الحب إحساس إنسانى نبيل وهو إتصال بينه وبين أجزاء الكون وبدون الحب لا تظهر المعرفة فكل منا لا يعرف إلا ما هو قادر على أن يحب ،كلنا نسعى وراء الحب ونبحث عنه وأثناء بحثنا قد يحدث التغيير بنا من الداخل والخارج .
والحديث عن الحب لا ينتهى فهو أساس الموجودات تقام الدنيا به وتهدم بعدم وجوده فهو المغذى الأساسى للروح ولو إنخفض مؤشره لوهنت الأرواح وضعفت وأصبحت غير قادرة على الإنتعاش مما يؤثر بالسلب على الجسد والعقل ، ولكن عن أى حب أتحدث !! هل الحب الظاهرى الذى ينطق ويُحجم فيصبح حيزه الشفاه ودلالته النطق ؟! يا ليت الأمر كان بهذه السهولة لتدفقت بحار الحب فى الدنيا وما وُجدت ذرة كراهية فى أى بقعة على الأرض ولِما تدنست القلوب .
الحب وآآآه من الحب الذى جُبِلَ عليه الأصفياء الأتقياء المُخلِصونَ لهُ والرافِعونَ راياتهِ فى كل وقت وحين الساقين لترياقهِ المُضاد للماكرينَ المُخادعين المُرابطين على حُدود القلوب . الحب الذى نَجده فى صلاة ناسك متعبد يبكى من حلاوة اللقاء العظيم ومن فَرط تَذوقَهُ لِشَهد الطاعات فلا يَشعر بمن حوله فى الدنيا ويفقد أحاسيسه الدنيوية لإنهُ هائم فى مَلكوت الله لن يبرح من سجدته وكم يتمنى أن يُطيل السُجود إلى وقت غير معلوم .. تجد المُحب ساجد وقد يُحبس الصوت منه ولن تسمع له إلا نغمات أنفاسه يطيل السجود ليس لحاجة فى نفسه ولا لِمظلمة أو شكاية من البشر فهذا تكون المَحبة لله ، وكذلك الحب الذى نجده بين أم وولدها ذلك الحُب الصادق والعلاقة التناغمية العذبة التى لم تقتصر على جملة ” أُحبك يا ولدى ” ولكن تجد كيانها يَنطقها بلحن مختلف ، والحب بين الإخوة وبين الأصدقاء وبين المُتحابين فى الله وبين المرأة وزوجها والرجل وزوجته وبين أى أثنين أجتمعا عليه وأنصهروا فيه . الحب لن يقتصر على كلمة ” أحبك” فكثيراً ما نسمعها ممن حولنا فنجد أنفُسنا تارة نتقبلها ونسعد بها وتارة ننفر منها ومن قائلها والسبب فى ذلك إن المُحب الصادق يُعرف من رائحة جَسده فهناك ما يُسمى بهرمون الحب يفرزه الجسم عند الإحساس بمشاعر الحب الصادقة فحينما يتواجد مُحب صادق فى مكان ما تَجِد من حوله يَشعرون بِمشاعر الآلفة والود وتحدث عملية تَجَاذُبية كالديناميكية المغناطيسية بين الطرفين ، ولو أجتمع مليون شخصاً وبينهم مُحب صادق حتى وإن لم يأخذ بأسباب الحديث والحوار لعُرف كما تُعرف الجوهرة النادرة بين وادى الصخور .