حمّلت جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) قوات التحالف العربي بقيادة السعودية المسؤولية عن 158 خرقا للهدنة في محافظة الحديدة غرب البلاد خلال الساعات الـ48 الماضية.
واتهم المتحدث باسم قوات الحوثيين، يحيى سريع، اليوم حسب وكالة “سبأ” التابعة للجماعة، قوات التحالف بعدم الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار المبرم في مفاوضات السويد الشهر الماضي، قائلا إن قوات التحالف مستمرة في “خروقاتها المكثفة في الحديدة والتصعيد غير المسبوق في باقي الجبهات”.
وشدد المسؤول الحوثي على أن قوات التحالف أطلقت في محافظة الحديدة خلال اليومين الماضيين 101 قذيفة مدفعية و15 صاروخا، بالإضافة إلى 31 حالة لخرق الهدنة بـ”إطلاق النار من مختلف الأسلحة المتوسطة والثقيلة باتجاه منازل ومزارع المواطنين ومواقع الجيش”.
كما أضاف أن قوات التحالف تنشئ تحصينات وتستقدم تعزيزات إلى المحافظة بالتزامن مع مواصلة طيرانها تنفيذ تحليقات استطلاعية في سماء مدينة الحديدة وعدد من المديريات في المحافظة.
وذكر المتحدث أن مدفعية التحالف قصفت إحدى صوامع مطاحن البحر الأحمر في مدينة الحديدة، مما أدى إلى اشتعال النيران فيها.
واعتبرت “أنصار الله” أن استهداف المطاحن يهدف إلى “منع فريق المراقبين الأمنيين من التأكد من جهوزيتها لاستقبال قاطرات النقل”.
وتحتوي مطاحن البحر الأحمر، حسب المعطيات الأممية، أكثر من 50 ألف طن من القمح، ما يكفي لتلبية احتياجات أكثر من ثلاثة ملايين مواطن لمدة شهر.
في غضون ذلك، أشارت وكالة “رويترز” إلى وجود مخاوف من انهيار الهدنة الهشة في الميناء الاستراتيجي، في ظل تعثر عملية انسحاب قوات الطرفين المتحاربين من المدينة ومحيطها.
واعتبر الخبير في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، آدم بارون، أن الأسابيع القادمة ستجدد أو ستنهي الصراع، قائلا: “سنرى إما استعادة المسار السياسي أو سنرى على الأرجح تصعيدا عسكريا كبيرا”.
وصمدت الهدنة في المدينة إلى حد كبير منذ بدء سريانها قبل شهر، لكن الاشتباكات بين طرفي النزاع تصاعدت من جديد الأربعاء الماضي عند بؤر توتر على مشارف المدينة.
وصادق مجلس الأمن الدولي في وقت سابق من الشهر الجاري على نشر فريق يضم 75 مراقبا دوليا في ميناء الحديدة لضمان سريان الهدنة.