ذكرت الإدارة الأمريكية أن قائد “قوات سوريا الديمقراطية”، مظلوم عبدي، أبلغ واشنطن بانسحاب كل المقاتلين الأكراد من المنطقة المحددة شمال شرق سوريا بموجب الاتفاق الأمريكي التركي
وقال مسؤول من إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في تصريح صحفي لبعض وسائل الإعلام، مساء الثلاثاء، إن عبدي أكد للولايات المتحدة أن “قوات سوريا الديمقراطية”، التي تشكل “وحدات حماية الشعب” الكردية عمودها الفقري، نفذت كل التزاماتها في إطار الاتفاق بين واشنطن وأنقرة حول وقف إطلاق النار شمال شرق الأراضي السورية.
وشدد المسؤول على أن الولايات المتحدة ستعتبر كل الإجراءات التي ستتخذها تركيا على الأرض ضد المقاتلين الأكراد في المنطقة، بعد انتهاء المهلة الممتدة لـ 120 ساعة لانسحابهم من الأراضي المحددة، خرقا للاتفاق بين الطرفين، مما سيسفر عن فرض عقوبات لا مفر منها على الجانب التركي.
وأشار المسؤول إلى أن الولايات المتحدة وتركيا متفقتان على أن انسحاب المسلحين قد تم بالفعل، لافتا إلى أن حكومة بلاده تعمل مع السلطات التركية على تحويل نظام تعليق الأعمال القتالية إلى هدنة مستدامة على أساس الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين الطرفين في الأسابيع الماضية.
لكنه بين مع ذلك أن “من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت تنوي تركيا مواصلة عمليتها العسكرية ضد المسلحين الأكراد، مضيفا: “بشكل خاص، نشعر بقلق من قضية مدينة كوباني (عين العرب)”.
وفي هذا السياق شدد المتحدث على أن الولايات المتحدة تتابع عن كثب سير المحادثات بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان، التي تركز على الأزمة السورية.
ولفت المسؤول إلى أن الإدارة الأمريكية تراجع كل الخيارات بشأن موضوع انتشار قواتها العسكرية شمال شرق سوريا، كما أشار إلى أن قائد “قوات سوريا الديمقراطية” أكد للولايات المتحدة رغبته في مواصلة التعاون مع الولايات المتحدة في إطار محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي.
وأطلقت تركيا يوم 9 أكتوبر، وسط معارضة وانتقادات واسعة من قبل السلطات السورية وحكومات كثير من الدول العربية والغربية، عملية عسكرية باسم “نبع السلام” شمال شرق سوريا “لتطهير هذه الأراضي من الإرهابيين” في إشارة إلى “وحدات حماية الشعب” الكردية، التي تعتبرها أنقرة ذراعا لـ “حزب العمال الكردستاني” وتنشط ضمن “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة من واشنطن في إطار حملة محاربة “داعش”.
وفي 17 أكتوبر، توصلت تركيا والولايات المتحدة، حليفة المسلحين الأكراد في إطار محاربة تنظيم “داعش”، إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار شمال شرق سوريا، ينص على انسحاب الوحدات الكردية من منطقة عمقها نحو 30 كيلومترا إلى الجنوب في غضون 120 ساعة.