ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن قادة “الدولة الإسلامية” في سوريا يحولون تحويل ليبيا إلى معقلهم الرئيسي في أفريقيا.
وأوضحت الصحيفة في عددها الصادر الثلاثاء 19 مايو/أيار أن التنظيم يرسل أعدادا متزايدة من مسلحيه والمدربين إلى ليبيا بالإضافة إلى تكثيف تدفق الأموال، من أجل توسيع دائرة نفوذه في البلاد المفتتة التي تستمر فيها الحرب من 4 سنوات.
ويقول مسؤولون عسكريون أمريكيون منذ أشهر أن تنظيم “داعش” عزز مواقعه في ليبييا ويسعى لزيادة شعبيته في صفوف المجموعات المتطرفة في هذه البلاد وعبر العالم.
وقال أحد المسؤولين الأمريكيين للصحيفة: “بات لـ”داعش” في الوقت الراهن تواجد عملياتي (في ليبيا)، وهو يسعى لتحويل ليبيا إلى معقله الرئيسي في أفريقيا”. وأضاف: “باتت ليبيا جزءا من خريطة الإرهاب الخاصة بهم (الدواعش)”.
وذكر المسؤولون أن تنامي نفوذ “داعش” دفع بالعديد من المجموعات المتطرفة المسلحة عبر العالم إلى الإعلان عن انتسابها إليه، من أجل الاستفادة من الصورة الإعلامية الذي خلقها التنظيم لنفسه. كما استفاد التنظيم نفسه من هذا الانتساب الوهمي، باعتباره دليلا على “توسع الخلافة”. لكن النجاحات الأخيرة لـ”داعش” في شمال أفريقيا، تعد أول توسع حقيقي لنفوذ التنظيم الإرهابي خارج المشرق العربي.
وحذرت الصحيفة من أن تعزيز موقع “داعش” في ليبيا يعني أيضا توسع قاعدة الإرهابيين لتدبير هجمات جديدة في شمال إفريقيا وحتى في أوروبا.
وذكرت “وول شتريت جورنال” أن الولايات المتحدة لا تخطط لتوسيع حملتها الجوية ضد “داعش” لكي تشمل أيضا مناطق في أفريقيا الشمالية. وتابعت أنه لا توجد في ليبيا قوات مسلحة تثق بها واشنطن ويمكن التعاون معها لدى توجيه ضربات جوية إلى مواقع التنظيم، على غرار ما يحدث في العراق،
على الرغم من محاولات الجيش الليبي الموالي لحكومة عبد الله الثني التي تتخذ من طبرق مقرا لها الإمساك بزمام الأمور إلا أنه لم يتمكن حتى الآن من فرض سيطرته على المدن الليبية الكبرى الأخرى. وما زالت الميليشيات المنضوية تحت لواء عملية “فجر ليبيا” وميليشيات أخرى تابعة للطوارق وقبائل التبو، تسيطر على النصف الغربي من البلاد باستثناء منطقة الزنتان. كما تسيطر فصائل “فجر ليبيا” و”أنصار الشريعة” على العاصمة طرابلس، وهناك أيضا تواجد قوي للمتطرفين بمن فيهم مسلحون موالون لتنظيم “داعش” في سرت ونوفيليا وبنغازي ودرنة.
وتخوض القوات التي يقودها حفتر، معارك يومية مع الجماعات المسلحة بهدف السيطرة الكاملة على بنغازي، بعدما سقط الجزء الأكبر من المدينة في أيدي تلك الجماعات في يوليو/تموز الماضي.
أوروبا قلقة من خطر تسلل “دواعش” إلى أوروبا
يبدو أن قرار الاتحاد الأوروبي إطلاق مهمة بحرية في المتوسط لمكافحة تهريب البشر والهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، يستهدف إلى درجة ما الحيلولة دون تسلل متطرفين إلى الأراضي الأوروبية على متن قوارب المهاجرين.
ولقد حذر أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرغ من احتمال وجود عناصر من “الدولة الإسلامية” بين المهاجرين الذين يعبرون المتوسط في طريقهم إلى أوروبا.
ونشر أنصار لتنظيم “داعش” الإرهابي الشهر الماضي على موقع “تويتر” صورا تهدف إلى التأكيد على وجودهم في أوروبا وانتظارهم “ساعة صفر” مناسبة لشن اعتداءات.
ونقل مركز “سايت” المتخصص في رصد نشاط المتطرفين في الإنترنت، صورا التقطت على خلفية الكولوسيوم في روما وفي مناطق أخرى بالعاصمة الإيطالية، تظهر عليها لافتات كتب عليها:”دولة الإسلام باقية… باقية. روما”، “دولة الخلافة في روما”، “في روما الآن يتم الرصد وتحديد الهدف.. بانتظار ساعة الصفر”.
وتظهر بعض الصور شوارع في ميلانو، بما في ذلك كاتدرائية المدينة. كما التقطت العديد من الصور على خلفية سيارات تابعة للشرطة.
وبالتزامن مع نشر الصور، حذرت الحكومة الليبية من وجود متطرفين في صفوف المهاجرين الذين لا ينقطع تدفقهم إلى أوروبا على الرغم من تزايد حوادث غرق القوارب والتي أسفرت خلال الأشهر القليلة الماضية عن مصرع المئات.