نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تفاصيل جديدة عن إصابة زعيم تنظيم داعش، أبوبكر البغدادي، الذي سبق أن كشفت الصحيفة قبل أيام استنادا إلى معلومات حصلت عليها أنه تعرض لإصابة بليغة جراء غارة جوية شنتها طائرات التحالف في مارس الماضي.
الجديد الذي أوردته الصحيفة في عددها الأخير يتعلق بطبيعة إصابة “خليفة” داعش، حيث كشفت أن هناك معلومات تفيد بتعرض عموده الفقري لتلف نتيجة الإصابة، الأمر الذي جعله “مقعدا” تحت رعاية طبيبين أحدهما جراح، والآخر امرأة متخصصة في الأشعة، التحقا به في مخبئه داخل إحدى المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في مدينة الموصل العراقية.
ونقلت “الغارديان” عن ثلاثة مصادر قريبة من التنظيم تأكيدات مفادها أن طبيعة إصابة البغدادي قد تعني أنه “لن يقوى على قيادة التنظيم مجددا”.
وبحسب الصحيفة فإن من يقود داعش حاليا هو أبوعلاء العفري القيادي “المخضرم” في داعش، الذي سبق أن عين نائبا لزعيم التنظيم عندما قتل سلفه أبو مسلم التركماني في غارة جوية للتحالف في ديسمبر من العام المنصرم.
امرأة.. طبيبة خليفة داعش
قالت مصادر في الموصل لـ”الغارديان” إن “خبير الأشعة الذي يراقب حالة البغدادي ما هو إلا امرأة تعمل في مستشفى الموصل، يساعدها جراح، وهما يعتبران إلى جانب عائلتيهما من أشد أنصار التنظيم عقائديا”.
ومما تم تسريبه أيضا أن زمرة قليلة فقط من قادة داعش يعتقد أنهم على علم بطبيعة حالة البغدادي بعد تعرضه للإصابة، فضلا عن مكان مخبئه، فقلة قليلة جدا هم من يسمح لهم بزيارته.
لكن على الرغم من هذا التكتم الشديد، بلغ بعض من تفاصيل حالة “الخليفة” إلى مسامع الصف الثاني من قيادات التنظيم، ما أشعل الرغبة في الثأر له من أقوى ضربة يتعرض لها التنظيم منذ سيطرته على أجزاء واسعة من العراق. ومما ورد إلى “الغارديان” أن عناصر داعش “المفجوعين” في زعيمهم بدأوا بالتخطيط لقتال الغرب انتقاما له.
نائب البغدادي.. الزعيم الجديد
ما عرف عن القائد الجديد لداعش أبو علاء العفري أنه أستاذ في الفيزياء وعضو قديم في التنظيم، وقد وصف بأنه خليفة زعيم داعش السابق أبوعمر البغدادي الذي قتل في غارة شنتها طائرات أميركية قرب مدينة تكريت العراقية في أبريل من العام 2010.
وقال هشام الهاشمي، المستشار لدى الحكومة العراقية في قضايا داعش، إن “العفري يحظى بثقة عناصر التنظيم، ويُعرف بذكائه وبقدراته القيادية والإدارية”. وأضاف أنه “في حال مات البغدادي سوف يكون العفري خليفة التنظيم الجديد”.
يذكر أن “الغارديان” سبق أن حصلت على تأكيدات منفصلة من دبلوماسي غربي ومستشار عراقي مفادها أن الغارة التي أصيب على إثرها أبوبكر البغدادي شنت بالفعل في 18 من مارس الماضي في منطقة البعاج في نينوى القريبة من الحدود مع سوريا.
وقال دبلوماسي غربي إن “الغارة الجوية شنت على قافلة من ثلاث سيارات بين قريتي أم الروس والكرعان، وكانت تستهدف قادة محليين من داعش يعتقد أنها قتلت ثلاثة عناصر منهم”. وأضاف أن المسؤولين في قوات التحالف “لم يكونوا وقتها على علم بأن البغدادي كان على متن إحدى تلك السيارات”.
في المقابل، أعلن ستيفن وارن، المتحدث باسم البنتاغون، أنه “لا يعتقد أن زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي قد أصيب في غارة جوية لقوات التحالف، كما نقلت بعض وسائل الإعلام”.
وقال إن هذه المعلومات “سبق أن انتشرت” في منتصف مارس، واعتبرت وزارة الدفاع يومها أن “لا شيء يشير إلى أن البغدادي قد أصيب أو قتل”.