لم أقرر تغيير الأشياء بل تركت حدسي يحملني على تغيير مجموعة من الأشياء لكنني لم أحاول تغيير الطبيعة الانسانية لقد رأيت أسوأ وأفضل ما في الانسانية لذلك لم يعد فيها ما يفاجئني فالانسانية ليست دينٕ انما رتبة يصل لها بعض البشر.
نشكو من الواسطة ونحن أول من يبحث عنها
نشكو من عدم نظافة المدن ونحن الذين نحولها إلى سلة مهملات نشكو من أخلاق الشباب المراهق وننسى أنهم تربيتنا نعطي لاشخاص قيمة اكبر من ما يستحقه ويخذلونا. كل ما حولنا لم يأت من الفضاء الخارجي نحن الذين قمنا بتشكيله بهذا الشكل. نعاتب النظام على بعض ما يحدث وننسى أننا نحن المواطنين جزء من هذه الأحداث وشركاء فيها.
مع مرور الوقت والسنين والعمر نصل لمرحلة لن تجد نفسك مضطراً للخوض في أي نقاش أو جدال ولو خضت فيه لن تحاول أن تثبت لمن يجادلك بأنه مخطئ
ولو كذب عليك أحدهم ستتركه يكذب عليك وبدل أن تشعره بأنك كشفته ستستمتع بشكله وهو يكذب مع أنك تعرف الحقيقه. ستدرك بأنك لن تستطيع إصلاح الكون فالجاهل سيظل على حاله مهما كان مثقفاً سترمي كل مشاكلك وهمومك والأشياء التي تضايقك وراء ظهرك وستكمل حياتك. نعم ستفكر في أشياء تضايقك من وقت لآخر . ولكن لا تقلق فسرعان ترجع مرة أخرى .
ستمشي مبتسماً ابتسامةً ساخرة وأنت ترى الناس تتلوّن وتتصارع وتخدع بعضها من أجل أشياء لا قيمة لها سيزداد إيمانك بالقضاء والقدر وستزداد يقيناً بأن الخيرة فيما اختاره الله لك.
فهي مرحلةيمتلك فيها الإنسانُ حياته وتتسع فيها المدارك وتبعد فيها النظرة وتتشكّل بعد جُمله من الخبرات وسلسلة من التجارب وكمٍ من المواقف يتعامل صاحبها معها بعقل واعي وبفكر وبنضج فيتعلم منها أشياء جميلة وإن أتت متأخرة ولكن أن تصل متأخراً خير لك من أن لا تصل حينها لن تتورط في جدالات تافهة ولن تبذل جهداً على ما لا يستحق ولو وجدت نفسك انصدمت بجدار الجدل فالتزم الصمت ولن تصرف دقيقة في إقناع من لا يريد أن يفهم. لن تعطي توافه الأمور أكثر من قدرها. ولن تحرق أعصابك ستعرف حينها أن كل الأمور توافه ولا شيء يستحق الاهتمام
ولن تهدر ما تبقى من عمرك في البحث عن الأحسن والأروع والأجمل لأنك حينها ستتجمد عند موقف الانتظار . ستدرك أنك المسؤول تماماً عن صحتك وعن كل شؤون حياتك وستعرف حينها أنه لن يحمل أحد عنك هماً ولن يقاسمك شخص حزن ولن يتبرع أحد بأخذ المرض عنك. ستدرك في أن خيارك الوحيد أن تكون محباً محباً لربك لذاتك للخير فمن يزرع الحب يجني الحياة. لن تهتم إلا بنفسك ولن يشغلك إلا إصلاحها ولن تقارن نفسك بأحد بل ستعيش حياتك كما كتب الله لك. ستدرك أن البشر ليسوا ملائكة ففيهم سيئ الخلق وفيهم طيب النفس.
ستدرك أن التكييف مع الظروف أحد أهم أسباب السعادة ورضا النفس فمهما كانت قسوة ظروفك وصعوبة حياتك تاقلم علية. ستدرك أن الحال لا يدوم وأن الألم يزول والوجع ينتهي
فكلما تقدمنا في العمر زاد رشدنا وأدركنا وايقنا. تسير أيامنا و لا تتوقف فسرعة الأيام مخيفة فسرعان من شروق شمس وغروبها.
إن الانسان هو الذي يرى الأشياء كما يريد فالأشياء تبدو قبيحة أو جميلة رهناً بوجهة نظر المتأمل ذلك يعني أن الجمال ليس القائم خارج ذات الانسان ولكن الجمال الحقيقي هو الموجود في داخل الروح الانسانية….