تستعد الإدارة الذاتية الكردية، شمال شرق سوريا، بإمكاناتها المتواضعة، للبدء بمحاكمة معتقلي تنظيم داعش الأجانب المحتجزين في سجون تديرها هناك، بعد أن أخفقت مناشداتها للدول والحكومات باستعادة مواطنيها الذين انضموا إلى التنظيم، واعتقلوا على يد قوات سوريا الديمقراطية خلال معارك دحر التنظيم الذي أعلن عن القضاء عليه في سوريا نهاية آذار/ مارس العام الماضي.
وتشير التقديرات إلى أن الإدارة الذاتية، وجناحها العسكري قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من واشنطن، تحتجز نحو 12 ألف جهادي كانوا قد تورطوا في القتال ضمن صفوف داعش، بينهم نحو ألفي مقاتل متطرف من جنسيات أجنبية تشمل نحو 50 دولة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير، اليوم الاثنين، بأن ”الإدارة الذاتية بصدد البدء بمحاكمة المعتقلين الأجانب من عناصر تنظيم داعش بعد استكمالها بناء المحكمة الدولية في القامشلي، أقصى شمال شرق سوريا، وتجهيز كوادر مختصة من محامين وقضاة“.
وأوضح المرصد أن ”الإدارة الذاتية استكملت هذه الإجراءات وهي تنتظر الموافقة الدولية للبدء بالمحاكمات“، مشيرا إلى أن ”بناء وتجهيز هذه المحكمة جاء بإيعاز من التحالف الدولي لمحاربة داعش“، الذي تقوده واشنطن.
وإلى جانب الاستعداد لمحاكمة معتقلي داعش من الأجانب، فإن الإدارة الذاتية تواصل محاكمة معتقلي داعش من السوريين، ضمن محاكم أخرى، وبإشراف من ممثلين عن دول التحالف ووفود دولية، تطلع على سير المحاكم وتقدم تقارير بشأنها.
وتشرف قوات ”سوريا الديمقراطية“، إضافة إلى السجون، على مخيمات مكتظة في شمال شرق سوريا تضم أفرادا من عائلات عناصر داعش من النساء والأطفال، أبرزها مخيم الهول جنوب شرق الحسكة، الذي يضم نحو 65 ألف شخص من نازحين ولاجئين وأفراد عائلات داعش.
وتشكو الإدارة الذاتية الفتية من أن إمكانياتها المادية الشحيحة لا تتيح لها التحكم بهذه السجون والمعتقلات والمخيمات المكتظة، التي تصفها بـ“القنبلة الموقوتة“، مطالبة المجتمع الدولي بمزيد من المساعدات، والعمل على استعادة الدول لرعاياها ممن انضموا إلى صفوف داعش وأفراد عائلاتهم.
وكانت وزارة الخارجية الألمانية حذرت، الأحد، من أن مخيم الهول في شمال شرق سوريا تحول إلى ”مدرسة للإرهاب، ومرتع لمتطرفي داعش“، مشيرة إلى أن ”نساء التنظيم في المخيم يحضرن الأطفال ليصبحوا ”الجيل القادم“ لداعش“.
وترى واشنطن أن أفضل حل لمشكلة المقاتلين الأجانب وعائلاتهم المحتجزين لدى قوات ”سوريا الديمقراطية“ هو تسليمهم إلى دولهم، إذ أكد أكثر من مسؤول أمريكي، كان آخرهم الجنرال كينيث ماكينزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية، أن واشنطن تعمل مع الحلفاء لتحقيق هذا الغرض وإعادة المحتجزين إلى دولهم.