بعد محاولتين باءتا بالفشل، ستحاول المركبة الأوروبية غير المأهولة روزيتا اعتباراً من الجمعة إعادة الاتصال مع الروبوت فيلاي، الذي هبط قبل ستة أشهر في منطقة مظلمة على سطح المذنب “تشوري” لم يستطع فيها شحن بطارياته الشمسية.
وقال عالم الفيزياء الفلكية فرنسيس روكار المسؤول عن برنامج روزيتا في المركز الوطني للدراسات الفضائية في باريس “ستجري محاولات جديدة بين الثامن والسابع عشر من مايو” لإعادة الاتصال بين المركبة والروبوت.
وأضاف “لا نقدر أن نحدد بدقة متى سيستيقظ الروبوت من سباته”.
وكان الروبوت، وبعد رحلة استمرت عشرة أعوام على متن المركبة روزيتا قطعت خلالها ستة مليارات كيلومتر، انفصل عنها وهبط على سطح المذنب تشوري في الثاني عشر من نوفمبر، في عملية بالغة التعقيد جرت على بعد أكثر من 500 مليون كيلومتر عن الأرض.
لكن الروبوت، وبسبب ضعف جاذبية المذنب الذي يوازي حجمه حجم جبل صغير على كوكب الأرض، ارتطم مراراً بسطح المذنب، ثم استقر في هوة لا تصلها أشعة الشمس، فدخل في “سبات” بعدما نفدت بطارياته ولم يتمكن من شحنها بالطاقة الشمسية.
إلا أن العلماء يأملون أن يتمكن الروبوت من شحن بطارياته والعودة إلى العمل مع اقتراب المذنب من الشمس وسطوع أشعتها أكثر على سطحه.
وقال روكار “لا نعرف بالضبط أين حط الروبوت، نستطيع تحديد مكان هبوطه بهامش خطأ يبلغ خمسين متراً”.
ويعاني فيلاي من مشكلة أخرى، فهو مزود بجهاز حراري لا يجعله يستيقظ إلا حين ترتفع درجة حرارته عن 45 درجة تحت الصفر، أما الحرارة على سطح المذنب فهي 165 درجة تحت الصفر.
وربما يكون فيلاي أصيب ببعض الأضرار في أجهزته الإلكترونية بسبب البرد القارس.
وحتى يتمكن الروبوت من إعادة الاتصال مع روزيتا، يحتاج إلى 12 واط من الطاقة على الأقل، ويحتاج إلى 19 واط للإجابة وإرسال معلومات.
ويبدي العلماء منذ سنوات اهتماماً بالغاً بالمذنبات، وهي أجرام صغيرة ذات نواة صلبة يكسوها الجليد والغبار، فهم يشبهونها بالأسطوانات الشاهدة على نشأة النظام الشمسي الذي يقع فيه كوكبنا، وعلى أصل الحياة في الكون.
وأطلقت المهمة في العام 2004، وكان مقرراً أن ترافق روزيتا المذنب على مدى 18 شهراً لدى اقترابه من الشمس، ولكن المسؤولين عن المهمة يميلون إلى تمديدها حتى سبتمبر من العام 2016.