بينما تعاني إيران داخليا من أزمات اقتصادية متتالية في جميع القطاعات، تسببت في تضخم وبطالة غير مسبوقتين خلال السنوات الماضية، يقوم النظام في طهران بدعم الميليشيات التابعة له في المنطقة، من ضمنها الحوثيون في اليمن و”حزب الله” في لبنان، فضلاً عن المساعدات العسكرية والمالية التي تقدمها لنظام بشار الأسد في سوريا.
وحول المساعدات التي تدعي إيران إرسالها إلى اليمن، علق إيرانيون على صفحات التواصل الاجتماعي عبر “فيسبوك” من بينها صفحة “بي بي سي” الناطقة بالفارسية و”راديو فردا”، ساخرين من مبادرة سلطات بلادهم بقولهم إن “الشعب الإيراني أكثر استحقاقا بهذه المساعدة من الحوثيين”.
وبينما توقع كثير من المعلقين أن تكون السفينة الإيرانية محملة بالسلاح قال أحدهم: “إذا كانت إيران تدعي إرسال مساعدات إنسانية، فنيبال المفجوعة إثر الزلزال المدمر الذي أدى إلى مقتل الآلاف من الناس، أحق بهذه المساعدات”.
وفي حين دافع البعض عن إرسال السفينة متبنين سياسات بلادهم بقولهم إن “الجمهورية الإسلامية لديها رسالة بتصدير ثورتها للعالم الإسلامي ومساعدة الشيعة في البلاد المجاورة” على حد قولهم، توقع آخرون أن تلك السياسات بالنهاية ستؤدي إلى حرب بين إيران وجيرانها، سيكون الخاسر فيها بلادهم التي تعاني من مشاكل متفاقمة منذ سنوات طويلة.
وقال مرتضى حسيني أحد المعلقين على صفحة “بي بي سي” مخاطبا سلطات بلاده: “بسياساتكم هذه لم تتركوا لنا بلدا مجارا يحبنا”.
وتأتي هذه التعليقات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي في إيران وخارجها، بعد أن أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، أن بلادها تأمل في وصول سفينة المساعدات التي أرسلتها إلى اليمن بأقرب وقت ممكن عبر التنسيق مع مكتب شؤون المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة.
ونقلت وكالة أنباء “فارس” الإيرانية عن أفخم يوم، الأربعاء، تأكيدها على أن “إيران لن تسمح بتفيش سفنها المتوجهة إلى اليمن”، مما يتناقض وقبول إيران إيصال المساعدات عن طريق الأمم المتحدة التي تقوم بتفتيش جميع السفن بطبيعة الحال كإجراء روتيني.