د/محمد المخلافي وزير الشئون القانونية ونائب الامين العام للحزب الاشتراكي اليمني يتحدث لبوابة العرب اليوم

–  ايران استغلت اوضاع اليمن لايجاد مكان يمكن من خلاله مصارعة خصومها وامريكا تحاول اللعب على كل الاطراف لتحقيق مصالحها الخاصة.
 -بقاء قوات الحرس الجمهوري والامن المركزي مكن علي عبدالله صالح في قيادة الثورة المضادة وصالح استخدم القاعدة لمساومة الولايات المتحدة.
 – مصر عادت لممارسة دورها القيادي في عهد السيسي والدور المصري مقبول في اليمن من كافة الاطراف.
شهدت اليمن مؤخرا احداثا خطيرة اثر قيام جماعه الحوثيين المدعومة من ايران بالانقلاب على السلطة الشرعية واستيلائها على اجزاء واسعة من اليمن وهو ما دفع عدد من الدول العربية بتوجيه ضربات جوية وبحرية لجماعة الحوثيين المتحالفة مع قوات الرئيس الاسبق علي عبدالله صالح وفي ظل تلك التطورات التي تنذر بأوخم العواقب زاره وفد من الحزب الاشتراكي اليمني القاهرة وعلى هامش تلك الزيارة كان لنا هذا الحوار مع د/محمد المخلافي نائب الامين العام للحزب ووزير الشئون القانونية: –
–  من المسئول عن الازمة الاخيرة جماعه الحوثيين ام الرئيس الحالي عبد ربه هادي منصور؟
خلال المرحلة الماضية كنا في مرحلة انتقالية قطعنا فيها مرحلة كبيرة وكان اهم ما تمخضت عنه تلك المرحلة نجاح مؤتمر الحوار الوطني في الاتفاق على المستقبل ووضع تصور للدولة والمجتمع وبالتالي فان من اخرجنا من هذه العملية وعاد بنا الى المربع صفر هو الذي يتحمل المسئولية واقصد قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح وجماعة الحوثيين.
– وهل تدخل ايران في الازمة يندرج في اطار مخطط ايراني لمد نفوذها في المنطقة؟
نحن كنا في اليمن نرغب ان تكون لنا صداقة مع ايران وكانت ايران متواجدة بالفعل قبل الحركة الحوثية الا انه بعد ظهور الحركة الحوثية ولاسباب داخلية وليست خارجية وجدت ايران بعد ذلك ان لها موضع قدم يمكن من خلاله ان تصارع خصومها واستخدم اليمن كورقة لتحقيق مصالحها وادى التدخل الايراني الى مشكلة داخلية ومشكلة مع دول الجوار واين كانت النتيجة فان اليمن دخل في حرب داخلية يقودها تحالف مع ايران وخارجية تقودها دول التحالف العربي وما يهمنا حاليا هو كيفية انهاء هذه الحرب والتي يتطلب ايقافها ايقاف الحرب الداخلية اولا.
– هناك غموض في الموقف الامريكي تجاه الحوثيبن وهناك من يقول ان الولايات المتحدة تحقق اجندة الحوثيين بشكل غير مباشر. فكيف تفسر الموقف الامريكي؟
امريكا لها مصالح في الشرق الاوسط مع مختلف الاطراف في المنطقة وتسعى لتحقيق مصالحها وربما كان احد وسائلها لتحقيق تلك المصالح ايجاد علاقة مع كافة الاطراف المتعارضة والمتناقضة ولكن لا اعتقد ان امريكا او اي دولة كبرى لديها رغبة في انهيار اليمن لان ذلك سوف ينعكس سلبا على مصالحها وعلى الامن والسلم الدوليين .
– وهل تعتقد ان عاصفة الحزم كانت ضرورية لتحقيق مناخ يساعد على التفاوض بعيدا عن استخدام القوة؟
كنت اتمنى ان يستمر اليمن في تنفيذ الفترة الانتقالية لمصلحة كل اليمنيين واعتقد ان الاسباب التي ادت الى التدخل الخارجي هي اسباب متعلقة بالصراع الداخلي وانعكاساته الاقليمية والدولية ولا ارى في الحرب اي شيئ ايجابي ولست مع تبرير اي حرب داخلية او خارجية ولكن ما يهم الان كيف يعمل العالم من اجل تمكين اليمنيين من تجاوز هذه الحالة وايقاف الحرب ونحن في الحزب الاشتراكي تقدمنا بمبادرة لحل الازمة تقوم على ايقاف الحرب الداخلية وانسحاب الميلشيات من المناطق التي استولت عليها وتسليم الاسلحة واعادة السلطة الشرعية وايقاف اي تدخل خارجي والعودة الى العملية السياسية من خلال حوار لا يستثنى احد .
– وكيف تقيم المبادرة العمانية لحل الازمة والتي تتشابه الى حد كبير مع مبادرتكم ؟
كل المبادرات التي طرحت تستند الى نقل السلطة ووضع الية لتنفيذ العملية الانتقالية ومخرجات الحوار الوطني وهذه المبادرات تتفق مع وجهات نظر الاطراف السياسية المختلفة التي تطالب بعودة الشرعية وسحب السلاح من الميلشيات وانسحابها من كل الاراضي التي استولت عليها وحتى المبادرة الايرانية نفسها تتفق مع تلك المبادرة والمبادرات الاخرى إلا انه كان ينقصها انسحاب الميلشيات وسحب الاسلحة .
– وهل تتوقع ان ينتهي الدور السياسي للرئيس السابق علي عبدالله صالح والرئيس الحالي عبد ربه هادي منصور عقب تلك الاحداث ؟
اتعامل مع هذا الامر من ناحية الشرعية فالرئيس السابق علي عبدالله صالح كان من المفترض ان ينتهي دوره عام 2011 واصدرنا قانون للعفو عنه وهذا العفو مرتبط بانتهاء دوره السياسي إلا ان هذا العفو سقط عمليا بسبب دوره في الحرب وبالتالي فانه لا مستقبل لعلي عبدالله صالح في العملية السياسية اما الرئيس الحالي فاننا ننظر اليه من الناحية الشرعية حيث جمع بين شرعيتين شرعية دستورية وشرعية التوافق ومن المفترض ان تنتهي تلك الشرعية عقب انتهاء الفترة الانتقالية والتي انهينا جزء كبير منها ولم يتبقى سوى الاستفتاء على الدستور ثم اصدار التشريعات المتعلقة بالانتقال الى الدولة الجديدة .
– وما تفسيرك لانقلاب علي عبدالله صالح على الرغم من استضافة السعودية له؟ وهل كان ذلك بدافع رغبته في العودة الى السلطة ام بتشجيع من اطراف اخرى ؟
الثورة المضادة التي قادها علي عبدالله صالح بالتحالف مع الحوثيين كانت لها اطراف اخرى مشجعة لها من الطرف الذي وقف مع الثورة وكان معي بالتغيير والانتقال الديمقراطي هذا الطرف ساهم بشكل او بأخر في نجاح الثورة المضادة وادخال اليمن في تلك الحالة فضلا عن ذلك فان السلطة الشرعية مارست بعض الاخطاء وفي مقدمتها انه لم يتم تفكيك القوات المسلحة الموالية للرئيس السابق والمتمثلة في الحرس الجمهوري والامن المركزي رغم اننا اصدرنا تشريع بألغاءهما مما ساعد الرئيس علي عبدالله صالح على تنفيذ انقلابه بجانب ايضا الدعم الخارجي من ايران .
– هناك من يرى ان هناك قوى استفادت من الوضع الحالي كالاخوان والقاعدة فكيف ترى ذلك ؟
لا اعتقد ان هناك طرف سياسي سيستفيد من تلك الحرب والتي دمرت العلاقات السايسية والروابط الاخوية وسوف يكون لهذا تاثيره السلبي على المدى الطويل لكن فيما يتعلق بالقاعدة فسوف تظل متحالفة مع النظام السابق والذي كان يستخدمها كورقة للمساومة مع الولايات المتحدة ولهذا يجب على كافة الاطراف العمل على سرعة انهاء الحرب لان طولها يؤدي الى مزيد من الكراهية والعنف بين اليمنيين .
هناك غموض من موقف الجنوبيين تجاه تلك الاحداث فهل ترى ان تلك الاحداث ستعزز مطالب الجنوبيين في المطالبة بالانفصال؟
مؤتمر الحوار الوطني الذي عقد قبل الاحداث الاخيرة كان ضروريا لمعالجة قضية الجنوب ومطالبات الجنوب بالانفصال عن اليمن كان بسبب ممارسات علي عبدالله صالح الا ان استخدام الملشيات لمحاولة اجتياح الجنوب خلق مشكلة جديدة عمقت نوازع الانقسام وربما اراد النظام السابق تحقيق ذلك لانه لا يستطيع ادارة كل اليمن والحقيقة ان اي قوة بمفردها لن تستطيع ادارة اليمن دون وجود وفاق وطني وارادة دولية وارى ان مؤتمر الحوار الوطني كفيل بانهاء كافة الانقسامات وانهاء الحرب باسرع وقت ممكن واستعادة الشرعية واعادة بناء الدولة الاتحادية .
– وهل ترى ان ما حدث في دول الربيع العربي بما فيها اليمن كان بفعل مؤامرة خارجية لتفتيت العالم العربي ؟
لا اعتقد ذلك فما حدث في اليمن على سبيل المثال كان بسبب عجز النظام عن ادارة البلاد وهو ما دفع الناس الى الخروج الى الساحات والاعتصام بها للمطالبة بالتغيير .
– وهل يمكن ان يكون لكم دور في الوساطة بين الاطراف المتصارعة ؟
نحن لسنا في دور وساطة لاننا لسنا طرف في النزاع ولكن لنا رؤية ندعو الاخرين الى قبولها ومناقشتها معا بشكل توافقي لاننا معنيين بايقاف تلك الحرب باعتبارنا يمنيين اولا ولان عدد من قادتنا قتلوا على يد الميلشيات المسلحة .
– وهل ترى ان انشاء قوة عربية مشتركة يمكن ان تكون بديلا للتدخل الخارجي ؟
اي خطوة عملية باتجاه وجود مواقف موحدة للدول العربية هي خطوة ايجابية على ان ترافقها خطوات اخرى كالتكامل الاقتصادي واحترام اختيارات كل شعب كما ان فاعلية تلك الخطوة تتوقف على مدى تطور العلاقة بين الدول العربية وان لا تتحول الى محاور لقمع شعوبها .
– في النهاية كيف ترى الدور المصري تحت قيادة السيسي اذا قورن بالدور الذي لعبه عبد الناصر في اليمن ؟
مصر عرفت مظاهر الدولة الرخوة عندما تخلت عن دورها الاقليمي العربي او الافريقي وما نراه اليوم ان مصر بدات تستعيد نفوذها ودورها وبالطبع فان الاولوية يجب ان تكون للمنطقة العربية ومن هذا المنطلق فان مصر يمكن ان تلعب دور سياسي في المنطقة اكبر من غيرها لانها طرف مقبول وبحكم انها اكبر دولة عربية واي دور مصري في اليمن سوف يكون مخلد اذا استطاع اخراج اليمن من محنته .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *