قال الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك، إن الحديث الذي يتم تداوله عن خطة السلام الأمريكية المنتظر طرحها والتي تطلق عليها تسمية “صفقة القرن”، “كله كلام صحف وتسريبات غير مؤكدة”.
وأشار حسني مبارك في لقاء مطول مع صحيفة “الأنباء” الكويتية، نشر يوم الأحد 19 مايو، إلى وجود مقدمات غير مطمئنة بشأن الخطة الأمريكية للسلام.
وأوضح أنه من بين المؤشرات السلبية، نقل السفارة الأمريكية للقدس وإعلان إسرائيل ضم الجولان واعتراف الولايات المتحدة بذلك، والتوسع المستمر في المستوطنات في الأراضي المحتلة.
وتابع الرئيس المصري الأسبق قائلا: “وثانيا.. نتنياهو أنا أعرفه جيدا.. وهو أيضا يعرفني ويعرف صراحتي معه جيدا.. هو لا يرغب في حل الدولتين.. هو لا يؤمن بمبدأ الأرض مقابل السلام.. هو يريد فصل غزة عن الضفة.. وكان قد تحدث معي في الموضوع نفسه لما زارني في أواخر 2010..”.
وأشار في حديثه إلى أن نتنياهو سأله “إن كان من الممكن للفلسطينيين في غزة أن يأخذوا جزءا من الشريط الحدودي في سيناء..”، فرد عليه مبارك: “إنسى.. ما تفتحش معايا الموضوع ده تاني.. حنحارب بعض تاني.. فقال لي لا خلاص وانتهى الحديث..”.
وشدد مبارك على أن العرب يجب أن يكونوا جاهزين للتحرك والرد على الطرح الأمريكي عندما تتضح معالمه بشكل رسمي.
إلى ذلك، سرد الرئيس المصري الأسبق وقائع تاريخية على علاقة بنتنياهو، حيث أفاد بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي تراجع في العام 1996 عن تنفيذ الاتفاقات التي وقعت مع إسحاق رابين، حيث قال نتنياهو إنه لا وجود لاتفاق سلام مقابل الأرض.
كما قال مبارك إن الرئيس كلينتون دعاه لاجتماع في واشنطن عام 1996 أو 1997، يضم مصر والملك حسين ونتنياهو، وأكد أنه رفض الحضور واعتذر لكلينتون وقال له إنه لا جدوى إذا لم يكن نتنياهو مستعدا للالتزام بالعودة لمسار التفاوض واستكمال الانسحاب من المناطق الفلسطينية المتفق عليها.
وأضاف الرئيس المصري الأسبق، أنه وبعد تولي إيهود باراك رئاسة الوزراء في إسرائيل، عقد كلينتون مباحثات في كامب ديفيد بينه وبين الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، لمحاولة كسر الجمود والوصول لحل نهائي.
وأفاد في السياق بأن “كلينتون اتصل بي من كامب ديفيد وقال إن ياسر عرفات يريد اتخاذ قرار في موضوع لكن يريد أن يستشيرك”.
وسرد مبارك الوقائع التي تلت لقاء كامب ديفيد، حيث صرح بأن “عرفات اتصل بي من كامب ديفيد وقال لي إنهم يضغطون عليه ليتنازل عن القدس.. فقلت له لا يمكن.. مستحيل أن يقبل أحد التنازل عن القدس..”.
وأشار أيضا إلى أنه قال لكلينتون “بكل وضوح مفيش زعيم عربي يقدر يتنازل عن القدس..”