كشف القائد العام لـ “قوات سوريا الديمقراطية”، مظلوم عبدي، أنها تخوض مفاوضات غير مباشرة مع تركيا، مؤكدا الاستعداد لحل المشاكل العالقة عبر التفاوض وبطرق سلمية “لكن بشروط”
ووجه عبدي، في كلمة ألقاها، اليوم الجمعة، خلال ملتقى العشائر السورية الذي نظمه “مجلس سوريا الديمقراطية” في ناحية عين عيسى، وجه رسالة إلى الحكومة التركية، التي أعلنت مرارا استعدادها لشن عملية واسعة ضد “قوات سوريا الديمقراطية” التي تمثل “وحدات حماية الشعب” الكردية هيكلها الأساس، وتعدها أنقرة تنظيما إرهابيا.
وأفاد عبدي بأن هناك مفاوضات غير مباشرة تخوضها “قوات سوريا الديمقراطية” عبر وسطاء مع تركيا، وأكد استعداد “قسد” للتفاوض “وحل المشاكل العالقة عبر المفاوضات وبطرق سلمية ولكن بشروط”.
وأوضح القائد العام لـ “قوات سوريا الديمقراطية” أنها جاهزة للنظر إلى مطالب الدولة التركية بشأن الحدود، ولكنه طلب منها في الوقت نفسه عدم التدخل في الشؤون السورية واحترام سيادة الدولة السورية.
وأردف عبدي قائلا: “إذا كانت الدولة التركية تريد الحل السياسي، يجب أن تعيد عفرين إلى أهلها، فمن دون عودة أهالي عفرين إلى منازلهم وعودة عفرين إلى طبيعتها لا يمكن أن نصل إلى حل”.
وتسيطر “قوات سوريا الديمقراطية” التي يمثل الأكراد ما لا يقل عن 80% من مقاتليها على أراض واسعة في شرق وشمال شرق سوريا، حيث تسعى القوى الكردية إلى إقامة نظام حكم ذاتي، الأمر الذي تعارضه بشد السلطات السورية، بل وتركيا التي تعد “وحدات حماية الشعب” حليفة لـ “حزب العمال الكردستاني” الذي تحاربه أنقرة على مدار أكثر من 30 عاما.
ومنذ إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يوم 19 ديسمبر الماضي، بدء انسحاب قوات بلاده من سوريا، خاضت الولايات المتحدة مفاوضات مكثفة مع تركيا لحماية “قوات سوريا الديمقراطية”، حليفة البنتاغون في الحرب على “داعش” بسوريا، ومنع التصعيد في المناطق الواقعة على الحدود التركية السورية والتي يسيطر عليها الأكراد.
وتتركز هذه المفاوضات، التي أجلت، حسبما قاله الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إطلاق تركيا حملتها العسكرية ضد “قسد” في شرق الفرات، تتركز على إقامة منطقة آمنة شمال سوريا، ما يتوقع أن يضمن الأمن التركي.
وتسيطر تركيا والقوات الموالية لها من تنظيم “الجيش السوري الحر” على مناطق واسعة بمحافظة حلب شمال سوريا، نتيجة عمليتي “درع الفرات”، التي نفذت في 24 أغسطس 2016 ضد “داعش”، و”غصن الزيتون” الجارية منذ 20 يناير من العام 2018 ضد “وحدات حماية الشعب” الكردية.
وأكد الرئيس التركي بصورة متكررة عزم بلاده على مواصلة أنشطتها العسكرية في سوريا، للقضاء على التهديدات النابعة منها للأمن التركي.