رأت مجلة “نيوزويك” الأمريكية أن الرئيس دونالد ترامب قد يواجه تهما جنائية بسبب طريقة تعامله الخاطئة مع تفشي وباء كورونا، ما أدى إلى إصابة عدد كبير من الأمريكيين بالفيروس المستجد ووفاة الآلاف منهم.
وأشارت المجلة في تقرير نشرته أمس الجمعة إلى أنه بحلول منتصف الشهر الجاري بلغت نسبة المصابين بالفيروس في الولايات المتحدة حوالي 30% من إجمالي عدد الإصابات في العالم، و19% من إجمالي عدد الوفيات، رغم أن سكانها البالغ عددهم نحو 330 مليون نسمة يشكلون نحو 4.2% من إجمالي سكان العالم، لافتة إلى أن تفشي الوباء في 12 دولة أخرى بدأ بالتباطؤ، في حين بدأت الصين تعود تدريجيا لحياتها العادية.
وأعربت المجلة عن اعتقادها بأن الولايات المتحدة كانت ستعاني من إصابات ووفيات أقل بكثير وبأضرار اقتصادية أخف لو أن الإدارة الأمريكية كانت أفضل استعدادا لمواجهة الوباء، معتبرة أن “على تلك الإدارة أن تخجل من أداء كوريا الجنوبية”.
وأوضح التقرير أنه في الوقت الذي أرسلت فيه الصين مساعدات لأكثر من 50 دولة لمواجهة الوباء، كانت الولايات المتحدة تعاني وتطلب مساعدات من الدول الأخرى على الرغم من “تبجح ترامب عدة مرات بأن البلاد لديها المعدات الكافية”، على حد تعبير المجلة.
ولفتت إلى أن ترامب تجاهل تحذيرات كثيرة في السابق بأن عزمه تقليص النفقات الطبية والصحية من شأنه أن يؤثر بشكل كبير على قدرة السلطات في التعامل مع الأوبئة، مشيرة إلى قراره بخفض المخصصات المالية لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية ومركز مكافحة الأمراض وصندوق الطوارئ الفيدرالي في ميزانية عام 2019.
وقال التقرير إن ترامب لم يتعلم درسا من سلفه الرئيس السابق باراك أوباما في تنسيق الجهود الدولية ونجاحها في مكافحة وباء “إبولا”، مضيفة أن أوباما أرسل أكثر من 10 آلاف عامل صحي لدول غرب إفريقيا لتقديم المساعدة للمستشفيات والمراكز الطبية وتدريب العاملين في المراكز الصحية، ما أدى إلى خفض حالات الإصابة بنحو 80%.
وسخرت المجلة من تصريحات وتغريدات ترامب المتكررة بأن معدل الوفيات جراء الإصابة بفيروس كورونا سينخفض خلال يومين وسيصل إلى “صفر” ثم يختفي تماما، وأن “الولايات المتحدة باتت على وشك إنتاج لقاح مضاد”، في الوقت الذي أكد فيه مدير الخدمات الطبية في البيت الأبيض أن التوصل لهذا اللقاح قد يستغرق عاما ونصف العام.
وقالت في تقريرها: “تصريحات ترامب الخاطئة واستخفافه بالوباء كانت السبب في عدم اتخاذ الأمريكيين الحيطة والحذر بشكل كاف، ما تسبب بمزيد من الإصابات والوفيات”.
وأضافت: “وفقا للقانون الأمريكي فإن الجرائم الناجمة عن الإهمال تشمل القتل غير المتعمد بسبب الإهمال ومعرفة الشخص بأن أعماله تشكل خطرا على حياة الناس.. كما أن التصرفات والأعمال غير المسؤولة أو الفشل في تنفيذ الواجب يمكن أن تشكل جريمة”.
وتابعت: “السؤال الآن هو عما إذا كانت أعمال ترامب غير المسؤولة وتقاعسه وتصرفاته غير الأخلاقية تصب في هذا الاتجاه.. للحصول على الإجابة علينا أن نسأل عائلات أكثر من 28 ألف أمريكي توفوا جراء الإصابة بفيروس كورونا وهؤلاء الذين سيقضي عليهم الفيروس”.