أشعل استعمال عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة المغربية، لكلمة “السفاهة” تحت قبة المؤسسة التشريعية، جلسة المساءلة الشهرية، لينطلق الهرج والمرج والصراخ السياسي، بل إن المشهد تطور في سابقة من نوعها إلى الصفير وتبادل التصفيق، في قاعة جلسات مجلس النواب الغرفة الأولى في البرلمان.
وسارع رشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب إلى “تعليق أشغال الجلسة”، ليتم الإعلان لاحقا أن “جلسة المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة” جرى تعليقها إلى أجل غير مسمى، ما يجعل المؤسسة التشريعية أمام سابقة، في تدبير ما يسميه المراقبون “تدبير مساءلة البرلمان للحكومة”.
وبحسب ما عاينه مراسل “العربية” في قاعة الجلسات في البرلمان، وقف قياديون في كتل أحزاب المعارضة يطالبون رئيس الحكومة بسحب عبارة “السفاهة”، وهو ما رفضه عبد الإله بن كيران، وأصر على رفضه في جلسة برلمانية، تحمل صفة دستورية، لأنها تتم وفق الفصل 100 من الدستور المغربي.
عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة منفعلا في جلسة المساءلة الشهرية
وفي خطاب موجه إلى حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال المعارض، شدد رئيس حكومة المغرب على أن “السفاهة هي الحديث عن داعش والموساد”. وبلغة فيها الكثير من التحدي، خاطب رئيس حكومة الرباط أحزاب المعارضة من البرلمان، قائلاً: “ماذا تريدون؟ رجاء أخبروني”.
وفي روايته لـ”العربية”، أوضح خالد البوقريع، برلماني عن حزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي يقود الحكومة “أن عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة كان يجيب بشكل هادئ ومتزن وطبيعي، فإذا بالصراخ يعم القاعة، لما التفتنا وجدنا المعارضة، وهذا سلوك غير جديد بالنسبة إلينا، المعارضة التي فقدت بوصلتها في كل شيء”.
فيما أوضح المهدي المزواري، برلماني عن حزب الاتحاد الاشتراكي اليساري والمعارض، لـ”العربية” أن “رئيس الحكومة نعت نواب المعارضة نائباً نائباً بالسفهاء، لأنهم في الثلاث سنوات الماضية دافعوا عن القدرة الشرائية للمواطنين وطالبوا الحكومة بألا ترفع ثمن المحروقات، وطالبوا الحكومة بعدم رفع ثمن الكهرباء”.
ويرى مراقبون أن ظاهرة “الصراخ السياسي” في البرلمان وصلت إلى مستويات قياسية غير مسبوقة.