أفاد تقرير أعده “معهد البحر الأبيض المتوسط للتنوع البيولوجي والبيئة” بفرنسا بأن ارتفاع درجات الحرارة الاستثنائي في منطقة حوض البحر المتوسط يهدد 500 مليون نسمة.
وقال مدير المعهد، فولفغانغ كرامر، إن هذه المنطقة بالذات تعتبر حاليا الأكثر تضررا بالتغير المناخي مقارنة بأجزاء أخرى من الكوكب، مضيفا أن أعدادا معتبرة من ساكني منطقة المتوسط مهددون لأنهم “يعيشون بالقرب من البحر، كما أنهم فقراء ولديهم خيارات قليلة لحماية أنفسهم أو الابتعاد”.
ويشير التقرير الجديد، الذي ستقدم نتائجه خلال اجتماع الاتحاد من أجل المتوسط في برشلونة، إلى أن الزيادة في درجات الحرارة في منطقة البحر المتوسط قد وصلت بالفعل إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي، ما يعني أن تأثير التغير المناخي في هذه المنطقة أسرع بنسبة 20 بالمئة من المعدل العالمي.
وبحسب التقرير، فإن ما سيحدث لاحقا في حال لم يتم اتخاذ تدابير إضافية لخفض غازات الدفيئة، سيكون أسوأ بكثير، إذ ستكون الزيادة في درجات الحرارة بحلول عام 2040 حوالي 2.2 درجة مئوية، وقد تصل إلى 3.8 درجة مئوية في بعض أنحاء حوض المتوسط بحلول عام 2100، وخلال عقدين فقط سيعاني 250 مليون شخص شح المياه بسبب الجفاف.
وعلى الرغم من نتائج التقرير المنذرة بالخطر، يؤكد كرامر أن الهدف من الدراسة “توفير معلومات متوازنة للسياسيين ومستشاريهم حول مخاطر حوض البحر المتوسط بأكمله”، مشيرا إلى أن الشمال (أوروبا) يحتاج إلى مساعدة الجنوب على التكيف، لضمان الاستقرار في اقتصادات الدول الجنوبية.