أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أنه لا حل للصراع العربي الإسرائيلي إلا بإقامة دولة فلسطينية وإعادة مرتفعات الجولان لسوريا، مطالبا بتحرك فوري على أساس جنيف لحل الأزمة السورية.
وأضاف في كلمته خلال القمة العربية الـ30 في تونس اليوم: “أثق في أننا جميعا نتفق على أنه لا مخرج نهائيا إلا بحل سلمي شامل وعادل، يعيد الحقوق إلى أصحابها، بحيث يحصل الشعب الفلسطيني على حقه في الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وتعود الجولان المحتلة إلى سوريا، لتتحرر جميع الأراضي العربية المحتلة، ويتم طي هذه المرحلة المؤلمة، التي استنزفت الأمة وطاقاتها لسبعة عقود، وتبدأ مرحلة السلام الشامل والعادل وإعادة البناء”.
وشدد الرئيس المصري على أن “استمرار الظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني، سيبقى وصمة عار حقيقية على جبين المجتمع الدولي، طالما استمر ضرب عرض الحائط بقرارات الشرعية الدولية، وبقيت محاولات الالتفاف على مرجعيات السلام ومحدداتها”.
وأضاف السيسي، متطرقا إلى الأوضاع في سوريا: “نطالب بتحرك فوري، لبدء المفاوضات في إطار عملية جنيف، لتحقيق تسوية شاملة للأزمة في سوريا، تحفظ وحدتها، وسلامتها الإقليمية، التي باتت اليوم مهددة أكثر من أي وقت مضى، منذ اندلاع هذه المحنة قبل ثمانية أعوام، وتحقق الطموحات المشروعة لشعبها، وتعيد بناء هذه الدولة العربية العريقة ومؤسساتها، وتقضي على الإرهاب البغيض”.
وبين أن “الطريق واضح، وعناصر التسوية الممكنة معروفة، والأسس الأربع للمفاوضات، كما حددتها الأمم المتحدة وقرار مجلس الأمن رقم 2254، معلومة للكافة. المطلوب فقط. هو إرادة السلام والتسوية لدى الفرقاء السوريين، وموقف عربي حاضن لهذه التسوية وداعم لها، وضاغط في اتجاه تحقيقها، ورافض بشكل قاطع لكل التدخلات من أي قوى إقليمية غير عربية، تحاول استغلال محنة الشعب السوري الشقيق، لبناء مواطئ نفوذ على أراضي هذه الدولة الشقيقة”.
كما طالب السيسي “بتحرك شامل لتنفيذ بنود مبادرة الأمم المتحدة للتسوية في ليبيا، والتي اعتمدها مجلس الأمن منذ أكثر من ثمانية عشر شهرا”.
كما تناولت كلمة السيسي الأزمة اليمنية، وقال في هذا السياق: “نضم صوتنا إلى كل المطالبين بتطبيق اتفاق ستوكهولم، وتنفيذ الانسحاب الكامل والفوري من ميناء الحديدة، كمقدمة لبدء المفاوضات الرامية لتسوية الأزمة اليمنية وفقا لمرجعياتها المعروفة، قرار مجلس الأمن 2216، والمبادرة الخليجية، ومقررات الحوار الوطني.. ونطالب الجميع بالتخلي عن منطق الغلبة والاستقواء، والتوصل إلى كلمة سواء، تعلي مصلحة اليمن وشعبه الشقيق”.
على صعيد آخر، اعتبر السيسي أنه آن الأوان للحاق العرب “بركب التقدم الاقتصادي الذي تعيشه مناطق أخرى متعددة في العالم”، والاستفادة من الفرص غير المسبوقة التي يتيحها النظام الاقتصادي العالمي”، وتحويل “الإمكانات الكامنة” للأمة العربية إلى “حقائق”.