أكد جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، أن تعليق عضوية أي اتحاد كروي في الفيفا، يعتبر “سابقة تاريخية خطيرة”، بينما تمسك رئيس الاتحاد الفلسطيني بطلب تعليق عضوية إسرائيل.
وقال بلاتر، خلال اجتماعه مع رئيس اتحاد كرة القدم اللواء جبريل الرجوب، إن طلب الاتحاد الفلسطيني المقدم لكونغرس الفيفا يعتبر طلبا قانونيا، إلا أن تنفيذه يعتبر سابقة خطيرة في قوانين الفيفا، وفق المادة رقم 13، التي تهتم بالتزامات الاتحادات الوطنية.
وكشف السويسري بأن طلب الاتحاد الفلسطيني تعليق عضوية إسرائيل في الفيفا أثار ردود فعل كبيرة بين مؤيدة ومعارضة، وهذا يظهر أن كرة القدم منظمة مهمة، وتوحد الجميع.
وأشار بلاتر إلى أن الاتحاد الدولي يساعد في إيجاد حل للمشاكل التي تعاني منها كرة القدم، جراء الممارسات الإسرائيلية، وأن الحلول الكروية يجب آن تكون أسهل من الحلول السياسية.
من جانبه، قال اللواء الرجوب، أنه لا توجد أي خطوات على الأرض من قبل اللجان المختلفة في الفيفا ردا على ممارسات الاحتلال، وخصوصا اللجان الفنية واللعب النظيف والعقوبات وغيرها.
وبين رئيس الاتحاد الفلسطيني، أن الاتحاد في انتظار مرجعية واضحة من الفيفا بعد صدور المقترح، وأن المقترح متعلق بالشق الرياضي وليس له علاقة بالجانب السياسي.
وأشار الرجوب إلى أن قضية العنصرية التي تعاني منها الرياضة الفلسطينية تم تجاهلها على مدى سنوات ماضية، وحان الوقت من أجل وقفها وإيجاد حلي جذري لها.
وأكد الرجوب، أن الاتحاد يحتفظ بهذا المقترح على أجندة الفيفا، ولن تكون هناك أي مساومات فيما يتعلق بحقوق الرياضيين الفلسطينيين.
وتحدث الرجوب حول المقترح الإسرائيلي المطالب بإقامة مباراة بين الطرفين تحمل اسم السلام، مشيرا إلى أنه يرحب بالفكرة التي يجب أن تحمل الأهداف المطلوبة، وهي بحاجة لوقت من أجل تنفيذ ذلك.
وقد ناقش بلاتر، عشية زيارته لفلسطين، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الطلب الفلسطيني بطرد إسرائيل من الفيفا.
انتقال الصراع الدبلوماسي إلى ملاعب كرة القدم
وانتقل الصراع الدبلوماسي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ إخفاق محادثات السلام بينهما قبل عام، إلى ملاعب كرة القدم، بعد أن طالب الفلسطينيون بإقصاء إسرائيل من الاتحاد الدولي للعبة الـ (فيفا).
ومن المقرر أن يصوت الفيفا، خلال المؤتمر السنوي المقرر بمدينة زيوريخ السويسرية يوم 29 أيار/مايو الجاري، على طلب الاتحاد الفلسطيني للعبة بإقصاء نظيره الإسرائيلي من الفيفا بسبب القيود الأمنية “القاسية” على حركة اللاعبين الفلسطينيين عبر الحدود التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية.
ويجب تصويت 75 بالمائة من الأعضاء الـ 209 في الفيفا على طلب الفلسطينيين من أجل قبوله وتطبيقه.
ويأمل بلاتر في التوصل إلى حل للقضية قبل المؤتمر السنوي للفيفا المقرر يوم 29 مايو/أيار، والذي يسعى من خلاله لتولي رئاسة الفيفا لفترة خامسة.
ويتوقف نجاح بلاتر في إلغاء التصويت من أجندة المؤتمر على نتائج محادثاته الجارية مع الجانبين، ويتمسك الفيفا ورئيسه بحتمية انفصال القضايا السياسية عن كرة القدم.
وتشكل جنوب إفريقيا، التي أوقفت في عام 1963 بسبب نظام الفصل العنصري ، السابقة الوحيدة لفرض عقوبات لأسباب سياسية.
وأوقفت دول أخرى مثل نيجيريا ، التي أوقفت لفترة قصيرة الصيف الماضي ولكن لأسباب تتعلق بكرة القدم ، مثل التدخل الحكومي في شؤون اللعبة.
عباس يثمن الدعم الذي يقدمه الفيفا لكرة القدم الفلسطينية
إلى ذلك التقى جوزيف بلاتر أثناء زيارته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، بحضور اللواء جبريل الرجوب.
وثمن عباس الدعم الذي يقدمه الفيفا لكرة القدم الفلسطينية، من حيث بناء المنشآت الرياضية، ودعم الاتحاد الفلسطيني، مشيرا إلى أن “الرياضة الفلسطينية تعاني جراء الاحتلال وممارساته التعسفية، الذي يحاول الحد من تطور الكرة الفلسطينية”.
وأكد عباس أن القرار الفلسطيني واضح بفصل كل أشكال السياسة عن الرياضة، والالتزام بمبادئ التنافس الرياضي الشريف، وبالقواعد الرياضية التي يضعها الفيفا.
بدوره قال بلاتر، إن لقاءه بالرئيس عباس كان هاما، حيث جرى الحديث عن السلام، وأهميته على الرياضة، مؤكدا أن “افتتاح عدة ملاعب في فلسطين هو يوم تاريخي للرياضة الفلسطينية”.
بلاتر يفتتح ملعبا في فلسطين
وكان بلاتر والوفد المرافق قد توجها، فور وصولهما إلى فلسطين، مع اللواء جبريل الرجوب وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، إلى ملعب دورا القرع، حيث افتتح الملعب الذي تم تشييده ضمن برنامج “الهدف” التابع للفيفا، كما تجول بلاتر بمخيم الجلزون في رام الله.