رأت مجلة ”مودرن بوليسي“ الأوروبية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسعى لأن يكون سلطان تركيا والمسلمين في العالم، وأنه بات يشكل خطرا كبيرا على حلف شمال الأطلسي بممارساته الدكتاتورية؛ ما يجب أن يدفع ”الناتو“ إلى طرده من عضوية الحلف.
ولفتت المجلة في تقرير نشرته الأربعاء، إلى أن أردوغان غيَّر الدستور التركي من أجل تعزيز قبضته على الحكم بعد الانقلاب الفاشل ضده عام 2016، مشيرة إلى أنه أطلق -أيضا- حملة ”شرسة“ ضد خصومه والمنظمات المدنية وحرية التعبير والصحافة، تزامنت مع تصعيد كبير في تدخلاته الخارجية؛ ما أدى إلى تراجع الديمقراطية في تركيا بشكل كبير.
واعتبرت المجلة أن سلوك وسياسات أردوغان الداخلية والخارجية إلى جانب تحالفه مع روسيا وإيران ينبغي أن تدفع حلف الناتو إلى اتخاذ قرار لفرض عقوبات اقتصادية على تركيا وطردها من الحلف ورفض طلبها لعضوية الاتحاد الأوروبي
وقالت المجلة: ”من الواضح أن أردوغان له طموحات كبيرة لأنْ يصبح سلطان تركيا والمسلمين في العالم من أجل استعادة أمجاد أجداده العثمانيين الذين هيمنوا على الشرق الأوسط وأوروبا لفترة طويلة في الماضي.“
وسلطت المجلة الضوء على ممارسات أردوغان في الفترة الماضية، بما فيها تدخله العسكري في شمال سوريا وفي ليبيا، وحملاته ضد الأكراد في العراق وسوريا، ودعمه للإخوان المسلمين، وفتح معبر في سوريا لمرور الجهاديين والانضمام لتنظيم داعش، وتهديداته المستمرة لقبرص واليونان بعد قراره التنقيب عن النفط والغاز شرق البحر الأبيض المتوسط، إلى جانب التهديد بإطلاق موجات هجرة غير شرعية تشمل متطرفين اتجاه أوروبا.
وقالت: ”الحقيقة أن أردوغان يستغل عضوية تركيا بحلف الناتو لجره إلى حروب في المنطقة من خلال الضغط على الدول الأعضاء والتهديد بإغلاق قواعد الناتو في تركيا، فيما يعتبر روسيا بأنها حليف لتركيا رغم أنها تشكل خطرا على الناتو.“
وأشارت المجلة في تقريرها إلى أنه على الرغم من تحذيرات الولايات المتحدة والدول الأوروبية، إلا أن أردوغان مضى قدما ووقع اتفاقا لشراء صواريخ إس-400 الروسية التي يمكن أن تتيح لموسكو التجسس على الحلف والحصول على أسرار عسكرية.
وأفاد التقرير بأن روسيا وعدت تركيا بمساعدتها ببناء مفاعل نووي، قد يمثل خطرا كبيرا على أمن حلف الناتو؛ ما يجعل ”أردوغان خطرا على جميع مصالح الدول الأعضاء.“
وأوضح أن تركيا تعتبر عضوا حيويا في الناتو نظرا لموقعها الإستراتيجي بين الشرق والغرب وسيطرتها على مضيقي البوسفور والدردنيل؛ ما يشكل عقبة رئيسة أمام روسيا للوصول إلى البحر الأبيض المتوسط.
وأضافت ”مودرن بوليسي“ أن الميزات الأخرى هي أن تركيا تستضيف قاعدة ”انجرليك“ الجوية الأمريكية وصواريخ باتريوت للدفاع الجوي، إلى جانب مشاركتها في القتال إلى جانب الحلف في كوسوفو وأفغانستان ومهمات عسكرية ولوجستية أخرى، معربة عن اعتقادها بأن ”أردوغان يستغل تلك الميزات للقيام بتصرفات وسياسات استبدادية واستفزازية
وتابع التقرير: ”الحقيقة أن سياسة تردد الناتو تجاه أردوغان أصبحت تشوه صورة الحلف ومهماته وتضعف الديمقراطية وحكم القانون وتقلل من قدرات الحلف.. كما أنها تسهم في تشجيع أردوغان على تصعيد ممارساته بدعم التنظيمات المتشددة بما فيها داعش والقاعدة وجبهة النصرة في سوريا؛ ما قد يؤدي إلى تعزيز الإرهاب في الشرق الأوسط وتصديره لأوروبا.“
وختم التقرير بقوله: ”حان الوقت لحلف الناتو أن يتعامل مع تركيا كعدو، لأنه إذا بقي صامتا تجاه ما يفعله الرئيس التركي، فإن الحلف سيجد نفسه متورطا ومسؤولا عن جرائم أردوغان، وقد يتعرض أمنه بشكل مباشر للتحالف الروسي-الإيراني-التركي.. لذلك على الناتو اتخاذ إجراءات مضادة سريعة بما فيها فرض عقوبات اقتصادية وعسكرية على تركيا، ووقف المفاوضات لانضمامها للاتحاد الأوروبي بشكل دائم ونقل القواعد والأسلحة النووية للحلف من تركيا إلى الأردن أو دولة أخرى، وإنشاء لجنة لتقصي جرائم الحرب وأعمال التطهير العرقي لأردوغان والتعاون مع الأمم المتحدة للضغط على تركيا لوقف السياسات الاستبدادية، وأخيرا تغيير دستور الحلف من أجل طرد تركيا من عضويته بشكل نهائي.“