السكر الأبيض أو المكرر من المواد الغذائية النباتية ذات المذاق الحلو ، ويحتل مرتبة مهمة في نظامنا الغذائي اليومي ، وهو أحد المكوّنات الأساسيّة لكلّ مطبخ حيث يدخل في عمليّات الطهي وتحضير الحلويّات المختلفة كالكعك وعمل الخبز والعصائر والشيكولاتة والمشروبات الغازية وغيرها ، وله القدرة على الذوبان والتفاعل معها بسهولة ، ويتمّ إستخراج السكّر من بعض النباتات مثل قصب السكر والبنجر ، ويتكوّن بشكل أساسي من سكر السكروز حيث يتم الحصول عليه عن طريق معالجة وتكرير النبات للحصول على العصارة الحلوة منها من خلال الطهي والمعالجة الميكانيكية والكيميائية ، ثم تستبعد جميع المكونات الموجودة في النبات الأصلي حتى لا يتبقى منها إلا المادة السكريّة عن طريق خلط العصارة السكرّية بالماء وبمادّة الجير ، ثم تعرّض للحرارة ليتبخر منها معظم الماء ، وتعالج بعدها بالتفريغ الهوائي لسحب كل الرطوبة وتتحول إلى بللورات صلبة ، ثم يعاد غليها لتذوب البللورات بالحرارة ، ثم تمرّر من خلال مصافي من الفحم النباتي لتتكثف البللورات ، وبعدها يتم تبييضها بإستخدام مسحوق العظام … ونتيجة لعمليات التكرير يتم فقد حوالي 64 عنصراً غذائياً هاما تشمل كل العناصر المعدنية مثل البوتاسيوم والماغنيسيوم والكالسيوم والحديد والمنجنيز والفوسفات والكبريتات وكل الفيتامينات والأحماض الأمينية والألياف والدهون والإنزيمات ، أي أنه بعد التكرير يصبح مادة ناقصة ، ومن الملاحظ أن كل المحليات المصنعة مثل شراب الذرة تخضع لنفس عمليات التكرير .
وهناك العديد من الفوائد للسكر الأبيض ، فهو سكر المائدة الأكثر شيوعاً وإنتشاراً بين الناس ، وهو أحد مصادر الطاقة في الجسم ، ويرفع مستوى ضغط الدم ، ويساعد على إلتئام الجروح والحفاظ على البشرة من التجاعيد لأنه يساعد على وصول الأكسجين إلى خلايا البشرة ، كما يساعد على تنشيط الكبد وطرد السموم من الجسم … أما الإفراط في تناول السكر الأبيض فيترك أثراً ضاراً في الصحة حيث يتحول إلى حقيقة مرة تؤكد علاقته بأمراض عديدة ، ويترسخ ذلك مع الإكتشافات العلمية التي تثبت صحته وتوجه أصابع الإتهام إلى السكر ، ففي أوائل السبعينات حذر الدكتور Goodman وغيره من الرواد في عالم التغذية من مخاطر تناول السكر المكرر والمأكولات التي تحتوي عليه وعلاقة ذلك بأمراض القلب ، وقدم الدكتور Cleave عام 1975م دليلاً مقنعاً مفاده أن الزيادات الحاصلة في أمراض القلب والسكري تعود إلى زيادة تناول السكريات والكربوهيدارت المكررة ، وقد أكدت البحوث العلمية صحة ذلك ، كما صرحت جمعية القلب في الولايات المتحدة الأمريكية أن تناول السكر أكثر من اللازم يسبب زيادة دقات القلب وقلة نشاط الهرمونات في الجسم وزيادة السمنة … ويعود مرض داء السكري إلى إرتفاع إستهلاك السكر ، ويُعتقد بأنه على علاقة بالأنظمة الغذائية المتبعة والغنية جدا بالسكريات فهو يصيب الإنسان عندما تتراجع قدرة خلايا الجسم على التجاوب مع مادة الأنسولين المكوّن في البنكرياس وعلى إمتصاص الطاقة من الطعام المستهلك ، لذا تتحول السعرات الحرارية الزائدة إلى دهون وتتراكم على الأنسجة الدموية مسببة مشاكل ومضاعفات صحية خطيرة وتدهور خلايا الجسم كله ، ونتيجة لذلك تقل قدرة البنكرياس على إفراز كميات كافية من الأنسولين ، ويصاب الجسم بحالة صدمة بسبب الإرتفاع السريع لمستوى السكر في الدم ، وتكرار هذه الحالة يؤدي إلى إنهاك البنكرياس وبالتالي فشله ، وقد سجلت زيادة خطيرة في أمراض السرطان تزامنت مع إرتفاع معدل إستهلاك السكر الأبيض ، ويعتبر تناول الأطعمة التي تعزز توازن نسبة السكر في الدم غير السكر الأبيض مفيد جداً لمرض السرطان وغيرهم من الناس أيضاً ، لذلك يجب تجنّب السكر الأبيض قدر المستطاع خاصة في المشروبات كالشاي والقهوة والعصائر وكذلك المشروبات الغازية ، فعلبة واحدة منها من الحجم العادي تحتوي على 12 ملعقة صغيرة من السكر المكرر … ومن الأمراض الأخرى نتيجة عدم الإعتدال في تناول السكر الأبيض تثبيط المناعة حيث يؤثر في نقل فيتامين C الذي يشكل واحداً من أهم المواد الغذائية المعززة لجهاز المناعة ، كما يعطل قدرة كرات الدم البيضاء على القضاء على الجراثيم لمدة خمس ساعات ، ويحد من تكوين أجسام مضادة للبكتريا والبروتينات التي ترتبط بها والتي تعطل عمل الأجسام الغريبة الوافدة إلى الجسم ، وحب الشباب ، والإدمان على الأدوية والكافيين والكحول والطعام ، وإنهاك الغدة الكظرية ، والحساسية والقلق ، وإلتهاب المفاصل وهشاشة العظام والروماتيزم والآلام العضلية ، والربو ، والأكل بشراهة وإنتفاخ البطن وعسر الهضم والإمساك والقرحة وإلتهاب غشاء القولون وإلتهاب الزائدة الدودية ، والمياه الزرقاء بالعين ، ومشاكل سلوكية والإنهيار العصبي وعدم القدرة على التركيز والإضطربات المزاجية والمشاكل العاطفية والأمراض العقلية ، والأكزيما ، والتعب والأرق وإرتفاع ضغط الدم ، وخلل في الغدد الصماء ، والحصاة الصفراوية وحصى في الكلى ، ومشاكل هرمونية وإرتفاع معدل الأستروجين وخلل وظيفي في الكبد ، ومشاكل في الطمث .
وعند هضم السكر الأبيض في الجسم يلزم الحصول على العناصر الغذائية الحيوية والضرورية المفقودة خلال عملية التصنيع من خلايا الجسم مما يتسبب في هشاشة العظام ونخر الأسنان ، وعندما لا يكون في الجسم مخزون كافي من المعادن اللازمة لمعادلة السكر الأبيض تتجمّع ذرات السكر غير المهضومة على هيئة سموم تتركز في المخ والجهاز العصبي مؤدية إلى التسمم الكربوني الذي يسرّع من عمليّة موت الخلايا وتدهورها ، وينشأ نتيجة لذلك تدن في القدرات العقلية لدى كبار السن وزيادة في النشاط وعدم القدرة على التركيز لدى الأطفال ، ومع مرور الوقت تتركّز هذه السموم أيضاً في مجاري الدم فيصبح الدم لزجاً ويتعذّر وصوله إلى الأوعية الشعريّة الدقيقة ، كما تتكوّن الحصوات في الكلى والمرارة .
أما عن كمية السكر المطلوبة للجسم في اليوم ، فللأسف لا توجد إجابة مطلقة نظرا لتعدد السكريات التي يستهلكها الإنسان