فتح فندق نينوى الدولي أبوابه في مدينة الموصل، وهو مثل الفنادق الكبيرة الأخرى، إلا أن لديه فارقا رئيسيا واحدا، وهو أنه أول فندق 5 نجوم لتنظيم “الدولة الإسلامية” الذي إحتل الموصل.
ويشتمل الفندق على حمام سباحة وملعب تنس، ولكن ليس به حانات لتقديم أية أنواع من المشروبات، سوى المياه الغازية والعادية.
وتخلو ساحات المعارك عادة من وسائل الراحة، إلا أن تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي سيطر العام الماضي على مدينة الموصل العراقية قرر إعادة فتح هذا الفندق الفخم لإعطاء “مجاهديه” قليلا من الراحة.
فندق نينوى الدولي في الموصل كان واحدا من أفخم فنادق شمال العراق، وكانت تقدم فيه الخدمات للضيوف الأجانب وكبار الشخصيات المحلية، إلا أن غرفه البالغ عددها 262 غرفة ستستخدم الآن لخدمة مسلحي هذا التنظيم المتطرف.
النظرة الفاحصة على الفندق الآن تكشف الأعلام السوداء والبيضاء للتنظيم وهي تخفق في مواقع متعددة حول المُجمع الفخم، ويوجد حمام سباحة وملاعب تنس لنزلاء الفندق، وأيضا صالة للألعاب الرياضية للذين يريدون الحفاظ على لياقتهم.
وروّجت حسابات تويتر التابعة لأعضاء التنظيم لحدث افتتاح الفندق، وذكرت التغريدات أن جميع المسلمين لهم حق الحضور مجانا. وحضر حفل الافتتاح العديد من الرجال دون أسلحتهم، وكذلك النساء في أزيائهن التي تتماشى مع القواعد الصارمة لتنظيم الدولة الإسلامية.
وقد تحدث نادر هاشمي، أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة دنفر، إلى RT حول اعادة فتح الفندق، قائلا : “أعتقد أن هذا يرسل رسالة مقلقة للعالم، أن الدولة الإسلامية ليست ظاهرة عابرة، وليست ظاهرة تحتضر، لكنهم يملكون شعورا بالدوام والاستقرار، فهم يوجهون رسالة للعالم، بأنه إذا ما كنت تريد أن تأتي لزيارة الدولة الإسلامية، فيمكنك أن تأتي وتقيم في فنادقنا السياحية الرائعة، وتجلب عائلتك إذا كنت تريد، ويمكنك أيضا قضاء وقت لطيف “.
وبالنظر إلى أن الفندق من المرجح أنه سيجذب فقط النخبة داخل قيادة “الدولة الإسلامية” بالنظر إلى تكلفة استئجار الغرف المرتفع، والذي يقارب 100 دولار لليلة الواحدة، فوفقا لصحيفة ديلي ميل، يعتقد هاشمي أن “إعادة فتح الفندق لن يُؤخذ على محمل الجد، فهو مجرد تمرين لعمل دعاية للتنظيم”.
إن إعادة فتح الفندق هي واحدة من أحدث تحركات “الدولة الإسلامية” لتقديم تصور للعالم بأن الحياة تسير بشكل طبيعي في المناطق الخاضعة لسيطرتها في العراق وسوريا، ففي شهر أبريل/نيسان، أعلنت الجماعة الجهادية المتطرفة عن استخدامها شهادات الميلاد للأطفال حديثي الولادة.
وفي شهر مارس/آذار، أصدر التنظيم كتيبا على غرار الكتيبات السياحية يظهر الحياة اليومية في الموصل، ويبين الكتيب الأكشاك في أسواق المدينة المزدحمة، وكيف أن السكان المحليين يتعاملون بسهولة وسعادة في ظل سيادة “الدولة الإسلامية”.