تناول حواري مع الدكتور محمد سليمان – رئيس مركز البحوث الزراعية عديد من الموضوعات وكان من اهمها الإجابة على عديد من إستفسارات الباحثين حول بعض الموضوعات ذات الأهمية بالنسبة لهم ، وقد أكد سيادته أنه لولا وجود المركز لتعرضت مصر إلى مجاعة …
وإلى نص الحوار..
س: بداية نريد أن نتعرف على رسالة مركز البحوث الزراعية، ودوره في الزراعة المصرية؟
يعتبر مركز البحوث الزراعية هو الركيزة الأساسية للبحث العلمي الزراعى فى مصر وقاطرة التنمية الزراعية المستدامة، ورسالته الأساسية اولا استنباط الاصناف والهجن الجديدة من المحاصيل الحقلية والبستانية، ووضع حزم التوصيات الفنية الخاصة بتعظيم انتاجية تلك المحاصيل والهجن، ثم انتاج تقاوى الاساس من تلك الهجن وتوفيرها لجهات انتاح التقاوى سواء كان القطاع الحكومى ممثلا في الادارة المركزية لانتاج التقاوى او القطاع الخاص ممثلا في جهات انتاج التقاوى، ثم بعد ذلك نقل تلك الاصناف والتوصيات الفنية الى المزارعين، ويضاف على ذلك المخصبات والأسمدة والمبيدات والمستحضرات البيولوحيه واللقاحات البيطرية.
كما أن مركز البحوث الزراعية هو اساس الزراعة المصرية فالبلد التى ليس بها زراعة ليس لها مستقبل .. فلو نظرنا لانتاج القمح سنة 1982 كان 8 أردب لكل فدان، ولو قارنا ذلك بالانتاج هذا العام نجد ان متوسط عام الجمهورية وصل لـ18,5 أردب للفدان، ومتوسط الحقول الإرشادية 24 أردب لكل فدان، وبالتالى هناك تنمية وزيادة في الإنتاجية.
وفى الثمانينيات كان تعدادنا 46 مليون نسمة وكان إكتفاءنا الذاتى من محاصيل الحبوب 50%، والان تعدادنا فوق الـ100 مليون نسمة واكتفاءنا الذاتى 50% ايضا.. اذن هناك تنمية ولكى نسجل صنف او هجين جديد لابد ان يكون له ميزة نسبية عما سبقه من الاصناف الموجودة وهذة رسالة من رسالات المركز.
ولو نظرنا لمعهد مثل معهد بحوث الأمصال واللقاحات نجد هناك امصال ولقاحات لمرض الحمى القلاعية ولمرض حمى الوادى المتصدع وأنفلونزا الطيور، فالمعهد يعمل بجد واجتهاد وان كان الكم اقل من المطلوب، ولكننا قمنا بانشاء خط جديد للحمى القلاعية يعمل بكامل طاقته وهناك امكانية لفتح اسواق جديدة فى الدول الأفريقية.
س: من وجهة نظرك ما أهم انجازات مركز البحوث الزراعية خلال العقد الأخير؟
الانجازات كبيرة ولكن ما زال لدينا تقصير ومشاكل فى انتاج تقاوى الخضر ونحن معترفين بذلك وبصدد تاسيس برنامج وطنى لانتاج تقاوى الخضر لمعالجة هذا العيب لدينا، وبالرغم من ذلك متميزين ولدينا اصناف اكسترا لونج ليست تنافس فقط بل لديها سمعة عالمية، والمركز بصدد ايضا تسحيل ما هو جديد من الاصناف مثل جيزه 97، واصناف جديدة من القطن وقصب السكر .. وفى خطتنا باذن الله تحت رعاية معالى وزير الزراعة وتعاون الوزارة ومديرى المعاهد ان نعمل بكل ما فيه الصالح لرفعه هذة المؤسسة ورفع مستواها ليس على المستوى القومى فقط ولكن على المستوى الاقليمى والدولى.
س: هل يوجد شراكة أو تعاون بين مركز البحوث الزراعية والمراكز البحثية الاخرى او كليات الزراعة على الصعيد المحلى والاقليمى والدولى؟
نحن جميعا نعمل فى اطار عملى واحد فمثلا الحملات القومية تنفذ من خلال مركز البحوث الزراعية والاعضاء المشاركين فى تنفيذها من الجامعات والمراكز البحثية الاخرى سواء المركز القومى للبحوث او مركز البحوث المائية وكافة كليات الزراعة .. وتوجهات وتعليمات معالى وزير الزراعة لى وانا بستلم قرار تكليفى لرئاسة المركز الاهتمام بالحملات القومية وزيادة نسبة مشاركة الجامعات بها، والجامعات شركاء معنا فى لجان الترقيات وفحص الانتاج العلمى بالمركز، وشركاء معنا فى لجنة تصنيف الاصناف، ولجان التقاوى والحاصلات الزراعية، والمخصات والمبيدات وكافة الأنشطة الموجودة، كما ان هناك شراكة فى الاشراف العلمى، وليس هناك منافسة بيننا الا للصالح العام فمن يعمل ويفيد البلد يا اهلا به، وانا اقولها بصدق ومنتهى الشفافية نحن نعمل مع وزير يمد يد العون لاى اضافه تفيد صالح الزراعة المصرية واستجابته سريعة وليس لنا مأرب الا الصالح العام وهذا كلام ليس مجاملة ولكن واقع ملموس.
س: هل لك ان تعطينا فكرة عن أهم التحديات التي تعوق العمل البحثى والإدارى لمركز البحوث الزراعية؟ وهل من مقترحات للتغلب عليها؟
نعمل فى ظل تحديات غير عادية فالمساحة محدودة من الاراضى الزراعية والمياه بها تهديدات وليس لنا سبيل غير الزيادة الرأسية متمثلا فى البحث العلمى …والتحديات هنا لا تقابل مركز البحوث الزراعية فقط، ولكن تقابلنا كزراعة مصرية بمعنى مساحة مصر كبيرة ولو لدينا وفرة فى المياه التى تجعلنا نزرع هذة المساحة سوف تغطى مزروعاتنا الوطن العربي كله، فنحن نعيش على مساحة 5% فقط من إجمالى مساحة مصر من الارض حول النيل ، فالكثافة عندنا تختلف عن البلاد التى تعتمد على المطر وكثافتها السكانية منتشرة وموزعة على مختلف المساحة .. ونتمنى ان يحفظ الله مصر ونيلها العظيم.
س: كم يبلغ اجمالى عدد العاملين بمركز البحوث الزراعية؟ وهل هذا العدد كاف أم مبالغ فيه لتحقيق التطلعات الحالية والمستقبلية للمركز؟
-عدد الباحثين حوالى عشرة الاف من أعضاء الهيئة البحثية، وأما الكادر العام والاداريين يتخطى حوالى 30 ألف، فهناك 52 محطة بحثية موزعة على مستوى الجمهورية ويمكن ان يتجاوز عدد العاملين الأربعين ألف، وليس المشكلة فى العدد ولكن فى توزيع العدد. فقد مكثنا فترة طويلة بدون تعينات فالهرم مقلوب فعدد رؤساء البحوث المتفرغين اكثر من عدد الحاصلين على درجة باحث مساعد، بمعنى انه هناك عدد كبير وكافى ولكن التوزيع مقلوب فمثلا عدد كبير من العاملين ولكن أزمة فى عدد السائقين او رجال الأمن وهكذا.
س: ما أهم ملامح رؤيتكم لتطوير وتحديث مركز البحوث الزراعية علي المدي القصير والمتوسط؟
ثقتنا كبيرة جداً في الفترة الحالية خاصة ونحن لدينا وزير الزراعة مثل الدكتور عز الدين أبوستيت، الذى يتمع بمرونة ومناقشة وتبادل الرأى