عقب تظاهرات الاحتجاجات واسعة النطاق للمعلمين الايرانيين في 21 مدينة من سائر أنحاء إيران يوم السابع من أيار الجاري، والتي سبقتها تظاهرات غضب و إحتجاج الالوف من العمال في الاول من أيار، إندلعت إظطرابات واسعة في مدينة مهاباد على أثر إنتحار فتاة کردية بإلقاء نفسها من فندق کانت تعمل فيه منعا لإغتصابها من جانب رجل أمن، وهي إظطرابات إستثنائية من المرجح إنتقالها الى مدن إيرانية أخرى.
الاوضاع في إيران أشبه ببرميل بارود يحتاج الى الشرارة المطلوبة کي ينفجر و يقلب الامور کلها رأسا على عقب، وان تزايد حالات الاضرابات و الاعتصامات و الاحتجاجات، مترابطة مع إضطراد غير مسبوق لأعمال القمع الى جانب تصاعد استثنائي لحملات الاعدامات بحيث وصلت الى حد تنفيذ حکم إعدام کل ثلاثة ساعات، ومن أقصى إيران الى أقصاها، مرورا بکل الاعراق و الاديان و الطوائف، تجد حالة رفض و سخط و غضب على الاوضاع الرديئة السائدة والکل يطمح من أجل التغيير و الخروج من الاوضاع المزرية الحالية.
إيران التي تعوم على بحيرات من النفط و الغاز و تزخر بثروات طبيعية هائلة و لديها إمکانيات أخرى متباينة، لايجد الشعب الايراني نفسه متنعما بهذه الخيرات و الامکانيات وانما يجد نفسه في مواجهة أوضاع معيشية بالغة الصعوبة وصلت الى حد أن أکثر من 70% من الشعب الايراني يعيشون تحت خط الفقر و 12 مليونا يعانون من المجاعة، ناهيك عن أن جيوش العاطلين عن العمل و الدمنين على المواد المخدرة في إزدياد غير مألوف، وفي ظل هکذا أجواء سلبية متداخلة ببعضها، فإن الاوضاع في إيران أشبه ماتکون بحافلة تتجه نحو الهاوية.
الملفت للنظر انه وفي ظل کل هذه الاوضاع و الامور غير العادية في إيران، يأتي تنديد الامم المتحدة يوم الجمعة الماضي بإرتفاع عدد عمليات الإعدام في إيران خلال أبريل الفائت، حيث نفذ الحكم بحق 98 شخصا، ووفق معلومات جمعها مقرر حقوق الإنسان في إيران، أحمد شهيد، ومقرر عمليات الإعدام التعسفية كريستوف هاينز، تم إعدام 98 سجينا بين التاسع والسادس والعشرين من أبريل، علما بأن الارقام المعلنة هي في الواقع تختلف تماما مع الارقام الحقيقية، حيث تقوم السلطات الايرانية عادة بتنفيذ العديد من أحکام الاعدام و عمليات تصفية معارضيها خلسة و وبعيدا عن الاضواء، لکن کل هذه الممارسات و الامور و الاوضاع السلبية جعلت من إيران کما أکدنا بمثابة برميل بارود(کما صوره قبل فترة السيد محمد محدثين، الشخصية البارزة في المقاومة الايرانية)، قد ينفجر في أية لحظة لو کانت هنالك الشرارة المطلوبة، وهو ماي?کد أيضا بأن الارض بدأت تحترق تحت أقدام ملالي إيران و لم تعد بوسع قبضتهم الحديدية أن تسيطر على زمام الامور.