت الجميع لهيبة حروفه وإذا ظهر تجلت الرجولة في روعة حضوره … وإن وعد فهنيئا للموعود بما وعد … أتمنى أن تثمر أرض مصر بكثير من الرجال أمثال هذا الرجل المعطاء ، لذلك يجب علينا أن نعي أن بناءالمستقبل لأى مشروع تنموي يحتاج إلى الإهتمام بتنمية العنصر البشري ثقافيا وأخلاقيا وعلميا وعمليا ، كما يحب علينا تعميق أواصر المحبة بين أبناء قبائل سيناء وأبناء الوادي من أبناء مصر البرره جميعا ، ويمكن ذلك بإنشاء قناة تليفزيونية إعلامية لسيناء تبث برامج لتوحيد الرؤى والمحبة بين أطراف المجتمع الواحد للعمل على نهضة سيناء الحبيبة في جو من التآلف والتآخي وإقامة مجتمع موحد بعيد عن الإختلاف وعلى قدم المساواة ، فمثلا لابد من قبول أبناء سيناء في كليات الشرطة وجميع الكليات العسكرية وتعيين أبناءهم في وظائف السلك القضائي والنيابة الإدارية والوظائف العامة ، كما نعمل على إختيار أماكن لبناء مدن صناعية تجارية حرة على شواطئ خليجى السويس والعقبة ، والإهتمام بشبكات الطرق وخطوط مياه الشرب وخطوط شبكات الكهرباء ومدها على مستوى سيناء بالكامل ، والإهتمام كذلك بتطوير البحيرات وتعظيم إنتاجيتها من الأسماك والتصدير بعد تصنيعها وتعليبها وبناء أسطول بحري لصيد الأسماك مع إقامة مزارع سمكية بالمياه المالحة على شواطئ خليجى العقبة والسويس ، كما يمكن إقراض البدو والوافدين في المناطق النائية قرض حسن لإستغلاله فى تنمية النشاط الزراعي والحيوانى .