انقشع غبار المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، عن وجه جديد للإعلام التركي الرسمي الذي بات حريصًا على إبراز تبعيته للحكومة أكثر من أي وقت مضى.
وقد شكلت وكالة الأناضول التركية الرسمية رأس “الحربة” في التوجه الجديد، الذي يعتمد على مهاجمة أي وسيلة إعلامية تناولت الأحداث في تركيا بشكل مغاير لما تريده الحكومة، أو نقلت وجهة مغايرة لخطاب أردوغان.
ومع مرور الوقت توسعت الأناضول في هذا التوجه لتصبح متفرغة في الآونة الأخيرة للرد على المغردين السعوديين على موقع تويتر ومهاجمة حتى أفراد لمجرد تعبيرهم عن آراء مغايرة للسياسات التركية.
آخر فصول التوجه الجديد تقرير مطول نشرته الأناضول للرد على مغردين سعوديين طالبوا بضرورة استرداد أجزاء من الحجر الأسود استولى عليها العثمانيون ونقلوها إلى تركيا.
غير أن أهم ما تضمنه تقرير الوكالة هو الإقرار باستيلاء العثمانيين فعلا على تلك الأجزاء من الحجر الأسود.
وقالت الوكالة في ردها المطول إن “المعلومات عن وجود قطع من الحجر الأسود في إسطنبول صحيحة لا شك، حيث أن المعماري العثماني الشهير “سنان” (القرن السادس عشر الميلادي) قام بتثبيت أربعة أجزاء منها في جامع “صوقوللو محمد باشا” في إسطنبول، أما القطعة الخامسة، فهي لا تزال مثبتة في ضريح السلطان سليمان القانوني، بينما توجد القطعة السادسة في مسجد “أسكي” في مدينة “إديرنا”، أقصى الشمال الأوربي لتركيا”.
وخوفا على ما يبدو من استفزاز مشاعر المسلمين بهذا الإقرار حاولت الوكالة التخفيف منه بزعم أن الاستيلاء على القطع كان “لغرض تبرّك أو تشريف مقام ونحو ذلك”.
يذكر أن سياسة السيطرة الإعلامية التي نفّذها أردوغان عقب الانقلاب الفاشل جاءت بنتائج عكسية فقد كشفت وكالة بلومبيرغ في وقت سابق أن الشعب التركي فقد الثقة في أجهزة الإعلام المملوكة معظمها للحكومة وأقارب الرئيس التركي.
وأضافت “بلومبيرغ” أن اعتقال وإبعاد الغالبية العظمى من الإعلاميين المستقلين، جعل الصحافة والتلفزيونات نسخاً مكررة بالعناوين ذاتها تقريباً، فكان طبيعياً للشباب الأتراك أن يتوجهوا الى اليوتيوب بحثاً عن الحقائق غير المسموح نشرها في صحافة بلد موصوف بأنه” أكبر سجن للإعلاميين في العالم” كما قالت.