– سر تعلمى الغناء هو الابتهال والمديح والانشاد
– لدينا مؤسسة ثروت للايتام ومساعدات للحالات الحرجه وكبار السن
– ابتعدت لاحافظ على تاريخى الفنى
– أقوم بإحياء حفلات الليلة المحمدية فى الأوبرا واهديها للتليفزيون
من منا لم تلمع عيناه بالدموع عندما كان يغني لمصر الحبيبة ، من منا لم يقشعر بدنه وهويسمع صوته الحنون … هو فنان مصري أصيل عرف بجمال الصوت ورقة الإحساس وإتقان الأداء … هو نجم صاحب خلق رفيع لم ينجرف إلى الإسفاف وتمسك بالطرب في وقت ظهر فيه العجب العجاب … غنى للوطن وللدين وللحب وللاطفال … خفيف الظل وسيم الوجه … هو النجم الفنان صاحب الصوت الجميل والمبادئ الراسخة المطرب الكبير محمد ثروت .
وإلى نص الحوار :
س : شاركت فى ليالى التليفزيون وحفلات أضواء المدينة ، هل ذوق الجمهور اختلف ؟
ج : هناك أشياء كثيرة تغيرت … إتحاد الإذاعة والتليفزيون لم يعد كما كان ، ففى الماضى كان هناك ثوابت ، الليالى المحمدية بدأت سنة 1983 وكانت الفرقه الموسيقية وهى الفرقة الماسية هى فرقة الإذاعة بقيادة أحمد فؤاد حسن ، وكانت أضواء المدينة والحفلات القومية والإنتاج الاذاعى وهى عبارة عن أغنية تربينا عليها كلنا … كانت الكلمات تذهب للإذاعة وتدخل لجنة النصوص ثم يختار الموظف المسئول اللحن والكلمات والمطرب ، وكان وقتها الإنتاج الخاص غير مسيطر على الساحة إلى أن تقلص الدور فى العشر سنوات الأخيرة وأصبح دور الإذاعة محدود ، وكان هناك لجنة قراء القرآن الكريم ، هذه اللجنة عبارة عن فلتر للمتقدم فإذا تمت إجازته يصبح مطرب فى الإذاعة والتليفزيون ، ولم تعد هذه اللجان موجودة الآن وكذلك لا يوجد انتاج اذاعى ولا حفلات أضواء مدينة وأقوم بإحياء حفلات الليلة المحمدية فى الأوبرا واهديها للتليفزيون .
س : ما سر ارتباطك بالاغانى الدينية ؟
ج : سر تعلمى الغناء هو الابتهال والمديح والإنشاد منذ كان عمرى 6 سنوات ، وما زلت أقوم بإحياء ليلة رأس السنة الهجرية والليلة المحمدية لعدم قدرة التليفزيون والإذاعة على الإنتاج .
س : هل كان لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب دور فى حياتك ؟ ومن مكتشف محمد ثروت ؟
ج : مكتشف محمد ثروت هو الموسيقار محمد سلطان لأنه قدمنى وأنا فى أولى كلية الهندسة ثم احترفت ، ولكن الموسيقار محمد عبد الوهاب اختارنى من وسط جيلى ولحن لى ضمن المجموعة الأرض الطيبة ، ثم انفردت بعد أغنية بلدى ومصريتنا حماها الله ثم نور الحب وعاشق بلدنا ثم يا حياتى … علاقتى بمحمد عبد الوهاب قوية وقد حضر زفافى وهذا انفراد لى ، وكان لا يعقل أن يختار عبد الوهاب بتاريخه الكبير وبعد عمله مع عبد الحليم حافظ أحد من الشباب مثلى .
س : هل أنت راضى عن مستوى الأغنية حاليا ؟
ج : مع استنكارى لهذه الألوان الغنائية لكنها يسعى اليها مريدين … ففى الأفراح نلاحظ تعلق الناس بهذه الأغانى الهابطة .
س : ما هو دورك لمكافحة هذا المستوى المتدنى من الأغانى ؟
ج : وماذا أفعل … مثلي كمثل الصحفى الشريف وسط الصحافة الصفراء … أذواق الناس اختلفت تريد سماع الأغانى الصاخبة للرقص والتمايل معها .
س : قدمت أكثر من تجربة فى التمثيل … لماذ توقفت عنها ؟
ج : قدمت أكثر من تجربة مثل الكهف والوهم والحب وغنيت فيه للابنودى أكتب جواب لحبيبى واقوله ، ياما كان ، أقولك يا ليالى ، صفر قطر المحطة ، على مهلى بحبك على مهلى ، قول للهوا … أما تانى مسلسل كان قصه سيدنا يوسف فى سلسله الغفران كتبها الأستاذ ثروت أباظة وكان دورى مؤثر وعمل لى شعبية كبيرة فى الشارع وكان به حشد كبير من النجوم مثل مصطفى فهمى ، سوسن بدر ، تحية كاريكا ، زيزى البدراوى ، حمدى غيث ، حمدى الوزير ، وهناك مسلسلات هى وغيرها مع صابرين وهى حلقات منفصلة قصه أنيس منصور وهنا إكتمال الدراما بالدوتهات والأغاني ، وهناك مسلسل كوميدي وهو الطاووس وكان معى انوشكا وسماح أنور وصلاح ذو الفقار ومحمد عوض وليلى طاهر ، ثم مسلسل أبواب الأمل وكان يدور حول القروض البنكية ورجال الأعمال ، ثم مسلسل تدابير الدنيا مع إبراهيم الشقنقيرى وكان حلقات منفصلة كوميدي … وقد قمت بتمثيل مسرحيتين منها عجايب إخراج محمد فاضل وإنتاج أحمد فؤاد نجم ثم أعدت مره أخرى أوبريت الباروكه لسيد درويش ، وقد افادنى كثيرا فقد جعله يتعرف على الحانى وهو اوبريت غير مشهور مثل العشره الطيبة ولم يصور .
س : ما سبب ابتعادك عن الإعلام ؟
ج : لست ببعيد ولكنى أحافظ على صورتى بين الناس ، وهناك الكثير احترموا انفسهم وفنهم مثل هند رستم وليلى مراد ، وهؤلاء الناس يحسبوا خطواتهم حتى تظل صورتهم المضيئة .
س : حضرتك لك باع كبير فى العمل الخيرى … كلمنا عنه ؟
ج : بدات رسميا فى هذا العمل من سنة 1992 … كان هناك مؤسسة ثروت للأيتام بطنطا ولها أفرع فى قرى طنطا وفرع فى مدينة راس البر ، وهناك مزرعة ثروت للأيتام بسيناء على ترعة السلام ، وهناك أنشطة أخرى فنية وتعليمية ولدينا سيارة لنقل الموتى بالمجان ، ومساعدات للحالات الحرجة وكبار السن ، وأنا ارعى ذلك مع اسرتى بالإضافة إلى التبرعات التي تأتى للمؤسسة .
س : كيف استفدت من دراستك فى مجال الهندسة ، وهل اهتمامك الأكبر للفن أم الهندسة ؟
ج : الهندسة فى جميع مراحل حياتنا ، فالزراعة والصناعة والطب هندسة ، والشارع والحارة هندسة … وقد افادتنى فعندما أتخذ قرار يكون قرار منتج وسلبياته قليلة ، وما زلت أعمل فى مجال الهندسة ، فلدى مشروعات فى مدينة العاشر من رمضان ومصنع للأدوات المنزلية يتعامل مع القطاع العام منذ 35 سنة ، وهذه الأنشطة هى ما جعلتنى احمى المطرب محمد ثروت من أى تنازل يغضب منى جمهورى .
س : لماذا كان اختيارك دائما للاغانى الوطنية والحفلات الرسمية، ولماذا ابتعدت عن ذلك الآن ؟
ج : انا لم أختار ولكنى أعمل ما يشعر به قلبى وما زلت أحترم اغنيتى الوطنية واغنيتى للطفل والعاطفية والدينية لأنها صادرة بإخلاص ، مازلنا نسمع مصريتنا ومصر يا أول نور فى الدنيا متأثرين بها …
س : هل أنت راضى عن مشوارك الفنى أم ما زلت لديك الكثير لتقدمه ؟
ج : العاقل والمتصالح مع نفسه لن يكون راضيا أبدا عن مشواره لأنه لو رضى تكون بدايه النهاية .
س : ما سر شبابك الدائم ؟
ج : قلبى صافى لا يضمر الشر لأحد ، ودائما أحب أساعد الناس وأحاول اسعادهم مما يولد القبول لديهم .
س : كيف نعود لزمن الفن الجميل ؟
ج : لا نكون منساقين وراء شكل ونمط معين لأنه يدر أموال ولابد أن نحترم الفن الأصيل ونحترم المواهب الشابة فى مجتمعنا والكفاءات ونمد لها يد المساعدة ونحافظ على تراثنا الذي يتم اغتياله ونعتنى بثقافتنا المتمثلة فى كل شىء نفعله مثل الأكل والشرب والأغاني والأفراح والأحزان والمناسبات … كل ذلك يدل على الثقافة ، فمثلا فى قرى طنطا كنت أسمع فى الأغانى حواديت جدتى والعبارات التقليدية التراثية المستمرة علمت الطفل العيب والحرام لذلك قمت بعمل أغنية بسم الله احلى كلام اتعلمناه وهى تدرس فى المدارس منذ فترة .
س : ماذا تحب أن تضيف ؟
ج : أتمنى من الله أن يهدى نفوسنا ويبصرنا أن الدنيا لا تستحق كل هذا الصراع ولا هذه السلوكيات الغير سويه فهى معبر وممر يجب أن نتغلب على النوازع الإنسانية التي بداخل الإنسان ونمر من هذا الممر مرور الكرام .