قال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، إنّ المقاتلين السوريين الذين دفعت بهم أنقرة إلى ليبيا يواجهون الموت، مشيرا إلى وجود حالة تمرد غير مسبوقة في صفوفهم، بعد أن شعروا أنه قد تم التخلي عنهم.
وأضاف أن المقاتلين السوريين باتوا يشعرون اليوم بأنه قد تمّ توريطهم من قبل أردوغان في مستنقع الحرب بليبيا التي لا ناقة لهم فيها ولاجمل.
تمرد واستياء
وأوضح: ”كانت لدينا توقعات بأن تكون هناك حالات تمرد واستياء من جانب هؤلاء السوريين الذين تم الزج بهم في الحرب في ليبيا من قبل قادتهم الموالين لتركيا مثل فيلق الشام الإسلامي الذي يعتبر الجناح العسكري لجماعة الإخوان المسلمين والقادة الذين يعملون مع المخابرات التركية.
وأشار الى أنه ”عندما تم الزج بهؤلاء في ليبيا قالوا لهم إنهم سوف يقاتلون عملاء إيران وروسيا وسوف يدافعون عن الشعب الليبي الذي جاء لنصرة الشعب السوري سابقا، لكن ما نشهده اليوم هو تزايد أعداد القتلى في صفوف هؤلاء المقاتلين، حيث قتل منهم حوالي 165 مسلحا خلال المعارك في ليبيا، فيما بعض هؤلاء قتل على يد مجموعات سلفية موالية لحكومة الوفاق، وفق قوله.
وبين عبد الرحمن أن هؤلاء المقاتلين يجدون أنفسهم في مناطق لا علاقة لهم بها، ويتعرضون للقتل في المعارك ويخشون من الجيش الوطني الليبي والأهالي الموالين له.
وتابع: هناك حالة استياء كبيرة في صفوف ”المرتزقة“ خاصة بعد أن بدأت تنكشف حقيقة الوعود التركية الزائفة، وهناك أيضا البعض من بين هؤلاء المقاتلين يرغبون بالعودة إلى سوريا أحياء ولا يرغبون أن يعودوا قتلى في التوابيت، كما أن غالبية الجثث تدفن في عفرين السورية وليس في مناطقهم.
حقيقة تفشّي كورونا
وفي رده على سؤال حول حقيقة الوضع في سوريا واحتمالات انتشار فيروس كورونا، قال عبد الرحمن إنّ ”النظام لا يقول الحقيقة في إحصائياته ومسؤولي النظام يتحدثون عن 19 مصابا بفيروس كورونا، بينما هناك 325 حالة دخلت الحجر الصحي في مستشفيات طرطوس واللاذقية ودمشق وحمص وحماة وحلب وهناك 30 حالة لمواطنين سوريين تأكدت إصاباتهم بالفيروس في مناطق نفوذ النظام وكذلك هناك 34 مصابا من ميليشيات الحرس الثوري الإيراني و19 من الميليشيات العراقية، وقد جرى نقل بعضهم إلى بلدانهم، وفق قوله.
وأشار إلى أنّ المرصد السوري لحقوق الإنسان يؤكد من جديد أن عدد الحالات المصابة في سوريا وصل إلى أكثر من 30 إصابة مؤكدة في كل من دمشق وحلب واللاذقية وطرطوس وحمص وحماة ودرعا، وهناك 123 شخصا كانوا في الحجر الصحي وأظهرت نتائج تحاليلهم سلبية الإصابة، وبالتالي جرى إخراجهم.
وقال إن مصادر طبية أبلغت ”المرصد السوري“ أنه خلال شهر كانون الثاني/ يناير، وبداية فبراير/شباط وصلت إلى المستشفيات ضمن مناطق نفوذ النظام السوري، حالات كثيرة تعاني من التهاب حاد بالجهاز التنفسي السفلي أو التهاب رئوي حاد، توفي منهم 8 مواطنين، إلا أن الأطباء حينها لم يتمكنوا من تشخيص الحالات بفيروس كورونا من عدمه.
وأضاف: ”أما مناطق سيطرة الفصائل شمال غرب سوريا، فتشهد نقصا حادا في التجهيزات الطبية وإجراءات الوقاية من انتشار وباء ”كورونا“، من حيث عدد الأسرة في المستشفيات والنقاط الطبية، إذ تحوي جميع تلك المستشفيات 201 سرير مخصصة للعناية المشددة، و95 منفسة للبالغين، بينما يبلغ عدد الأسرة بالمستشفيات 3065 سريرا، في حين أن جميع تلك المعدات مشغلة بنسبة 100% للأمراض مختلفة، أي أنّ حصة كل 1592 مواطنا سرير واحد فقط، حيث لا مكان لأي إصابة جديدة وهو ما يشكل كارثة حقيقية حال انتشار الوباء، بحسب تأكيده.
وبخصوص فرضية أن توقف كورونا الحرب في سوريا، قال عبد الرحمن إنّ ”المناطق التي كانت تشهد عمليات عسكرية يسودها هدوء بموجب اتفاق روسي – تركي جرى في الخامس من آذار الماضي، لكن أن ينهي الفيروس الحرب فلا نتوقع ذلك، فالفيروس مآله للزوال بشكل أو بآخر في نهاية المطاف، لكن لا أحد يعول على اتفاقات بوتين – أردوغان، فهي تثبت فشلها في كل مرة، وفق قوله.
وأضاف: ”نحن نأمل أن تتوقف الحرب السورية و يعود النازحون واللاجئون إلى مناطقهم وأن ينعم المواطن السوري بدولة الديمقراطية والعدالة والمساواة“، وفق تعبيره.
كارثة إنسانية
وأوضح رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الوضع في سوريا وخصوصا في حلب وإدلب بشكل عام يتسم بهدوء حذر في منطقة ”بوتين -أردوغان“ كما أن القصف الجوي متوقف منذ بدء وقف إطلاق النار في الخامس من شهر آذار الماضي، لكن في الوقت ذاته هناك خروقات يومية للاتفاق تتمثل بقصف واستهدافات واشتباكات، وتتركز تلك الخروقات بشكل رئيس في جبل الزاوية ومحاور شرق مدينة سراقب بالإضافة لمناطق بريفي حلب الغربي وإدلب الجنوبي.
وأكد عبد الرحمن أن إدلب تشهد كارثة إنسانية إثر العملية العسكرية التي توقفت بموجب اتفاق روسي – تركي، إذ يتواجد فيها مئات الآلاف من النازحين يعيشون في المخيمات المنتشرة بالقرب من الحدود مع لواء إسكندرون، ما يجعل مصير أكبر تجمع سكاني في خطر كبير حال انتشار الوباء بينهم، وفي ظل الخدمات الطبية السيئة ستكون الفرق الطبية عاجزة عن تقديم ما يلزم.
وأوضح أن الإجراءات اقتصرت على بعض ندوات التوعية وتدريب مسعفين، ولا تزال الإجراءات ضعيفة مع وجود مئات الآلاف من النازحين في المخيمات، التي تتعايش بطريقة جماعية وتتشارك في استخدام الحمامات ومياه الشرب وغيرها من الخدمات وغياب دور التوعية الصحية التي غيبت ثقافة الوقاية الذاتية من انتشار الوباء.